اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة جراسا الاخبارية
نشر بتاريخ: ٢٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
في سلسلة من التصريحات المتزامنة التي غطت ملفات دولية ومحلية شائكة، رسم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ملامح سياساته الحالية، محملا الديمقراطيين مسؤولية استمرار الإغلاق الحكومي، ومبديا تفاؤلا حذرا بشأن المفاوضات التجارية مع الصين، ومجددا استعداده للقاء زعيم كوريا الشمالية.
وتكمن أهمية هذه التصريحات في كونها تقدم لمحة شاملة عن أولويات الإدارة الأمريكية وتكتيكاتها التفاوضية في مواجهة تحديات متعددة، من الأزمة الداخلية إلى الصراعات التجارية والدبلوماسية النووية.
تأتي هذه التصريحات في وقت حرج للرئاسة الأمريكية. داخليا، تدخل الولايات المتحدة أسبوعا جديدا من الإغلاق الحكومي الجزئي، وهو الأطول في تاريخها، بسبب الخلاف الحاد بين الرئيس والكونغرس حول تمويل جدار حدودي مع المكسيك.
وعلى الصعيد الدولي، تخوض واشنطن حربا تجارية معقدة مع بكين، حيث تبادل الطرفان فرض رسوم جمركية على مئات المليارات من الدولارات من السلع، مما أثار قلقا عالميا من تباطؤ اقتصادي.
في غضون ذلك، وصلت المفاوضات النووية مع كوريا الشمالية إلى مرحلة من الجمود النسبي بعد القمة التاريخية الأولى، حيث يسعى البيت الأبيض لترتيب قمة ثانية لتحقيق تقدم ملموس في ملف نزع السلاح النووي.
وفي تصريحاته، تطرق الرئيس الأمريكي إلى عدة ملفات بشكل مفصل، محددا مواقف إدارته بوضوح:
الإغلاق الحكومي والأزمة الداخلية: وجه الرئيس أصابع الاتهام مباشرة إلى خصومه السياسيين في استمرار الأزمة، قائلا: 'الديمقراطيون هم الذين يعوقون التوصل إلى اتفاق لإنهاء الإغلاق الحكومي'.
ويعكس هذا التصريح استمرار حالة الاستقطاب السياسي في واشنطن، حيث يصر الرئيس على طلبه تمويلا للجدار الحدودي، بينما يرفض الديمقراطيون، الذين يسيطرون على مجلس النواب، تخصيص أي أموال لهذا المشروع، معتبرين الأزمة نتيجة لتعنت الرئيس.
المفاوضات التجارية مع الصين:
و أبدى ترمب نبرة براغماتية فيما يخص المحادثات مع بكين، معترفا بضرورة المرونة من الجانبين للتوصل إلى حل. وقال: 'سيتعين على الصين تقديم تنازلات للتوصل لاتفاق والأمر ذاته بالنسبة لنا والأمور تسير على ما يرام'.
يشير هذا التصريح إلى أن المفاوضات دخلت مرحلة جدية، وأن واشنطن قد تكون مستعدة لتقديم بعض التنازلات مقابل تحقيق أهدافها الرئيسية المتعلقة بحماية الملكية الفكرية وتقليل العجز التجاري.
الدبلوماسية مع كوريا الشمالية:
جدد الرئيس انفتاحه على الحوار المباشر مع بيونغ يانغ، مؤكدا استعداده لعقد قمة ثانية.
وقال: 'مستعد للقاء زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون إذا كان يريد ذلك'، مضيفا في إشارة إلى الواقع الاستراتيجي: 'لدى بلاده أسلحة نووية عديدة'.
يمثل هذا التصريح استمرارا لنهج الدبلوماسية الشخصية الذي يتبعه الرئيس، والذي يعتقد أنه السبيل الوحيد لإقناع كيم بالتخلي عن برنامجه النووي.
العلاقات مع كندا:
في تعليق جانبي يعكس استمرار التوتر مع الحلفاء التقليديين، انتقد الرئيس إعلانا كنديا، قائلا: 'الكنديون نشروا إعلانا مزيفا منسوبا للرئيس ريغان وهذا أمر مروع'. ويأتي هذا في سياق العلاقات التي شهدت توترا خلال مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة الجديدة (USMCA).
تعكس هذه الحزمة من التصريحات استراتيجية الرئيس الأمريكي القائمة على المواجهة والمفاوضة المباشرة في آن واحد. فبينما يصعد خطابه ضد خصومه في الداخل، يبدي مرونة تكتيكية في مفاوضاته مع الصين، ويحافظ على قناة اتصال شخصية مفتوحة مع كوريا الشمالية.
ويبقى المسار العام لهذه الملفات مرتبطا بقدرة إدارته على تحقيق اختراقات ملموسة؛ فإما أن يؤدي إصراره في ملف الإغلاق إلى إضعاف موقفه التفاوضي في الملفات الأخرى، أو أن ينجح في استخدام هذه الأزمات المتعددة كورقة ضغط لتحقيق ما يراه 'صفقات أفضل' للولايات المتحدة على الساحتين الداخلية والدولية.












































