اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٣ تشرين الثاني ٢٠٢٥
في تحرك دبلوماسي مصري لافت، كشفت صحيفة تورنتو ستار الكندية أن القاهرة نصحت بيروت بالاستفادة من نفوذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتأثيره على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في محاولة لإنهاء النزاع القائم بين لبنان وإسرائيل منذ عقود.
هذا التحرك يأتي في ظل تصعيد عسكري إسرائيلي متواصل ضد أهداف تابعة لحزب الله، واتهامات لبنانية لتل أبيب بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في نوفمبر 2024.
وفي نسختها الإنجليزية، أشارت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية إلى أن التحرك المصري لم يقتصر على النصائح، بل شمل خطوات عملية على الأرض.
فقد زار بيروت مسؤول مصري رفيع المستوى، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، في زيارة حملت رسائل واضحة بشأن دعم مصر لاستقرار لبنان، ورفضها لأي تصعيد عسكري قد يجر المنطقة إلى مواجهة مفتوحة.
في موازاة ذلك، أجرى رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي زيارة رسمية إلى بيروت، عقد خلالها مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا مع نظيره اللبناني نواف سلام.
وخلال المؤتمر، شدد مدبولي على أن مصر 'تتابع عن كثب التطورات الأمنية في الجنوب اللبناني، وتؤكد رفضها القاطع لأي وجود عسكري إسرائيلي على الأراضي اللبنانية'.
كما دعا إسرائيل إلى الانسحاب الفوري من خمس نقاط استراتيجية لا تزال تحتلها داخل لبنان منذ حرب 2006، في خطوة اعتبرها مراقبون تصعيدًا دبلوماسيًا محسوبًا ومكثفا تقوده القاهرة.
اللافت أن هذا التحرك المصري يتقاطع مع تحركات أمريكية يقودها ترامب، الذي نجح مؤخرًا في التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس، تم توقيعه في قمة دولية استضافتها شرم الشيخ.
هذا الإنجاز عزز من صورة ترامب كوسيط قادر على التأثير في قرارات نتنياهو، وهو ما دفع القاهرة إلى تشجيع بيروت على استثمار هذه اللحظة السياسية النادرة.
وتشير التحليلات إلى أن مصر تسعى من خلال هذا الدور إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية، أبرزها:
- تعزيز مكانتها كوسيط إقليمي موثوق في النزاعات العربية الإسرائيلية.
- تقليص النفوذ الإيراني في لبنان عبر دعم الدولة اللبنانية ومؤسساتها الرسمية.
- فتح قنوات تنسيق أمني مع واشنطن وتل أبيب دون المساس بثوابتها القومية تجاه القضية الفلسطينية.
كما أن القاهرة تدرك أن أي تصعيد في الجنوب اللبناني قد ينعكس سلبًا على استقرار المنطقة بأكملها، بما في ذلك أمن قناة السويس، وتدفقات الطاقة، والتوازنات الإقليمية الحساسة في ظل التوترات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل.
في هذا السياق، فإن الرهان المصري على ترامب لا يخلو من حسابات دقيقة. فالرئيس الأمريكي، الذي يسعى إلى ترسيخ إرثه الدبلوماسي في الشرق الأوسط وتعزيز صورته كصانع سلام لا مثيل له، قد يجد في الملف اللبناني فرصة جديدة لتسجيل تقدم دبلوماسي غير مسبوق على جبهة جديدة تضاف لانجازاته منذ عاد إلى البيت الأبيض في يناير من العام الجاري، خاصة إذا ما نجح في إقناع نتنياهو بالانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، أو على الأقل بوقف التصعيد ضد حزب الله.


































