«إيميرس فاييه» قصة مدرب جاء مؤقتًا فأصبح «بطل قومي» في كوت ديفوار

«من الدار لـ النار».. كان موقف لا يحسد عليه إيميرس فاييه المدير الفني الحالي لمنتخب كوت ديفوار «الأفيال» عقب إقالة الفرنسي جان لوي جاسيه من الإدارة الفنية بعد الهزيمة القاسية من غينيا الاستوائية برباعية نظيفة في الجولة الثالثة في دور المجموعات من بطولة أمم أفريقيا، وأصبح صاحب الأرض في مهب الريح.

لم يكن أحد يتوقع عقب عودة الأمال لمنتخب الأفيال عقب إقالة «جاسيه» من الإدارة الفنية بعد توديع البطولة حسابياً على الورق، ليحدث منتخب المغرب مفاجأة ويعيد الآمال لصاحب الأرض مرة أخرى من أجل الصعود كأفضل المنتخبات صاحبة المركز الثالث.

وأصبح المنتخب الإيفواري في مأزق بعد رحيل الجهاز الفني، وقيادة إيميرس فاييه المهام في وقت قاتل «لا يحسد عليه» ولا وقت أمامه سوى التحضير للمباراة المقبلة في دور الـ16، دون تحضير أو وقت كافية لإشباع اللاعبين بفكره التخطيطي، وهو ما قاله في أحد المؤتمرات الصحفية «لست ساحراً».

البداية مع المدرب «المؤقت»

البداية كانت في غاية الصعوبة على المدربين ذو الباع الكبير في مجال التدريب خصوصاً وأنها أمام منتخب السنغال حامل اللقب في النسخة الأخيرة والذي يمتلك جهاز فني ذو خبرة عالية، بعيدًا عن أنه يمتلك مجموعة كبيرة من المحترفين في كافة الأندية الأوروبية والعربية.

فما كان أمام إيميرس فاييه سوى المحاولة رغم أن في حالة الهزيمة لم يلومه أحد بعد توليه المهمة في ظروف صعبه، ليحدث المفاجأة التي لم يكن يتوقعها أحد، بعد تأخر الأفيال بهدف نظيف، يعود صاحب الأرض بهدف في الوقت القاتل قبل نهاية المباراة ليحدث المفاجأة في ركلات الترجيح ويقصي حامل اللقب خارج البطولة.

لم تتوقف المعجزات عند الفوز على منتخب السنغال في دور الـ16، ولكن كان على موعد مع مباراة تاريخية أخرى أمام منتخب مالي في ربع نهائي البطولة، ليتكرر سيناريو التأخر بهدف مثلما حدث أمام السنغال، ولكن زاد المساوئ بطرد مدافع الأفيال في الشوط الأول ليكمل صاحب الأرض باقي المباراة بـ10 لاعبين.

وعاد الأفيال مره أخرى بهدف في الدقيقة 89 ليعادل النتيجة ويحي أماله في الصعود، قبل أن يرى الجميع المعجزة في أحراز الهدف الثاني والذي يعد الهدف الذهبي في الدقيقة 121 ليجعل صاحب الأرض في نصف نهائي البطولة في معجزه أخرى من معجزات إيميرس فاييه.

لم يكتفى «إيميرس فاييه» بالتأهل إلى نصف النهائي فقط، ولكن كان يأمل في كتابة التاريخ بأحرف من نور في تاريخه وتاريخ المنتخب الإيفواري، بعد أن نجح في الفوز على منتخب الكونغو الديمقراطية بهدف نظيف في الدقيقة 68 من عمر اللقاء، ويحافظ على تقدمة حتى أطلق حكم المباراة صافرة نهاية اللقاء والتأهل إلى نهائي أمم أفريقيا في بطولة تاريخية لم تحدث من قبل، خصوصاً وأن قصة المنتخب الإيفواري سطرها المدربإيميرس فاييه الذي جاء في طوارئ فجعل القارة بأكملها في حالة طوارئ.

«ايميرس فاي» يحلم بتحقيق ما فشل فيه وهو لاعباً

وأصبح حلم «إيميرس فاييه» حقيقة بتأهل منتخب بلاده إلى النهائي ليضرب موعدًا مع النسور الخضراء منتخب نيجيريا في نهائي كأس أمم أفريقيا، وسط الألاف من الجماهير الطامحة والتي تأمل في تحقيق منتخب بلادها اللقب خصوصاً وأنها البلد المضيف.

ويسعى ايميرس فاي في تحقيق اللقب خصوصاً وأنه فشل في تحقيقه عندما كان لاعبًا مع في المنتخب الوطني مراراً، خصوصاً وأنه خاض نهائي كأس أمم أفريقيا 2006 على أرض مصر والذي نجح منتخب الفراعنة في اقتناص البطولة بركلات الترجيح.

فهل ينجح في إيميرس فاييه في تحقيق ما فشل فيه أمام الفراعنة عندما كان لاعباً ليعوضه وهو مديرًا فنياً لمنتخب الأفيال؟.