اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ١٧ أب ٢٠٢٥
خدمة العلم في الأردن... رسالة قوة وانتماء والرد العملي على وهم إسرائيل الكبرى
مأمون المساد
في ظل التحولات الإقليمية المتسارعة، والتصريحات المتطرفة الصادرة عن بعض قادة الاحتلال الإسرائيلي حول ما يسمى بـ'رؤية إسرائيل الكبرى'، يبرز القرار الأردني بتفعيل خدمة العلم (الالزامية/الاختيارية)، ، كخطوة سيادية وطنية عميقة الدلالة، تتجاوز الجانب العسكري، لتكون ردًا حضاريًا واستراتيجيًا على كل محاولات المساس بالهوية أو المكانة الأردنية.
إسرائيل الكبرى، بمفهومها التوسعي، لا تقوم فقط على جغرافيا طامعة، بل على وهم إضعاف الجوار، وتفكيك المجتمعات، واستهداف الدول التي تمتلك مواقف ثابتة من القضية الفلسطينية، والأردن في طليعتها.
لكن الأردن، بقيادته الواعية ومؤسساته المتماسكة، يُدرك أن قوة الدولة لا تكون فقط بالسلاح، بل بوعي شبابها، وانتمائهم، واستعدادهم الدائم للدفاع عن الأرض والهوية.
وليس غريبًا ان سمو ولي العهد بما يحمل من فكر حضاري ورؤية للمستقبل بالامتداد الهاشمي العريق،يجسد أيضًا روح العصر القائم على التمكين لا التلقين، وعلى الإنجاز لا الاستعراض الذي يحتاجه الأردن في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه ، فهو فكر حضاري لأنّه يتعامل مع التحديات بعقلانية، ويواجهها بالتخطيط لا بالانفعال... ولأنه يؤمن أن الكرامة لا تُمنح، بل تُصان بالعلم، والعمل، والانتماء.
'خدمة العلم' بهذا المعنى ليست مجرد برنامج تدريب عسكري، بل مشروع وطني جامع يعزز الانتماء، ويعيد صياغة العلاقة بين الجيل الشاب والدولة، ويجعل من كل شاب أردني سفيرًا لقيم المسؤولية والانضباط والوطنية.
الرد الأردني على أي تهديد، مهما كان شكله، ليس بالخطابات، بل ببناء جبهة داخلية قوية، وإشراك الشباب في مسار الدولة، وتمتين الجسد الأردني من الداخل.
الأردن خير... وبشبابه خير، ورسائله أوضح مما يتخيله الواهمون.