اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٣٠ نيسان ٢٠٢٥
معاريف: إسرائيل غير قادرة على ترسيخ النصر
ترجمة - معاريف *
مساء الأحد، وبعد تحذير مسبق، ظهرت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي فوق البحر، قبالة بيروت. نفّذت هذه الطائرات قصفاً جراحياً دقيقاً، استهدف مبنى في الضاحية. كانت الضربة دقيقة، ودمرت مستودعاً للصواريخ الدقيقة كان حزب الله يحاول إخفاءه في المبنى. نجحت إسرائيل، بفضل معلومات استخباراتية دقيقة، في اكتشاف عملية نقل الصواريخ إلى المبنى مؤخراً، وشعرت بالقوة والثقة الكافية للعمل في وضح النهار في قلب بيروت ضد أحد الأصول الاستراتيجية لحزب الله. إن عمليات 'الجيش الإسرائيلي' في لبنان توضح بصورة جلية أن 'الجيش' نجح في الانتصار في المعركة هناك، ويمكنه العمل بقوة في أيّ نقطة في البلد في اللحظة التي يكتشف تهديداً، أو محاولة من حزب الله لإعادة بناء قوته في لبنان، أو في سورية، أو في أماكن أُخرى حول العالم. لقد خاضت إسرائيل قتالاً ضارياً ودقيقاً في لبنان، وركزت هجماتها الشديدة ضد حزب الله، من دون تدفيع سائر سكان البلد الثمن. وهذا ما سمح بقيام بنية حكومية تحتية مستقرة في لبنان، لم تسمح لحزب الله بترميم قوته السياسية والاجتماعية والسلطوية، الأمر الذي ينعكس بصورة مباشرة على قوته العسكرية الهشة.
لكن الوضع مختلف في غزة. صحيح أن إسرائيل قضت على بعض أصول 'حماس'، ودمرت أحياء وشوارع، وحتى رفح وأجزاء أُخرى من مدن القطاع، بحيث يمكن أن تستغرق عملية إعادة بناء غزة عقداً من الزمن. لكن إسرائيل لم تنجح في ترسيخ حقيقة أنها حسمت المعركة وانتصرت على 'حماس' وسائر التنظيمات في غزة.
لقد انتقلت 'حماس ' إلى حرب عصابات ضد 'الجيش الإسرائيلي'، ووضعُ 'الجيش' في غزة ليس جيداً، وعلى الرغم من أنه ينفّذ هجمات هنا وهناك، فإن هذه الحرب ليست حرباً مكثفة، بل أشبه بمعارك دفاعية ضمن مناطق محددة. حيث تتمركز القوات، في معظمها، في مواقع معينة، وتحاول إنشاء محيط دفاعي حولها. 'الجيش' لا يتقدم إلى الأمام، ولا يتراجع إلى الخلف. هذا الوضع يُنهك 'الجيش'، ويستنزف عشرات الآلاف من جنود الاحتياط والجنود النظاميين. فبعض الجنود موجود في غزة منذ نحو شهر، من دون خروج، ومن دون استحمام، ومن دون الحصول على راحة حقيقية، ومن دون رؤية إلى أين يتجهون، وما هي أهداف الهجوم. لا يوجد ما هو أسوأ من هذا الوضع، بالنسبة إلى 'الجيش'.
ظاهرياً، يحاول 'الجيش' بثّ روح الحماسة وإثبات صدقية المهمات، لكن في الجولات الميدانية، يعترف الضباط، بهدوء، بأن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر وقتاً طويلاً. في الأمس، تلقى عشرات الآلاف من جنود الاحتياط أوامر بمواصلة الخدمة إلى ما بين 50 و80 يوماً إضافية في محاور 'المعبر'، ومحور 'فيلادلفيا'، ومحور 'موراغ'. الآن، سيضطر هؤلاء الجنود إلى تبليغ زوجاتهم وأطفالهم أن الأب لن يكون موجوداً في المنزل في الصيف. لن يكون هناك عطلة صيفية على الشاطئ، أو في المسبح، ومن المؤكد أنه لن يكون هناك رحلات إلى اليونان، أو قبرص، لأنه يجب على الأب أداء جولة خدمة إضافية في الاحتياط. أمّا بالنسبة إلى قسائم الإجازة التي وُزعت أمس على جنود الاحتياط لقضاء عطلة في الفنادق، فسيتعين على العديد منهم الانتظار حتى الصيف القادم، وربما الذي يليه، لاستعمالها. تمتد صلاحية القسائم إلى أيار/ مايو 2031. ومن المثير للاهتمام معرفة ما إذا كانت وزارة الدفاع و'الجيش' وضعا خططاً طويلة الأمد، أم أن المسألة مجرد مصادفة.
* آفي أشكينازي