اخبار الاردن
موقع كل يوم -صحيفة السوسنة الأردنية
نشر بتاريخ: ٢٢ أيار ٢٠٢٥
بعد خسارته نهائي كأس الاتحاد الانكليزي الأسبوع الماضي أمام كريستال بالاس، يخوض المان سيتي الأحد المقبل مباراة الموسم ضد فولهام من أجل احتلال أحد المراكز الخمسة الأولى المؤهلة إلى مسابقة دوري الأبطال الموسم المقبل وإنقاذ موسمه الأسوأ في مشواره الكروي من دون أن يرتفع صوت واحد يطالب برحيل المدرب بيب غوارديولا الذي يصر بدوره على الاستمرار بعد أن جدد عقده لموسمين إضافيين وسط تحديات كبيرة قد تحرمه من المشاركة في مسابقة لم يتغيب عنها الفريق ولا غوارديولا منذ خمسة عشر عاما، وفاز بها مع البارسا مرتين والسيتي قبل موسمين، قبل أن يجد نفسه في وضعية لا يحسد عليها بعد أن ضيع لقب الدوري الذي أحرزه لأربعة مواسم متتالية.
السيتي حقق فوزا مهما البارحة على بورنموث في الجولة قبل الأخيرة سمح له بالارتقاء الى المركز الثالث قبل مواجهة الجولة الأخيرة ضد فولهام والتي يكفيه التعادل فيها لضمان المشاركة في دوري الأبطال، ما دفع غوارديولا للتعبير عن ثقته في لاعبيه وقدرتهم على حسم أحد المراكز الخمسة الأولى التي ينافسه عليها نيوكاسل وتشلسي وأستون فيلا ونوتنغهام فوريست، مؤكداً: “إذا لم نتأهل إلى دوري الأبطال فهذا لأننا لا نستحق وسنكتفي بمسابقة الدوري الأوروبي”، في اشارة الى استمراره مع الفريق مهما كان المصير الأحد المقبل، في سيناريو فريد من نوعه مع مدرب لا يقال ولا يستقيل مهما كانت نتائج الفريق، حتى وإن كانت مسؤوليته كبيرة في الوضعية التي وصل إليها السيتي هذا الموسم.
في مانشستر لا أحد يتحدث عن رحيل غوارديولا بعد الفشل، ربما لأن الكل يعتقد أن غوارديولا لا يتحمل المسؤولية وحده، ولا يعتبر مدربا فاشلا رغم فشله الذريع هذا الموسم، وأن بإمكانه ضمان التأهل الى مسابقة دوري الأبطال واستعادة المجد الضائع ابتداء من الموسم المقبل الذي سيكون من دون كيفن دي بروين الذي ودع جماهير السيتي في ملعب الاتحاد، ويستعد لخوض آخر مباراة مع فريقه الأحد المقبل في لندن، على غرار لاعبين أخرين ينوي غوارديولا الاستغناء عنهم مثل غريليتش وغندوغان، مثلما ينوي التخلي عن سياسة استقطاب النجوم بأعداد كبيرة التي خلقت له متاعب في غرف الملابس عندما كان يضطر كل مرة لابقائهم في كرسي الاحتياط أو المدرجات عندما يعتمد على سياسة التدوير التي لم تكن ناجعة في كل الحالات.
صحيح أن غياب القلب النابض رودري طيلة الموسم وتكرار الغيابات للكوادر في أغلب المباريات بسبب الإصابات، كان له تأثير على مردود ونتائج الفريق، لكن مسؤولية غوارديولا في النتائج المخيبة هذا الموسم في جميع المسابقات تبقى كبيرة، مثلما كان الجميع في مانشستر ينسب الفضل له في كل التتويجات التي نالها السيتي منذ التحاقه بالفريق عندما كانت خياراته موفقة وكان يجد الحلول في الظروف الصعبة، ويتسيد الدوري ويتألق في دوري الأبطال قبل أن ينهار الفريق كلياً ويعجز عن الفوز على أرضه أمام فرق متواضعة، لدرجة ساد فيها الشك في تعمد بعض اللاعبين الخسارة للتخلص من مدربهم الذي خطف منهم الأضواء وصار مهما أكثر منهم، ينسب لنفسه كل الانجازات بشكل مباشر وغير مباشر.
في حالة الخسارة أمام فولهام الأحد المقبل سيغيب السيتي عن دوري الأبطال الموسم لأول مرة منذ عشر سنوات، ويغيب غوارديولا عن أكبر وأهم المسابقات في أوروبا لكنه سيبقى مدربا للفريق لموسمين إضافيين على الأقل إلا إذا حدثت معجزة وفضل الرحيل بإرادته لأنه لن يقال من منصبه، وفي ذلك إقرار بالفشل لا يريد الاعتراف به مدرب استثنائي يعتقد أنه الأحسن وصاحب الفضل في كل انجازات السيتي، ويكتفي بالقول: “اذا لم نتأهل الى دوري الأبطال فإننا لا نستحق ذلك، ونكتفي بالمشاركة في مسابقة الدوري الأوروبي”، من دون الاشارة الى مسؤوليته المباشرة.
إعلامي جزائري