محلل سياسي: روسيا تطرح بقاءها كقوة احتلال "مؤقتة" في أوكرانيا

أكد الدكتور أصف ملحم المحلل السياسي أن روسيا تقدمت بمقترحات من أجل التوصل إلى اتفاق من أجل انهاء الحرب في أوكرانيا تتضمن البقاء في المناطق الأوكرانية الأربعة كقوة احتلال.

وقال ملحم في مداخلة مع قناة 'إكسترا نيوز': 'وزير الخارجية الروسي ربما اقترح أن تبقى روسيا كقوة احتلال في الأقاليم التي ضمتها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم والمقاطعات الأربع وهذا الطرح يمكن تمريره في القانون الدولي، باعتبار أن روسيا موجودة كقوة احتلال بين قوسين مؤقتة'.

وأضاف: 'الغرب حتى هذه اللحظة لا يعترف بسيادة روسيا على هذه الأقاليم الأربع وشبه جزيرة القرم، ويصر على موقفه، ولذلك فإن الطرح الروسي بالإبقاء على هذه الأراضي تحت وضع قوة احتلال مؤقتة قد يكون محاولة للالتفاف على هذا الرفض، والسماح باستمرار السيطرة الروسية مع تأجيل الحسم السياسي النهائي إلى مفاوضات مستقبلية'.

وتابع: 'روسيا، تراهن على تغير داخلي محتمل في أوكرانيا، إذ إن هناك معسكر سلام قوي داخل البلاد، إضافة إلى وجود معسكر موال لروسيا، أو أقل عداء لها، وقد تكون لدى موسكو قناعة بأنه مع مرور الوقت قد تتغير السلطة الحاكمة في كييف، وتأتي سلطة جديدة تكون أقل ولاءً للغرب، وقد تكون قادرة على التفاهم مع روسيا في مرحلة لاحقة'.

وواصل: 'هناك أيضًا تسريب آخر يفيد بأن روسيا مستعدة للانسحاب من مناطق احتلتها في مقاطعة خاركيف ومنطقة سومي، مقابل انسحاب القوات الأوكرانية من المناطق المتبقية من المقاطعات الأربع التي لم تضم رسميا إلى روسيا هذا يشير إلى رغبة روسية في إيجاد شكل من أشكال التقسيم الميداني المؤقت، مقابل الحصول على اعتراف ضمني بالوضع القائم'.

وأكمل: 'ردة الفعل الأميركية على هذه الطروحات، خاصة من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جاءت انفعالية، وهو ما يدفعنا في التحليل إلى مراقبة حالته النفسية أكثر من التركيز على تصريحاته فقط، فحالة الانفعال والرفض الصريح التي يظهرها تعكس بوضوح وجود موقف أميركي حازم برفض هذه المقترحات'.

واختتم: 'التصريحات التي أُعلنت الولايات المتحدة أنها ستصدر يوم الإثنين المقبل، والتي توصف بأنها كبيرة أو مفاجئة، تدل بوضوح على أن المسار يسير نحو التصعيد وليس نحو التهدئة أو الحل الدبلوماسي، ما يشير إلى تعقيد أكبر في المشهد خلال المرحلة المقبلة'.