اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
في ظل مناخ اقتصادي مضطرب، تواصل الأسواق العالمية تأرجحها بين مؤشرات التفاؤل الحذر ومخاوف الركود، مدفوعة بثلاثة عوامل رئيسية: استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي، وتصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، وتصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول التي فتحت الباب أمام خفض أسعار الفائدة في اجتماع أكتوبر.
الدولار الأمريكي: تراجع محدود وسط ضغوط توقعات خفض الفائدة
تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.2% ليغلق عند 99.05 نقطة، متأثرًا بتصريحات باول التي أكدت أن خفض الفائدة 'مطروح بقوة' في اجتماع 28 أكتوبر. هذا التوجه عزز التوقعات بتيسير نقدي، ما دفع المستثمرين إلى تقليص رهاناتهم على الدولار، رغم استمراره كملاذ آمن في ظل الإغلاق الحكومي الذي دخل أسبوعه الثاني.
الذهب والفضة: صعود وبريق مدفوعان بالقلق العالمي
ارتفع الذهب إلى 4131.52 دولارًا للأوقية في المعاملات الفورية، مدعومًا بتدفقات قوية من صناديق الاستثمار ومشتريات البنوك المركزية. كما صعدت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.3% لتصل إلى 4143.10 دولارًا. أما الفضة، فقد سجلت مكاسب أسبوعية بنسبة 2.3%، وبلغت 28.40 دولارًا للأوقية، مدفوعة بالطلب الصناعي في قطاعات الطاقة النظيفة والتقنيات الدقيقة.
تعافي محدود بعد انهيار أسعار النفط الخام
وفقًا لبيانات TradingView، سجل خام غرب تكساس الوسيط (WTI) اليوم سعرًا بلغ 58.66 دولارًا للبرميل، بزيادة طفيفة قدرها 0.08 دولار أي بنسبة +0.14% مقارنة بالإغلاق السابق عند 58.58 دولارًا. تراوح نطاق التداول اليومي بين 58.37 و58.90 دولارًا، ما يعكس حالة من التماسك النسبي وسط توقعات فنية متضاربة.
التحليلات الفنية تشير إلى احتمالية ارتداد صعودي محتمل، لكن ضعف الطلب الصناعي العالمي وتراكم المخزونات لا يزالان يشكلان ضغطًا على الأسعار.
تُظهر الأسواق العالمية في أكتوبر 2025 تفاعلًا حساسًا مع كل تصريح أو إجراء سياسي واقتصادي. فقد تراجع الدولار تحت ضغط التوقعات النقدية، بينما واصل الذهب والفضة الصعود كملاذات آمنة، وتماسك النفط عند مستويات دعم فنية رغم الضغوط الأساسية. ومع اقتراب اجتماع الفيدرالي، واستمرار الإغلاق الحكومي، وتصاعد الحرب التجارية، تبقى الأسواق في حالة ترقب لما ستؤول إليه أوضاع الأسواق في الأيام القادمة.
وفي الأثناء، تشهد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين تصعيدًا جديدًا في أكتوبر 2025، حيث انتقلت المواجهة من الرسوم الجمركية إلى جبهات أكثر تعقيدًا مثل الموانئ والشحن البحري والخلافات حول المعادن النادرة، مما يعكس تحولًا استراتيجيًا في أدوات الضغط الاقتصادي بين أكبر اقتصادين في العالم.
وفرضت الصين مؤخرًا عقوبات على خمس شركات أميركية تابعة لشركة 'هانوا أوشن' الكورية الجنوبية، متهمة إياها بدعم تحقيقات أميركية تستهدف الصناعة البحرية الصينية، وهو ما اعتبرته بكين تهديدًا لسيادتها ومصالحها التنموية. وردًا على ذلك، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نيته فرض حظر على واردات زيت الطهي من الصين، بعد امتناع بكين عن شراء فول الصويا الأميركي، في خطوة وصفها ترامب بأنها 'سلوك اقتصادي عدائي' يضر بالمزارعين الأميركيين.
كما توسعت المواجهة لتشمل رسومًا إضافية على السفن في الموانئ الدولية، حيث بدأت الصين بتحصيل رسوم خاصة على السفن التي تملكها أو تشغلها أو تبنيها جهات أميركية، بينما أعلنت واشنطن عن إجراءات مماثلة تستهدف السفن المرتبطة بالصين، ما جعل أعالي البحار جبهة جديدة في الصراع التجاري.
هذه التطورات دفعت الأسواق إلى حالة من التذبذب، حيث ارتفعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية بشكل طفيف، في محاولة لاستيعاب تداعيات التصعيد، بينما تراجعت مؤشرات مثل ناسداك بنسبة 0.8%، متأثرة بمخاوف المستثمرين من اضطراب سلاسل الإمداد العالمية.