اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٢٣ تموز ٢٠٢٥
اذا الشعب اختار الغناء فمن نلوم بعده
خلود العجارمه
الحق على الشعب اللي يشارك
الشعب هو الأساس
هو المهرجان الحقيقي
هو التذكرة التي خُتمت بدم الشهيد وابتلعتها آلة الموسيقى
الناس تهرول للمسرح والضوء يخطف أبصارهم
في حين أن القنابل تخطف أنفاس أطفال غزة
وتحت الركام في حي الشجاعية في المخيم في رفح
ثمة أنين لا يُسمع وسط صخب الأغاني
نشتري التذكرة
كأننا نشتري صكوك الغفران
نضحك نرقص نصفق
كأن جوعنا مجرد خلفية موسيقية
كأن دمنا ديكور في العرض
في زاوية أخرى
امرأة تبحث عن دواء أبيها
وطفل ينظر من خلف شاشة هاتف
يرى صورًا لا يفهمها
لكنها تزرع في عينيه حزنًا لا يزول
فمن نلوم بعده
إذا كان الشعب قد اختار الغناء
قد اختار أن ينسى أنينه بالتصفيق
قد رفع صوته للمغني وسكت عن الظالم
فهل نلوم الحاكم
أم نلوم الحناجر التي باعت الحق بلحن
أم نلوم أنفسنا لأننا لم نصرخ بما فيه الكفاية
الليلة في جرش
أُطفئت شمعة لأجل حفلة
وأُهدر ضوء عمر في مكان آخر لا تراه الكاميرا
وحدها غزة تصرخ
ولا جمهور هناك يسمع التصفيق
لكن ما زال في القلب نبض
وما زال في الأمة بقية
وإن اختار البعض الغناء
فهناك من اختار الصبر والدعاء
وهناك من يكتب من يصرخ من يبكي من يزرع الأمل في ركام الوجع
لا زالت الكلمات تقاوم
والحق لا يموت
وإن سكتت الجماهير في مهرجان
فثمة أمة تصحو في محراب الليل تبكي المذبوحين
ربما ليس العار في السقوط
بل في الرضا بالسقوط
في أن نغني فوق الجراح وكأنها ليست جراحنا
ولن ينتهي الحفل إلا حين تُطفأ الأضواء
ويعلو صوت الحقيقة من قلب الظلام
يعلو من غزة
من سجدة شهيد
من دمعة أم
من قلم يرفض أن يجف