اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
في خطوة غير مسبوقة، اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الخميس أن تنظر حلف شمال الأطلسي (الناتو) في إمكانية إخراج إسبانيا من التحالف نتيجة تأخرها في الالتزام بمستوى الإنفاق الدفاعي المطلوب، وفقا لموقع بوليتيكو الأمريكي.
جاء ذلك خلال اجتماع ثنائي جمع ترامب بالرئيس الفنلندي ألكساندر ستوب، حيث أشار ترامب إلى أن إسبانيا كانت الدولة الوحيدة التي لم تفِ بالهدف المتفق عليه للإنفاق الدفاعي، قائلًا: 'لدينا متخلف واحد – إسبانيا. يجب أن نتواصل معهم ونفهم سبب تأخرهم'. وأضاف الرئيس الأمريكي: 'هم أيضًا يقومون بعمل جيد بفضل العديد من الإجراءات التي نفذناها. ليس لديهم أي عذر، لكن هذا مقبول. بصراحة، ربما يجب طردهم من الناتو'.
ويأتي هذا التصريح في سياق التطورات التي شهدتها القمّة التي عقدت في يونيو الماضي، حيث وافق جميع أعضاء الناتو على مطلب ترامب تخصيص 5% من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق الدفاعي، يتضمن 3.5% للنفقات العسكرية الأساسية و1.5% للاستثمارات الأمنية الأوسع. وقد كانت إسبانيا الدولة الوحيدة التي رفضت الالتزام بهذا الهدف، مما أثار حفيظة الرئيس الأمريكي وحلفاءه.
ويشير المحللون إلى أن تصريحات ترامب تعكس التوتر المستمر بين الرئيس الأمريكي وأعضاء الناتو حول موضوع الإنفاق الدفاعي. إذ يرى ترامب أن الالتزام المالي الصارم ضروري لضمان قوة التحالف واستعداده لمواجهة التهديدات العالمية، بينما تواجه بعض الدول الأوروبية صعوبات في تحقيق هذا الهدف بسبب ضغوط اقتصادية داخلية.
من جانبها، عبّرت إسبانيا عن تفهمها لضرورة زيادة ميزانية الدفاع، لكنها أكدت أن العملية تحتاج إلى خطط طويلة الأمد وتوزيع الموارد بطريقة مستدامة، وهو ما يتعارض أحيانًا مع المطالب الفورية للرئيس الأمريكي. هذا التباين يسلط الضوء على العقبات الهيكلية التي تواجه الناتو في توحيد سياسات الدفاع بين الدول الأعضاء.
يذكر أن ترامب سبق وأكد أن هذه المطالب ليست سياسية بل تتعلق بـ'استعداد الناتو وكفاءته'، مشيرًا إلى أن تحالفًا قويًا يعتمد على مساهمات عادلة من جميع الأعضاء. في الوقت نفسه، يرى البعض أن تصريحات الرئيس الأمريكي قد تكون جزءًا من استراتيجية لضغط الدول الأعضاء على الالتزام بالاتفاقيات دون استثناءات.
وفي ظل هذه التطورات، يثير السؤال حول ما إذا كانت هذه التصريحات ستؤدي إلى إعادة تقييم دور إسبانيا في التحالف أو فتح باب النقاش حول تعديل سياسات الإنفاق الدفاعي لدول الناتو. ويؤكد خبراء عسكريون وسياسيون أن التحالف بحاجة إلى توازن دقيق بين الضغط على الدول الأعضاء وضمان استمرارية العمل الجماعي، وإلا قد يواجه 'انفراط العقد' وفقدان الناتو بعض أعضائه التاريخيين.
ويرى خبراء الأمن الدولي أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعكس توجهًا أوسع داخل واشنطن لإعادة تقييم دور الحلف وأعبائه المالية. فالإدارة الأمريكية تسعى منذ سنوات لدفع الحلفاء الأوروبيين إلى تحمل مسؤوليات أكبر في الدفاع المشترك، في ظل ما تعتبره واشنطن تهديدات متزايدة من روسيا والصين. كما تشير مصادر دبلوماسية إلى أن إسبانيا تواجه ضغوطًا اقتصادية داخلية جعلت من الصعب رفع موازنتها الدفاعية بالسرعة المطلوبة. ويخشى بعض الخبراء أن يؤدي تصعيد الموقف الأمريكي إلى خلق انقسامات جديدة داخل الناتو في وقت يحتاج فيه الحلف إلى تماسكه أكثر من أي وقت مضى، خاصة مع استمرار الحرب في أوكرانيا وتصاعد التوترات في الشرق الأوسط.