اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥
تشهد مدينة الفاشر في إقليم دارفور بالسودان موجة نزوح جماعي مروّعة، إذ يفر عشرات الآلاف سيرًا على الأقدام هربًا من الفظائع والانتهاكات، فيما أعلنت قوات الدعم السريع عن اعتقال الملقب بـ'أبو لولو السفاح'، الذي تحوّل إلى رمز للرعب الدموي بعد تداول مقاطع مصوّرة له وهو ينفذ إعدامات ميدانية. هذه التطورات تعكس حجم الانهيار الإنساني والأمني في السودان، وتضع المجتمع الدولي أمام اختبار جديد، وفقًا لصحيفة يوربيان تايمز.
نزوح جماعي وسط الفظائع
وتعيش الفاشر، عاصمة شمال دارفور، واحدة من أسوأ موجات النزوح منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، واضطر عشرات الآلاف من المدنيين إلى الفرار سيرًا على الأقدام عبر ما بات يُعرف بـ'طريق الموت' الرابط بين الفاشر ومدينة طويلة، حيث يتعرضون للقصف والانتهاكات على طول الطريق.
ووثّقت شبكة أطباء السودان وقوع مجازر بحق المدنيين على أساس عرقي، ووصفتها بأنها جرائم تطهير، فيما أشارت منظمة الهجرة الدولية إلى نزوح آلاف إضافيين خلال الأسابيع الأخيرة، ووصف المراسلون الأوروبيون المشهد على الطريق المؤدي إلى طويلة: 'أسر كاملة تسير تحت الشمس الحارقة، أطفال جياع، نساء يحملن ما تبقى من متاعهن، ورجال يجرّون كبار السن على عربات بدائية'. هذه الصور الإنسانية القاسية تكشف أن النزوح لم يعد خيارًا بل مسألة بقاء على قيد الحياة.
أبو لولو السفاح: أيقونة الرعب في دارفور
في موازاة هذه المأساة، أعلنت قوات الدعم السريع اعتقال المدعو 'أبو لولو'، الذي تحوّل إلى أيقونة للرعب الدموي في الفاشر، وأوضحت الصحيفة أن اسمه الحقيقي هو الفاتح عبد الله إدريس، وقد برز بعد انتشار مقاطع مصوّرة له وهو ينفذ إعدامات ميدانية بحق مدنيين وأسرى، متباهيًا بجرائمه على وسائل التواصل، وقالت ميليشيا الدعم السريع إن اعتقاله جاء 'تنفيذًا لتوجيهات القيادة والتزامًا بالقانون'، وأن لجانًا قانونية باشرت التحقيق معه تمهيدًا لتقديمه للعدالة.
رمزية الاعتقال
اعتقال 'أبو لولو' لا يُنظر إليه فقط كخطوة قانونية، بل كرسالة سياسية أو محاولة لتبييض وجه الميليشيا، فهو أحد أبرز الأسماء التي ارتبطت بالفظائع في دارفور، وتحول إلى رمز لانفلات السلاح وغياب المحاسبة. ويرى المراقبون أن احتجازه قد يكون محاولة من قوات الدعم السريع لتخفيف الضغوط الدولية، خصوصًا بعد تقارير الأمم المتحدة التي وثّقت انتهاكات واسعة بحق المدنيين.
يذكر أن الفظائع في الفاشر واعتقال 'أبو لولو' يضعان المجتمع الدولي أمام سؤال ملح: هل سيكتفي العالم ببيانات الإدانة، أم سيتحرك لحماية المدنيين وفرض محاسبة حقيقية؟ تقارير التلفزيون العربي والجزيرة نت شددت على أن استمرار النزوح الجماعي دون تدخل سيؤدي إلى انهيار كامل للنسيج الاجتماعي في دارفور.
وبين مشاهد النزوح الجماعي في الفاشر واعتقال 'أبو لولو السفاح'، تتجسد مأساة السودان في صورتين متناقضتين: مدنيون يفرون بأقدامهم من الموت، ورجل دموي يواجه أخيرًا الاحتجاز بعد أن صار رمزًا للرعب. لكن الحقيقة الأعمق أن المأساة لم تنتهِ بعد، وأن دارفور ما زالت تنزف، فيما يظل مصير مئات الآلاف من النازحين معلقًا على إرادة سياسية دولية لم تتبلور بعد.




 
 
 
 
 
 
 
 
 
 





























