اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
لم يكن اكتشاف الحمل في الماضي أمرًا يسيرًا كما هو اليوم، حيث أصبح بإمكان المرأة معرفة حملها خلال دقائق معدودة عبر اختبار بسيط في المنزل، لكن الوصول إلى هذه السهولة استغرق قرونًا من البحث والتجارب الغريبة، التي تعكس شغف الإنسان الدائم بفهم جسده وسعيه لمعرفة أسرار الحياة منذ بدايتها، وسنرصد خلال السطور التالية أبرز وأغرب الطرق التي استخدمها البشر عبر التاريخ لاكتشاف الحمل قبل ظهور الوسائل العلمية الحديثة، وذلك وفقًا لما نشره موقع mentalfloss
اختبار القمح والشعير من أقدم الطرق المعروفة في التاريخ، إذ تعود جذوره إلى مصر القديمة حوالي عام 1350 قبل الميلاد، كانت المرأة تضع بولها على بذور القمح والشعير وتراقبها لعدة أيام، فإذا نبت القمح، كان يُعتقد أن الجنين أنثى، وإذا نبت الشعير فالمولود ذكر، أما إذا لم تنبت البذور، فذلك يعني عدم وجود حمل، والمثير للدهشة أن تجربة علمية أجريت عام 1963 أثبتت أن بول النساء الحوامل يمكن أن يُحفّز إنبات البذور في نحو 70% من الحالات، وهو ما منح هذا الاختبار القديم مصداقية علمية مفاجئة.
في القرن الخامس عشر، ابتكر الناس اختبارًا غريبًا يعتمد على التبول فوق مفتاح معدني وتركه داخل حوض لعدة ساعات، بعد ذلك، كان يُفحص الحوض بدقة، فإذا ترك المفتاح أثرًا واضحًا على سطحه، اعتُبر ذلك دليلًا على وجود الحمل، أما إن لم يترك أثرًا، فكانت النتيجة سلبية، هذا الاختبار الطريف يبرز كيف كان البشر يربطون بين التغيرات الجسدية للحامل وخصائص البول بطرق بدائية لكنها معبّرة عن فضولهم العلمي.
في القرن السادس عشر، اعتقد الطبيب الفرنسي جاك غيومو أن العينين تحملان علامات يمكن من خلالها اكتشاف الحمل، فقد زعم أن المرأة الحامل تُظهر تغيرات مميزة مثل صِغَر حدقة العين، وتدلّي الجفون، وظهور أوردة دقيقة عند زوايا العين، ورغم أن هذه الملاحظات لم تكن دقيقة من الناحية العلمية، فإنها لامست جانبًا من الحقيقة، إذ قد تؤدي التغيرات الهرمونية أثناء الحمل إلى تأثيرات طفيفة على الرؤية.
مع بدايات القرن العشرين، وتحديدًا في عشرينياته، ظهر ما يُعرف بـ'اختبار الأرنب'، وهو أول اختبار يعتمد على أسس علمية نسبية لاكتشاف الحمل من خلال الكشف عن هرمون الحمل (hCG) في البول، كانت الطريقة تقوم على حقن بول المرأة في أنثى أرنب صغيرة، ثم فحص مبايضها بعد أيام، فإذا ظهرت تغيرات على المبايض، كان ذلك يعني أن المرأة حامل، لكن الجانب المأساوي في هذا الاختبار هو أن الأرنب كان يُقتل بعد التجربة، ولهذا ارتبطت عبارة 'مات الأرنب' في ذلك الوقت بنتيجة إيجابية للحمل.