متحف بريطاني يفتح كنوزه للّمس

السوسنة - في خطوة جريئة تعيد تعريف تجربة المتحف التقليدية، افتتح 'مستودع V&A إيست' في العاصمة البريطانية لندن أبوابه أمام الجمهور، ليقدم تجربة فريدة من نوعها تتيح للزوار الاقتراب من كنوز فنية وتاريخية نادرة، بل ولمس بعضها، في كسر غير مألوف لقواعد العرض المتحفي.

المستودع، التابع لمتحف 'فيكتوريا وألبرت' الشهير، هو مشروع ضخم استغرق أكثر من عشر سنوات من التخطيط، ويضم أكثر من 250 ألف قطعة فنية وتصميمية تمتد على أربع طبقات ضخمة، ثلاث منها مفتوحة أمام الزوار.

ومن أبرز المعروضات: لوحات من القرن الرابع عشر للفنان الإيطالي سيموني مارتيني، جداريات رومانية، أزياء طليعية من توقيع فيفيان ويستوود وComme des Garçons، ودروع فرسان وأثاث ودمى وعناصر معمارية، تم تنسيقها بعرض حر أقرب إلى مجموعات المتاحف الخاصة في القرن السادس عشر.

وقالت جورجينا هاسلدين، كبيرة أمناء المتحف، إن المشروع يهدف إلى إشراك الزوار في فهم كيفية حفظ هذه القطع وصيانتها، مؤكدة أن 'هذا عمل متحفي بامتياز'، مضيفة: 'نريد للزوار أن يعرفوا كيف نعمل خلف الكواليس'.

وصُمم المستودع من قبل استوديو 'Diller Scofidio + Renfro'، ويحتوي على قاعة مركزية بارتفاع 20 مترًا، تحيط بها رفوف معدنية تضم قطعًا متنوعة. ويتيح التصميم للزوار رؤية المقتنيات من الأعلى والأسفل، مما يُشعِرهم بأنهم داخل 'متجر إيكيا فني' حسب وصف المصممة إليزابيث ديلر.

ورغم أن رفع القطع عن الرفوف غير مسموح، إلا أن المتحف يتيح للزوار لمس بعض القطع الأثرية بعد حجز موعد مسبق في مركز الأبحاث داخل الموقع، حيث يشرف متخصصون على عملية التعامل مع التحف.

من بين أكثر القطع طلبًا: فستان من تصميم كريستوبال بالانسياغا يعود لعام 1954، مصنوع من قماش التفتا الوردي الداكن، وقد جذب اهتمام الزوار لجماله وتاريخه.

وتؤكد كيت بارسونز، مديرة قسم الحفظ بالمتحف، أن هناك نظامًا دقيقًا للتحكم بدرجة الحرارة والرطوبة، بما يتوافق مع المعايير الدولية، وهو ما يضمن الحفاظ على سلامة القطع المعروضة رغم اقتراب الزوار منها.

وأوضحت بارسونز في تصريح لـCNN: 'فكرنا كثيرًا في متانة القطع، وهذه المجموعات ملك للجمهور. ومن الرائع أن نتيح لهم هذا النوع من التفاعل المباشر معها'.

ويبدو أن 'مستودع V&A إيست' ينجح في تحقيق هدفه الرئيسي: إعادة ربط الناس بالماضي بطريقة حية ومباشرة، ما يفتح فصلاً جديدًا في عالم المتاحف.