معلمة ألمانية تقبض مليون يورو خلال إجازة مرضية

السوسنة - أثارت قضية معلمة ألمانية في ولاية شمال الراين-وستفاليا جدلًا واسعًا في الأوساط التعليمية والإدارية، بعد أن كشفت تقارير عن تقاضيها أكثر من 1.185 مليون يورو خلال إجازة مرضية امتدت لما يزيد على 16 عامًا، دون أن تخضع لأي فحص طبي مستقل يثبت استمرار حالتها الصحية.

وبحسب صحيفة 'دي فيلت' الألمانية، بدأت المعلمة إجازتها المرضية في عام 2009 بسبب مشاكل نفسية لم تُكشف تفاصيلها، واستمرت في تمديد الإجازة بشكل دوري، محتفظة بكامل راتبها الشهري الذي يُقدّر بنحو 6174 يورو، ما أثار شكوك الجهات المعنية حول مدى قانونية استمرار هذا الوضع.

ومع مرور السنوات، طالبت هيئة التعليم في الولاية المعلمة بالخضوع لفحص طبي مستقل للتأكد من استمرار حاجتها للإجازة، إلا أنها رفضت ذلك، معتبرة الطلب غير مبرر، ولجأت إلى المحكمة الإدارية العليا للطعن في القرار.

لكن المحكمة رفضت دعواها، وأصدرت حكمًا يُلزمها بالخضوع للفحص الطبي إذا أرادت الاستمرار في إجازتها المرضية، كما قررت تغريمها مبلغ 2500 يورو كرسوم قضائية، مؤكدة أن من حق جهة العمل التحقق من الحالة الصحية للموظف الذي يحصل على إجازة طويلة الأمد مدفوعة الأجر.

القضية أثارت ردود فعل غاضبة من نقابة المعلمين في الولاية، حيث وصف رئيس النقابة، أندرياس بارتش، الواقعة بأنها 'مخزية' ومسيئة لباقي المعلمين، مضيفًا: 'لم أواجه حالة مماثلة طوال مسيرتي المهنية، وما حدث يمثل صفعة في وجه آلاف المعلمين الملتزمين بعملهم'.

وتسلّط هذه القضية الضوء على الثغرات المحتملة في نظام الخدمة المدنية الألمانية، الذي يمنح المعلمين في بعض الولايات صفة الموظف الحكومي الدائم، ما يتيح لهم تقاضي الراتب الكامل خلال فترات المرض دون سقف زمني محدد.

وقد دفعت هذه الحالة الاستثنائية إلى إعادة النظر في بعض الامتيازات الوظيفية، وسط دعوات لتشديد الرقابة وتحديث آليات التحقق من الحالات المرضية طويلة الأمد.

اقرأ ايضاً: