اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١ تشرين الأول ٢٠٢٥
كشف الشيخ هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن نوع جديد من أنواع الميسر المُحرّم شرعًا والمنتشر حاليًا بين الناس.
وقال أمين الفتوى في منشور له على فيس بوك، إنه ظهر حديثا ما يعرف بـ 'الكازينوهات الرقمية' منوها أنها ليست مجرد ظاهرة مستجدة، بل هي الصورة العصرية للميسر الذي حرَّمه الله تعالى في مُحكم كتابه تحريمًا قاطعًا، وجعله قرينَ الخمر والأنصاب والأزلام، ووصفه بأنه 'رجسٌ مِن عمل الشيطان'.
قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَٰمُ رِجۡسٌ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [المائدة: 90].
وأوضح أمين الفتوى، أن العلة الفقهية التي من أجلها حُرِّم الميسر متحققة في هذه التطبيقات بصورة أشد وأخطر، فكل معاملة دائرة بين الغُنم والغُرم ولا يدري المشترك فيها أيكون غانمًا أم غارمًا، معتمِّدًا على محض الصدفة والحظ لا على عمل أو خبرة، فهي ميسرٌ محرمٌ شرعًا، وكسبٌ خبيثٌ يأتي بالخراب لا بالبركة.
وتابع: وينطبق هذا الأمر على منصات 'التوقعات الرياضية' التي تتطلب دفع مبلغ من المال مِن كل المشتركين، فمَن صحَّ توقعه -بفوز الفريق أو خسارته- استرد ماله وفوقه زيادة، ومَن لم يصح تَوقُّعه لم يسترد ماله... وينطبق هذا أيضًا على منصات مثل (888casino )، (mostbet).
وأوضح أن كلُّ ذلك ومَن على شاكلتها ليست مجرد ألعابٍ أو وسائل تسلية، بل هي دائرة 'استدراج' للمُحرَّم يباع فيه المال واليقين مقابل الوهم والاحتمال.
وعبر أمين الفتوى عن وجهة نظره قائلا: اعتقادي الراسخ -مِن شهادات مَن وقعوا في براثن هذه الأمور- أنَّ هذه 'المنصات الرقمية' صُممت بآليات نفسية خبيثة لتضمن استمرارية اللاعب، وتحويله من مجرِّب إلى مُدمِنٍ؛ إذ كل خسارة تدفعه إلى المشاركة من جديد بنية 'التعويض'، وكل ربح يطغيه ويدفعه إلى 'المزيد'، وفي الحالتين هو خاسر؛ إما خاسرٌ لماله، أو خاسرٌ لدينه وبركة وقته.
وتابع: تذكَّر جَيدًّا، أنَّ كل نقرةٍ على زِرْ 'الرِّهان والتَّوقُّع' هي اتفاق مع الشيطان، تجعلك في عبودية، لكنها للأسف 'عبودية رقمية' أشد فتكًا وأسرع ندامة وحَسْرة.