اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢ كانون الأول ٢٠٢٥
في تطور ميداني جديد بشأن الحرب في السودان، قدّم مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أفريقيا مسعد بولس مقترحًا لوقف الحرب في السودان يتكون من خريطة طريق تمر عبر ثلاث مسارات، عسكري وإنساني وسياسي. لنعرف إعلاميا بمبادرة ترامب الجديدة لوقف الحرب في السودان، كتابتها في غزة التي عرفت بمبادرة ترامب بشأن وقف الحرب على غزة.
وفق مبادرة ترامب بشأن السودان فإن المسار العسكري يتطرق إلى وقف إطلاق النار في السودان وفتح الباب أمام عملية إنسانية تسمح بتدفق المساعدات وإيصال الإغاثة واستئناف الخدمات للسكان في كل مناطق البلاد، وأيضًا تشكيل لجنة دولية للإشراف على وقف إطلاق النار وآليات المراقبة على الأرض لضمان تأمين المسارات الإنسانية وحماية المدنيين لضمان العودة الآمنة، وهو ما من شأنه معالجة أي خرق خلال المرحلة التي تلي وقف إطلاق النار.
أما المسار السياسي فنص المقترح على عملية سياسية تقودها القوى المدنية من دون عناصر النظام القديم والإسلاميين، وتبدأ بمناقشة قضايا الانتقال ودعم المسار الإنساني الذي يبدأ من الموافقة على الهدنة من جانب الجيش والدعم السريع لإطلاق عملية إنهاء الحرب بصورة كاملة.
وضعية الإخوان وفق مبادرة ترامب بشأن السودان
ونص المقترح كذلك على عملية إصلاح عسكري شامل يقضي بإخراج 'الإخوان' من الجيش السوداني والأجهزة الأمنية في إطار عملية إصلاح كاملة مع إعادة هيكلة تتضمن عمليات دمج المجموعات المسلحة وتفكيك المجموعات التي تقاتل مع الطرفين، لتخلُص العملية إلى جيش موحد ومهني مع مؤسسات أمنية خاضعة للسلطة المدنية الوليدة من العملية السياسية، وبحسب المقترح الأميركي فإن عملية الهيكلة هي عملية إصلاحية لا يقرر فيها الجيش و'الدعم السريع' لوحدهما، باعتبارها قضية تهم كل السودانيين.
ووفق إندبندنت عربية فقد كان المبعوث الأميركي إلى أفريقيا قد قدم في سبتمبر الماضي مقترحًا لوفدي الحكومة السودانية و'الدعم السريع' يتضمن وقف إطلاق النار وهدنة إنسانية في إطار عملية متكاملة، وفق خريطة طريق تنهي الحرب الدائرة داخل البلاد، إلا أنه أكد في الـ 25 من نوفمبر الماضي أن طرفي النزاع في السودان غير موافقين على مقترح وقف إطلاق النار، ودعاهما إلى قبول خطة واشنطن من 'دون شروط مسبقة' بما يسهم في وقف العنف وتهيئة الظروف لاستئناف المسار السياسي.
وقال مسعد إن الهدنة في السودان ضرورية لإنقاذ الأرواح، مؤكدًا أنها تمثل خطوة حاسمة نحو حوار مستدام والانتقال إلى حكم مدني.
سقوط بابنوسة
مبدانيا أعلنت قوات 'الدعم السريع' سيطرتها الكاملة على مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، بما فيها مقر الفرقة 22 مشاة آخر معقل للجيش في هذه الولاية، وأكدت مصادر عسكرية أن قوات الجيش التي كانت تتحصن في مقر هذه الفرقة انسحبت بالفعل من المدينة في أعقاب هجوم كبير شنه 'الدعم السريع' على مبانيها استخدمت فيه قصفًا مدفعيًا وجويًا بالمسيرات ومعدات مدرعة، وذلك بعد اشتباكات عنيفة بين القوتين استمرت لساعات عدة.
وبث أفرد من قوات 'الدعم السريع' مقاطع فيديو من أمام مبنى الفرقة 22 مشاة يؤكدون سيطرتهم على هذه القاعدة العسكرية وكامل مدينة بابنوسة. في حين أفاد مستشار قائد 'الدعم السريع' الباشا طبيق في منشور على منصة 'فيسبوك'، بأن السيطرة على بابنوسة جاءت بعد خرق الجيش للهدنة التي أعلنها محمد حمدان دقلو 'حميدتي' أخيرًا. وأكد طبيق أن الفرقة 22 مشاة باتت تحت سيطرة 'الدعم السريع'.
وحاولت قوات 'الدعم السريع' تبرير هجومها المتكرر على الفرقة 22 مشاة في بابنوسة على رغم من إعلانها هدنة إنسانية ثلاثة أشهر بأن قوات الجيش هاجمتها في مواقعها وهي دافعت عن نفسها بالهجوم المضاد وإسقاط الفرقة.
بدوره أعلن تحالف 'تأسيس' الذي تتزعمه 'الدعم السريع' أن قواته تمكنت من 'تحرير' الفرقة 22 ومدينة بابنوسة بالكامل، وتحييد التهديدات العسكرية التي استهدفت المدنيين في عدد من المناطق.
وأشار التحالف في بيان إلى أن العملية أسفرت عن تكبيد الجيش خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، وتدمير معدات ثقيلة والاستيلاء على معدات عسكرية متطورة، كانت تستخدم لعرقلة جهود الاستقرار وتوسيع دائرة العنف.
وبحسب مصادر عسكرية، فإن مواجهات ضارية دارت بين الجيش السوداني و'الدعم السريع' في محيط الفرقة 22 مشاة، غير أن الأخيرة استبقت الهجوم بقصف مدفعي باستخدام الطيران المسير منذ الساعات الأولى من صباح أمس الإثنين.
أحداث الفاشر
ورأى مراقبون عسكريون أن ما حدث في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور التي سقطت في يد 'الدعم السريع' أواخر أكتوبر الماضي تكرر في بابنوسة بذات السيناريو، إذ عاشت الأخيرة (بابنوسة) واقعًا مأساويًا، نتيجة حصار خانق فرضته 'الدعم السريع' منذ مطلع عام 2024، مما أدى إلى عزلها بالكامل وتدهور الأوضاع الإنسانية فيها، وهو ما جعلها شبه خالية من السكان بعد نزوح سكانها إلى المناطق المحيطة والذين تقدر أعدادهم بنحو 177 ألف شخص.
وبسيطرة قوات 'الدعم السريع' على بابنوسة تصبح معظم مدن ولاية غرب كردفان خاضعة لسيطرتها، وتشمل هذه المدن الفُولة والمجلد والنهود وبليلة وأبو زبد والخوي.
وخلال الأيام الثلاثة الماضية كثفت 'الدعم السريع' عملياتها البرية في محور بابنوسة، مستهدفة مقر قيادة الفرقة 22 مشاة، واستخدمت بصورة واسعة طائرات مسيرة متطورة قادرة على تدمير التحصينات تحت الأرض.
وتقع بابنوسة في قلب ولاية غرب كردفان، على بعد 700 كيلومتر جنوب غربي العاصمة الخرطوم. وتعد من أهم المدن الاقتصادية في غرب السودان، حيث تضم مصنع ألبان بابنوسة ومحطات التقاطع الرئيسة في سكة حديد السودان التي تربط بين غرب البلاد وشرقها وشمالها وجنوبها. وتكتسب أهميتها من موقعها الحدودي مع جنوب السودان وخط سكة حديد يصل إلى مدينة واو، وتبعد عن الفاشر 420 كيلومترًا.
في المقابل، وفي محور ولاية جنوب كردفان أكدت الحركة الشعبية شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو أن قواتها استعادت أمس الإثنين بلدة قردود نياما الواقعة شمال الموريب من قبضة الجيش الذي سيطر عليها الأيام الماضية.
وتعهدت الحركة في بيان مواصلة قواتها عملياتها العسكرية للسيطرة على جميع فرق وحاميات الجيش بولاية جنوب كردفان.
وحشدت الحركة الشعبية وحليفتها 'الدعم السريع' خلال الأسابيع الماضية حشود وتعزيزات عسكرية ضخمة تمركزت قرب مدينة الدلنج، مما يشير إلى نية القوتين مهاجمة المدينة الخاضعة لحصار خانق من قبلهما. في وقت يسعى فيه الجيش إلى فك الحصار الذي تفرضه القوتين المتحالفتين على الدلنج، وصولًا إلى كادوقلي، إذ أعلن سابقًا عن متحرك في الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان يخطط إلى الانفتاح في المناطق الواقعة بين الأبيض والدلنج. وهناك تساؤلات بشأن مدى قبول الأطراف المتحاربة لمبادرة ترامب الجديدة بشأن وقف الحرب في السودان.


































