اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة الحقيقة الدولية الاخبارية
نشر بتاريخ: ١٧ أب ٢٠٢٥
الحقيقة الدولية - محرر الشؤون المحلية - إعلان سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني عن عودة خدمة العلم لم يكن مجرد قرار إداري، بل ظهر كرسالة وطنية شاملة أعادت إحياء نقاش ظل يراود أذهان الأردنيين منذ توقف التجنيد الإلزامي في تسعينيات القرن الماضي. وبينما تتباين آراء الأجيال حول الموضوع، يبقى العامل المشترك بينهم هو الترحيب والدعم، إذ يُنظر إلى القرار كضرورة وطنية في ظل مرحلة إقليمية دقيقة.
الصحفي نادر الخطاطبة، الذي سبق وتناول هذا الملف مرارًا، قارن بين المشهد الراهن وتجربة الحكومة الأردنية عام 2020 تحت قيادة الدكتور عمر الرزاز. وأشار إلى أن ما تم طرحه حينذاك كان أقرب إلى برنامج اقتصادي لتشغيل الشباب لم يكتب له الاستمرار أو النضج، بينما اليوم القرار يحمل طابعًا عسكريًا صرفًا يستهدف الاستعداد لمواجهة التحديات الأمنية الإقليمية، وعلى رأسها تهديدات الاحتلال.
النائب عوني الزعبي شدّد على أهمية القرار في ظل تصريحات مستفزة صادرة عن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي تحدث عن حدود تمس الأردن ومصر. وأكد الزعبي أن الأردن بقيادته وشعبه حصين أمام هذه الأطماع والخيالات. وأضاف أن عودة خدمة العلم هي رسالة جليّة حول وقوف شباب الأردن على العهد كدرع منيع للوطن، مشددًا على أن أي محاولات للنيل من سيادة البلاد أو الإضرار بثوابتها الوطنية والإقليمية ستبوء بالفشل أمام وحدة ووعي الشعب الأردني.
المحلل السياسي الدكتور محمد الرواشدة أيد هذا الطرح، معتبرًا أن خدمة العلم الآن تتجاوز الجوانب الاقتصادية لتصبح تعبيرًا عن مرحلة دقيقة يسعى فيها الأردن لتعزيز صلابته واستعداده لأي طارئ. وأوضح أن الهدف هو بناء جبهة داخلية متماسكة تكون سندًا قويًا للقوات المسلحة.
الطالب مؤيد الخصاونة (21 عامًا) يرى أن خدمة العلم ستحدث تحولًا كبيرًا بين الشباب، مؤكدًا أنها فرصة للالتزام واكتشاف القدرات الحقيقية بعيدًا عن الضغوط اليومية للحياة العصرية التي يصفها بالرغيدة لكن السطحية.
من ناحية أخرى، عبّر الموظف الحكومي أبو طارق (52 عامًا) عن ارتياحه لإعادة الخدمة العسكرية. واستذكر تجربته الشخصية التي شكلت نقطة تحول في حياته، مشددًا على أن شباب اليوم بحاجة إلى مثل هذه التجربة لتوجيههم نحو الانضباط بعيدًا عن إضاعة الوقت على الهواتف والشاشات.
المقدم المتقاعد أحمد الخلايلة رأى أن القرار يحمل رسائل هامة للداخل والخارج. داخليًا، يسهم في تعزيز ارتباط الشباب بوطنهم وتنمية حس الانضباط لديهم. أما خارجيًا، فهو يعبر عن استعداد الأردن لمختلف الظروف، حيث يشكل وجود آلاف الشباب المدربين عامل ردع قوي لأي تهديد محتمل.
وفي السياق نفسه، قال الشيخ محمد الخطيب إن القرار يصب في دعم القيم الإسلامية والوطنية معًا، مشيرًا إلى أن الإسلام يحث على إعداد القوة وحماية الأوطان. وأضاف أن الالتزام بخدمة العلم يمثّل دمجًا بين العبادة وحب الوطن، مما يعزز الهوية الوطنية للشباب.
في المحصلة، شكل إعلان إعادة خدمة العلم نقطة توافق نادرة بين مختلف أطراف الشارع الأردني، رغم تنوّع دوافع المواقف تجاهه. البعض يرى فيه بوابة لانضباط الأبناء وبناء شخصيتهم، وآخرون يعتبرونه إشارة واضحة لردع التهديدات الخارجية، بينما يشير آخرون إلى قيمته في صقل المهارات الشبابية. لكن الأكيد هو أن هذه الخطوة ليست مجرد إعادة تجربة 2020، بل تصب كقرار استراتيجي وطني – دفاعي يمهّد لمرحلة جديدة عنوانها الجاهزية الكاملة.