اخبار الاردن
موقع كل يوم -زاد الاردن الاخباري
نشر بتاريخ: ٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥
زاد الاردن الاخباري -
في الوقت الذي تتراجع فيه وتيرة عودة اللاجئين السوريين من الأردن إلى بلادهم بفعل عوامل اقتصادية وأمنية، يبرز ملف اللجوء السوري كأحد أهم الملفات في المنطقة، خصوصاً مع استمرار النقاشات الأممية والدولية حول سبل التوفيق بين متطلبات الاندماج في المجتمعات المضيفة وتطلعات العودة إلى الوطن.
وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإنّ وجهات نظر اللاجئين السوريين في الأردن باتت متباينة بين خيار الاندماج في المجتمع المحلي وخيار العودة إلى سورية، لا سيما في ظل وجود جيلين من السوريين في الأردن، أقاما روابط اجتماعية واقتصادية وثيقة في المجتمع، مشيرة إلى احتمال تعرض بعض العائدين إلى نزوح ثانٍ نتيجة فقدانهم منازلهم أو عدم توفر سكن ملائم لهم في وطنهم.
وبحسب تقرير نشر أول من أمس حول تطورات اللجوء السوري في الأردن والمنطقة، فإنّ وجهات النظر هذه كانت طرحت خلال فعالية نظمتها شبكة المجتمع المدني الأردني للنزوح، جمعت ممثلين عن الحكومة والمنظمات الدولية ومجتمع المانحين والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص، إلى جانب عدد من اللاجئين.
وذكر التقرير أنّ وجهات النظر هذه انطلقت من واقع ” يعكس حياة جيلين من السوريين في الأردن، حيث أقام العديد منهم روابط اجتماعية واقتصادية وثيقة مع المجتمع المحلي، ما جعل مسألة العودة أكثر تعقيدًا من مجرد قرار فردي”.
وأوضح أن بعض العائدين إلى سورية قد يواجهون “النزوح الثانوي”، نتيجة فقدان منازلهم أو عدم قدرتهم على إعادة الاستقرار في مناطقهم الأصلية.
استطلاع سابق
يشار هنا إلى أن الاستطلاع الأخير الذي أجرته المفوضية في حزيران (يونيو) الماضي، أظهر أن 80 % من اللاجئين السوريين في الأردن عبروا عن نيتهم بالعودة إلى بلادهم “يومًا ما”، إلا أن قرار العودة ما يزال مرهونًا بعوامل متعددة، أبرزها الأوضاع الاقتصادية والأمنية.
وبيّن الاستطلاع أن 36 % من اللاجئين الذين لا ينوون العودة عزوا قرارهم إلى دمار منازلهم وتضررها، في حين أشار 23 % إلى غياب فرص العمل ومصادر الدخل، و12 % إلى مخاوف تتعلق بالأمن والسلامة، كما أفاد 9 % منهم بعدم امتلاك الموارد المالية الكافية للعودة، فيما ذكر 7 % أن نقص الخدمات داخل سورية يمنعهم من اتخاذ قرار العودة.
وذكرت المفوضية أنه خلال الأسبوع الأخير من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عاد 2590 لاجئًا سوريًا مسجلين لديها من الأردن إلى سورية، بانخفاض نسبته 21 % مقارنة بالأسبوع السابق.
وتوقعت أن يستمر هذا التراجع خلال فصل الشتاء وبداية العام الدراسي في كل من الأردن وسورية، على أن يمتد حتى صيف 2026.
وحتى 25 تشرين الأول/أكتوبر، بلغ إجمالي عدد اللاجئين السوريين الذين عادوا من الأردن إلى سورية أكثر من 166 ألف لاجئ منذ 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024. وبيّنت المفوضية أن النساء والفتيات يشكلن نحو
49 % من العائدين، في حين يشكّل الأطفال 43 %، والرجال بين 18 و40 عامًا 19 %.
وأضافت أن معظم العائدين يأتون من المجتمعات المضيفة، لا سيما من عمّان وإربد.
منح نقدية للعائدين
وعلى نطاق إقليمي أوسع، أشارت المفوضية إلى أنه حتى 30 تشرين الأول/أكتوبر، عاد أكثر من 1.16 مليون سوري من دول اللجوء المختلفة إلى بلادهم منذ كانون الأول/ ديسمبر 2024، بينما عاد نحو 1.9 مليون نازح داخلي إلى مناطقهم الأصلية أو يخططون لذلك، بينهم أكثر من مليون شخص غادروا مواقع إيواء النازحين في شمال سورية، ورغم ذلك، ما يزال نحو 7 ملايين سوري يعيشون في حالة نزوح داخلي.
وفي إطار البرنامج التجريبي للمساعدة النقدية على العودة الطوعية، أوضحت المفوضية أنه تمت الموافقة حتى 28 تشرين الأول/أكتوبر على تقديم منح نقدية لنحو 1,800 لاجئ، يحصلون على فترة أسبوعين للعودة إلى سورية بعد استلام المساعدة.
وأظهر تقييم رصد ما بعد التوزيع، الذي أُجري بين 30 أيلول/سبتمبر و26 تشرين الأول/أكتوبر، أن غالبية المستفيدين استخدموا هذه المساعدات لتغطية تكاليف النقل أو سداد الديون أو شراء احتياجات أساسية مثل الملابس والطعام، بينما أكد 94 % من المشاركين أن المساعدة النقدية لم تؤثر بشكل جوهري على قرارهم بالعودة.
وفي موازاة ذلك، تواصل المفوضية تقديم مساعدات النقل للعائدين، إذ سهّلت في 30 تشرين الأول/أكتوبر عودة نحو 30 لاجئًا من الأردن إلى سورية.
ومنذ إطلاق مبادرة النقل في 20 كانون الثاني/يناير 2025، دعمت المفوضية نحو 9,900 لاجئ في العودة الطوعية إلى بلادهم.- الغد












































