اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة مدار الساعة الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢٣ أيار ٢٠٢٥
79 عاما على استقلال الأردن – المملكة الأردنية الهاشمية، الوطن الضاربة جذوره في عمق التاريخ الحجري مليوني سنة، والقلعة الصامدة بوجه التحديات، والشامخ وسط منطقة عربية وشرق أوسطية غير مستقرة حتى الساعة، والمحادد لإسرائيل بمسافة 238 كيلو مترا، وهي الأكثر عدوانية في المنطقة، والممارسة للتهجير القسري والطوعي عبر فرض الحصار والتجويع والاحتلال والاستيطان في فلسطين وأراضي العرب التاريخية، والأهم هنا، هو لفت الانتباه إلى أن استقلال الأردن جاء نتاجا لثورة العرب الكبرى الهاشمية بقيادة شريف العرب وملكهم الحسين بن علي طيب الله ثراه، التي انطلقت من مشارف مكة عام 1916 لتواجه الامبراطورية العثمانية،و المد الاستعماري الفرنسي والإنجليزي، ولم يكن من صنع الاستعمار كما يشاع ويتردد على ألسنة البعض ومنهم المثقفون.فلقد كان هدف الشريف حسين ملك العرب توحيد الأقطار العربية وبناء دولة العرب، وتوحيد بلاد الشام، وفاوض الأمير عبد الله الأول / الملك المؤسس لاحقا عام 1946 بريطانيا عبر مراسلات مكماهون وتوقيع المعاهدة الأردنية – البريطانية بتاريخ 20 آذار 1920، والوصول لمرحلة انعقاد المجلس التشريعي الأردني بتاريخ 25 أيار، 1946 واصدار قرار استقلال البلاد الأردنية على أساس النظام الملكي النيابي مع البيعة للملك عبد الله الأول. واتسمت الدولة الأردنية بالطابع العروبي منذ حكوماتها الأولى، وجيشها عربي مصطفوي أردني باسل، وجاء تأسيس الأردن ركيزة لتحرير سوريا من الفرنسيين، لكن معاهدة جورج – بيكو، ومارك سايكس عام 1916، ومن خلفها الصهيونية التي أسست لذاتها محفلا لاحقا سمي بالأيباك عام 1953 في واشنطن، أحبطت مشروع الوحدة العربية. وهي الوحدة التي أرادها شريف العرب وملكهم الحسين بن علي أن تأتي( بعلم واحد، وجيش واحد، ونقد واحد،و جوازات سفر واحدة، ومصالح اقتصادية واحدة، بحيث يتمتع كل قُطر بالاستقلال (الحركة العربية – سليمان النابلسي. ص 695)، وهو الذي لا يمنع اليوم حال إحياء مشروع قائد الثورة العربية الكبرى بالمطالبة بعاصمة واحدة مثل القاهرة.يسجل للأمير / الملك لاحقا عبد الله الأول المؤسس ترسيخ نهج الصحافة الاستقصائية في المملكة الأردنية الهاشمية في مئويتها الأولى والثانية بواسطة كتابته بنفسه في الصحافة الأردنية الناشئة بتوقيع (ع)، وشكل وقتها في زمن الإمارة والمملكة الأولى اشعاعا صحفيا زامن بناء الدولة الأردنية واخترق المملكة الثانية والثالثة والرابعة، واللواتي هن مملكة واحدة منذ البناء الهاشمي والأردني الأول. ولازالت الصحافة الأردنية التي تمثل مصطلح الإعلام الأردني تحمل لقب صاحبة الجلالة تقديرا لدورها الوطني في التنمية الوطنية الشاملة،و عمل الإعلام الأردني تحت مظلة وزارة 1963 – 2003، وبعد المطالبة بحل الوزارة عام 1996 حلت فعلا، ثم تم العودة لوزارة الاتصال الحكومي عام 1922. وتاريخ الأردن مع القضية الفلسطينية بدأ مبكرا وقبل ميلادها عام 1948، فلقد ارتقى كايد عبيدات كأول شهيد على أرض فلسطين عام 1920، ومثل وقتها قادة الحركة الوطنية المواجهة للخطر الصهيوني والرافضة لوعد بلفور 1917، وللاستيطان اليهودي غير الشرعي. وجسد الأردن الوطن دوره الأرجواني عبر مسيرة الشهداء مخترقا الحقب الزمنية المتتابعة، فتقدمها (هزاع المجالي، ووصفي التل، ومعاذ الكساسبة، وراشد الزيود) وغيرهم.وشكل عام 1948 جسرا أردنيا تجاه القضية الفلسطينية العادلة عبر حربه الإسرائيلية بعد تقسيم فلسطين عام 1947، فحافظ الأردن على الضفة الغربية وحررها من نير الحرب الإسرائيلية التي هاجمت خمس دول عربية،و لازال يرغب بإنضمام الضفة وغزة تحت لواء الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لأحكام القانون الدولي عبر مادتيه 181 و242، في وقت هو فيه القرار 242 انتاج أردني سياسي خالص. والعرب وبكامل عمقهم الإسلامي والمسيحي يطالبون جهرا في المقابل بكامل فلسطين بما في ذلك التاريخية، وبكامل القدس، وبسبب التعنت والصلافة الإسرائيلية، والسلوك النازي مع شعب فلسطين الجبار المناضل،و مع شعوب لبنان، وسوريا، واليمن أيضا. وجاءت فترة الخمسينيات من عمر الدولة الأردنية حاسمة، ففيها بدأت الحقبة السياسية والقانونية للملك طلال – ملك الدستور عام 1952، وفي الشارع الأردني الحزبي اليساري، وهو الدستور المعاصر والحضاري الذي تم تعديله ليناسب العصر والاجيال المتتابعة. وبزغ نور حقبة مليكنا الراحل العظيم الحسين الباني طيب الله ثراه عام 1953،و تعريب قيادة الجيش العربي المصطفوي عام 1956، وطرد كلوب باشا ومن معه من الضباط البريطانيين والتفرع لبناء جيش عربي أردني قوي، والتخلص من المعاهدة الأردنية – البريطانية عام 1957 في عهد حكومة سليمان النابلسي – الشيوعي التوجه.ولم يتردد الأردن عام 1967 من الانصياع لقرار الحرب القومي رغم معرفته المسبقة بأنها لن تكون رابحة،وهو الأمر الذي أفصح عنه بداية الشهيد وصفي التل، ثم الملك حسين رحمه الله في القاهرة.وحرب الكرامة عام 1968 فرضت على الأردن ولم يختارها بعد مطاردة إسرائيل للمقاومة الفلسطينية،و فجاء النصر الأردني كبيرا، وهو الذي قادته قواتنا المسلحة الأردنية الباسلة – الجيش العربي في عهد الحسين الراحل، وبجهد ميداني مباشر للقائد العسكري الجنرال مشهور حديثة الجازي رحمه الله، ومشاركة مشكورة نوعية لتنظيمي (فتح والتحرير الشعبية) وارتقاء 74 شهيدا عسكريا أردنيا، و74 شهيدا من فتح، و27 شهيدا من التحرير الشعبية – كتاب (الكرامة – المؤلف اللواء محمود الناطور. ص. 328-334).وما كنا نريد أردنيا والجانب الفلسطيني الشقيق يشاركنا الرأي، برؤية الخندق الواحد في الكرامة ينقلب إلى أيلول أسود مؤسف لاحقا بداية سبعينيات القرن الماضي الذي انتهى باغتيال وصفي، ولنتيجة سلبية تجاوزها الأردن بكامل نسيجه الديمغرافي بقوة ملاحظة عبر تمسكه بالوحدة الوطنية. وذهب الأردن عام 1988 لفك الارتباط تلبية لقرار قمة العرب في الرباط، وهمنا الوطني في الأردن وفلسطين استمر واحدا، ومسعانا الوطني واحدا، والذي هو اقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس، ولكنه القدر أنذاك، ونظرية المؤامرة أيضا من الطرف الإسرائيلي السرطاني الخبيث.ولقد أسست (الكرامة) لنصر جديد عربي في تشرين عام 1973، وبمشاركة أردنية عسكرية ناجحة تقدمها الجنرال الأردني خالد هجوج المجالي، حرر مساحات واسعة من مدينة (القنيطرة) الجولانية،وفرضت على إسرائيل حتمية توقيع معاهدة سلام مع الأردن – سميت معاهدة - وادي عربة - عام 1994، والتي هدف الأردن من خلالها لحماية حدوده، وللحصول على حقوقه المائية، وتحرير إقليمي (الباقورة والغمر) الزراعيين، وهو الذي حصل عام 1919 بجهد مباشر مشكور لجلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله، وبعد معاهدة السلام المصرية 1978، وبعد اتفاقية (أوسلو) السرية والعلنية مع السلطة الفلسطينية عام 1993 وقبل ذلك، وهي حقوق أردنية سيادية. وعبر الأردن مرحلة صعبة برحيل الحسين الملك الباني عام 1999 الذي خدم الأردن 46 عاما بحجم عدد السنوات التي احتاجها للاستقلال.لقد تمكن جلالة الملك عبد الله الثاني من النجاح والتميز، وهو الحفيد الحادي والأربعون من سبط النبي محمد صلى الله عليه وسلم، عبر مسيرة حكمه منذ يوم الجلوس على العرش، وعبر 26 عاما، وحافظ على استقرار الأردن، وسعى لازدهاره، وحرص على بناء علاقات دولية متوازنة له وسط تجاذبات الشرق والغرب، والحرب الباردة وسباق التسلح،ومنتخب وطني رياضي أردني متميز وصل لدرجة الاحتراف، رغم شح الأمكانات الوطنية على مستوى المصادر الطبيعية المعروفة في المنطقة مثل البترول، والغاز، لكن وطننا الأردن الغالي لم يكن فقيرا يوما بحكم قيادته الهاشمية الحكيمة، وشعبه الأردني المحب لوطنه، وبوجود السواعد الشابة المعطاءة لديه. ولدينا البوتاس والفوسفات، واليورانيوم، والنحاس، والمعادن الثمينة في المقابل، والسياحة ومنها الدينية وسط الأردن المتحف الحضاري المفتوح.و استشرف جلالة الملك مستقبل الأردن مبكرا عبر ملف الأوراق الملكية السبعة،و بدأ الأردنيون يشعرون بالتغيير تجاه الحزبية والديمقراطية المنفتحة على الداخل والخارج،و المحافظة على النسيج العشائري المتين ذات الوقت. وشكلت الأوراق الملكية خارطة طريق للأردن بهدف البناء المستمر. فلقد شجعت الورقة الأولى على الحوار داخل الشعب السائر على طريق التحول الديمقراطي.ونادت الورقة الثانية بمجتمع ديمقراطي متقدم بالإرتكاز على التجارب المتراكمة. ودعت الورقة الثالثة لتطوير النظام الانتخابي عبر القنوات الدستورية وتعميق نهج الحكومات البرلمانية. ووجهت الورقة الرابعة لتمكين ديمقراطي ومواطنة فاعلة. وتوشحت الورقة الخامسة بعنوان ' مسيرة إصلاح أردنية متدرجة نابعة من الداخل الأردني لحماية الوطن من الفوضى في الجوار. وركزت الورقة السابعة الأخيرة على أهمية سيادة القانون الأساس للدولة المدنية الديمقراطية للوصول لهدف الاستقرار وبناء المستقبل الواعد للوطن. ويبقى الأردن محتاجا داخل مشاريعه التنموية لنشر المصانع والشركات في المحافظات كافة لتطويق الفقرو البطالة، ونعم لتطوير شبكة المواصلات بين المدن الأردنية.ولعل الوحدة الوطنية المقدسة ركيزة أساسية للاستقرار و.الاستقلال، ولا مجال للتغريد خارج السرب. والوقفة الأردنية والملكية مع أهلنا في غزة محط اعتزاز الأردنيين والفلسطينيين وكل العرب وكل العالم، ومشاركة جلالة الملك عبد الله الثاني في توصيل المساعدات الإنسانية لغزة من فوق طائرة شحن عسكرية، محط اعتزاز الجميع هنا في الأردن وفي الجوار الفلسطيني. وو قفة جيشنا العربي الأردني الباسل رأس الأجهزة الأمنية الموقرة عبر فتح المستشفيات وفي غزة وتقديم المساعدات الإنسانية تدعو للفخر حقيقة. وجولات جلالة الملك الدولية لوقف الحرب في غزة، والتهجير منها ومن الضفة الغربية كانت ولازالت ملاحظة وتحترم، وهو خط أحمر عبر لاءات ملكية ضد الوطن البديل، والتوطين، والتهجير للفلسطينيين. وواجه الأردن السياسي الربيع العربي عام 2011 بتقديم السياسة على الأمن، ونجح في توجهه وأنقذ الوطن. وفي المقابل جاء خطاب جلالة الملك في افتتاح أعمال الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة بتاريخ 18 -11- 2024 الداعي لترسيخ عروبة القدس وكأولوية هاشمية، وقول جلالتة (نحن دولة راسخة الهوية لا تغامر في مستقبلها، وتحافظ على إرثها الهاشمي وانتمائها العربي والإنساني، فمستقبل الأردن لن يكون خاضعا لسياسات لا تلبي مصالحه أو تخرج عن مبادئه) واضحا، وأعطى معاني دقيقة على المستويين الوطني والإقليمي والدولي، وهو المطلوب. حيا الله جلالة الملك عبد الله الثاني وولي عهده المحبوب الأمير الحسين بن عبد الله الثاني وعاش الأردن الوطن الغالي حرا مستقلا.
79 عاما على استقلال الأردن – المملكة الأردنية الهاشمية، الوطن الضاربة جذوره في عمق التاريخ الحجري مليوني سنة، والقلعة الصامدة بوجه التحديات، والشامخ وسط منطقة عربية وشرق أوسطية غير مستقرة حتى الساعة، والمحادد لإسرائيل بمسافة 238 كيلو مترا، وهي الأكثر عدوانية في المنطقة، والممارسة للتهجير القسري والطوعي عبر فرض الحصار والتجويع والاحتلال والاستيطان في فلسطين وأراضي العرب التاريخية، والأهم هنا، هو لفت الانتباه إلى أن استقلال الأردن جاء نتاجا لثورة العرب الكبرى الهاشمية بقيادة شريف العرب وملكهم الحسين بن علي طيب الله ثراه، التي انطلقت من مشارف مكة عام 1916 لتواجه الامبراطورية العثمانية،و المد الاستعماري الفرنسي والإنجليزي، ولم يكن من صنع الاستعمار كما يشاع ويتردد على ألسنة البعض ومنهم المثقفون.
فلقد كان هدف الشريف حسين ملك العرب توحيد الأقطار العربية وبناء دولة العرب، وتوحيد بلاد الشام، وفاوض الأمير عبد الله الأول / الملك المؤسس لاحقا عام 1946 بريطانيا عبر مراسلات مكماهون وتوقيع المعاهدة الأردنية – البريطانية بتاريخ 20 آذار 1920، والوصول لمرحلة انعقاد المجلس التشريعي الأردني بتاريخ 25 أيار، 1946 واصدار قرار استقلال البلاد الأردنية على أساس النظام الملكي النيابي مع البيعة للملك عبد الله الأول.
واتسمت الدولة الأردنية بالطابع العروبي منذ حكوماتها الأولى، وجيشها عربي مصطفوي أردني باسل، وجاء تأسيس الأردن ركيزة لتحرير سوريا من الفرنسيين، لكن معاهدة جورج – بيكو، ومارك سايكس عام 1916، ومن خلفها الصهيونية التي أسست لذاتها محفلا لاحقا سمي بالأيباك عام 1953 في واشنطن، أحبطت مشروع الوحدة العربية. وهي الوحدة التي أرادها شريف العرب وملكهم الحسين بن علي أن تأتي( بعلم واحد، وجيش واحد، ونقد واحد،و جوازات سفر واحدة، ومصالح اقتصادية واحدة، بحيث يتمتع كل قُطر بالاستقلال (الحركة العربية – سليمان النابلسي. ص 695)، وهو الذي لا يمنع اليوم حال إحياء مشروع قائد الثورة العربية الكبرى بالمطالبة بعاصمة واحدة مثل القاهرة.
يسجل للأمير / الملك لاحقا عبد الله الأول المؤسس ترسيخ نهج الصحافة الاستقصائية في المملكة الأردنية الهاشمية في مئويتها الأولى والثانية بواسطة كتابته بنفسه في الصحافة الأردنية الناشئة بتوقيع (ع)، وشكل وقتها في زمن الإمارة والمملكة الأولى اشعاعا صحفيا زامن بناء الدولة الأردنية واخترق المملكة الثانية والثالثة والرابعة، واللواتي هن مملكة واحدة منذ البناء الهاشمي والأردني الأول. ولازالت الصحافة الأردنية التي تمثل مصطلح الإعلام الأردني تحمل لقب صاحبة الجلالة تقديرا لدورها الوطني في التنمية الوطنية الشاملة،و عمل الإعلام الأردني تحت مظ