اخبار الاردن
موقع كل يوم -ار تي عربي
نشر بتاريخ: ٢٤ تموز ٢٠٢٥
لم يكن '970/970' عرضا مسرحيا عاديا، بل كان صرخة حياة، كتبها وأداها باقتدار الفنان حسام الشاه، بمشاركة فنية وإنسانية من المخرج زين طيار، وبإشراف فني من د.لمى طيارة، ليكون مسك ختام مهرجان ليالي المسرح الحر الـ 20 الذي أقيم مؤخرا بالعاصمة الأردنية عمان.
عرض امتد لأكثر من 60 دقيقة عبر سرد إنساني بليغ يخترق الذاكرة، ويتركها تنزف أمام الجمهور، عرض يمكن القول بأنه يمثل أوجاع وآلام كل من قضى في المعتقلات والسجون السورية إبان حكم النظام البائد، نقلها بعبثية وامتهان الفنان الشاه وجسد فيها كل ما صادف الجسد والروح البشرية من انتهاكات ومعاناة خلف جدران الدم والصمت.
عرض استحق فيه حسام الشاه جائزة أفضل ممثل، كيف لا وهو الباحث بترف العاشق وألمه عن معزوفة متفردة يقدم أنغامها لمعشوقته ويبث موسيقاها على خشبة فضاء المسرح الحر.
ولأنه يعرف أن الجمهور متعطش لطرح جديد اختار سردية مؤلمة من خلال المحامي 'حسان' وهو يعيش آلامه وما تبقى له من رمق حياة بين الجدران، لا خوفا من الموت بل الخوف من انتظار الموت المؤجل، هي لحظة كأن الزمن توقف صرخات مترافقة مع تكبيرات مزلزلة مرعبة توقف أنفاسه وجسده المرتعش، ليفتح باب السجن على مصراعيه بجملة 'سقط النظام'، لحظات من الخوف الممزوج بسعادة الحرية والرعب من القادم والأمل بحياة جديدة.
تفاصيل قدمها العرض المسرحي'970×970' أراد منه صناع العرض تكريم من قضوا في المعتقلات والسجون السورية وتوجيه تحية للناجين من جحيم الموت.
فكرة لا تموت:
أكد الفنان حسام الشاه لموقع 'روسيا اليوم' أنه اختار موضوعا حارا وذهب به لمكان يشبه معظم السوريين في آلامهم وعذاباتهم، مشددا على أن فكرة النص المسرحي الذي تم الاشتغال عليه لا تموت وقابلة للحياة، وهي قريبة بشكل ما من نبض الشارع وشجونه.
وأشار بأن المحامي 'حسان ' التي قدمها تمثل الألم والأمل معا، ألم من الظلم ؤأمل بالحياة والحرية، لافتا بأن النص قدم صرخة للحياة.
أول عرض بعد التحرير:
من جهته أكد مخرج العرض زين طيار، بأن هذا العرض هو الأول بعد التحرير الذي يشارك في مهرجانات دولية وعربية ولاقى احتفاء ضخما بما قدمه في عمان.
وأضاف: حاولنا من خلال العرض مواكبة ما يحصل في الشارع السوري، فجاءت فكرة العرض التجريبي الذي حضره المعنيون وبعض الشخوص التي وثقنا لها عبر العرض، ليصار إلى تصويره وإرساله إلى مهرجان المسرح الحر في الأردن، وينال جائزة وسيتبعه مشاركات أخرى في عدد من المهرجانات القادمة.
إنجاز كبير:
ونوهت د. لمى طيارة، المشرفة الفنية ومديرة فرقة 'خبز' المسرحية أن 'مشاركة عرض مستقل يحمل اسم سوريا بعد التحرير بمهرجان دولي وحصوله على جائزة هو إنجاز كبير بحد ذاته، خاصة أن مهرجان المسرح الحر واحد من أكبر المهرجانات المسرحية على مستوى الوطن العربي، وأوجه مع فريق العمل تحية وتكريم لصاحب الرؤية البصرية بسام حميدي على ماقدمه'.
وأضافت أن 'ياسمين دمشق بدأ ينثر عبيره على المسرح بعد غياب، رغم كم الوجع والألم الذي يحمله، صحيح أن العرض رسالة مؤلمة وموجعة من الخشبة إلى الجمهور، لكن فكرة العرض تجاوزت الخطوط الحمراء في وقت نحتاج فيه إلى الإشارة إلى مواطن الوجع لتضميدها، وشكل فيها المخرج زين طيار رؤية عميقة ترافق مع أداء مؤثر من حسام الشاه الذين خلقا سردية إنسانية هادفة في عرض '970×970''.
المصدر: RT
