اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٧ تشرين الأول ٢٠٢٥
شهدت سماء قاعدة نورفولك البحرية في فيرجينيا، في وقت سابق من هذا الأسبوع، فصلًا دراميًا مشوقًا كاد أن يتحول إلى كارثة جوية، وذلك بالتزامن مع وجود الرئيس دونالد ترامب وزوجته ميلانيا في احتفالية تكريم ضخمة بمناسبة الذكرى الـ250 لتأسيس البحرية الأمريكية، وفقا لصحيفة دايلي ميل البريطانية.
وفي خضم الأجواء المفعمة بالاحتفاء العسكري والخطابات السياسية المثيرة، انطلقت شرارة حالة تأهب قصوى عندما اخترقت أربع طائرات مجهولة المجال الجوي المحظور فوق القاعدة العسكرية الحيوية. هذا الاختراق الصارخ، والذي بدأ بعد حوالي ثلاث ساعات من بدء الحفل، استدعى تدخلًا فوريًا وحاسمًا من قبل قيادة الدفاع الجوي لأميركا الشمالية (نوراد).
وكان الحفل، الذي أُطلق عليه اسم 'عمالقة البحر: تحية للأسطول'، محاطًا بقيود طيران مؤقتة (TFR) تُضاف إلى القيود المعتادة للمنطقة، مما جعل دخول أي طائرة مدنية بمثابة إعلان خطر.
وعلى الفور، تم إرسال طائرات مقاتلة أمريكية إلى الجو، وهي تطير بحدة وقوة، ليس للاشتباك، بل لتوجيه و'مرافقة' الطائرات الدخيلة. وكانت مهمة 'نوراد' هي حماية سماء المنطقة، وقد نجحت في نشر الصواريخ التحذيرية لمخاطبة الطيارين قبل مرافقة الطائرة الأولى حتى هبوطها بسلام حوالي الساعة 11:55 صباحًا بالتوقيت الشرقي.
لكن هذا لم يكن سوى البداية، فبعد حوالي 30 دقيقة فقط، اخترقت طائرة أخرى المجال الجوي المحظور، وتم اصطحابها إلى خارج المجال الجوي بطريقة مماثلة.
وتكرر الأمر مرتين أخريين في وقت لاحق من اليوم، في الساعة 4:15 و4:46 عصرًا. أربع انتهاكات متتالية في يوم واحد، وهو ما يثير علامات استفهام كبيرة حول طبيعة هذه الاختراقات المتكررة، التي وصفتها 'نوراد' بأنها مجرد 'طائرات طيران عام'، وحول ما إذا كان هذا التوقيت المتزامن مع وجود الرئيس محض صدفة، وبالتأكيد كان نشهد اعتراض المقاتلات العسكرية لطائرات مدنية فوق أهم قاعدة بحرية، مادة فريدة مثيرة أضيفت إلى يوم ترامب المشحون.
على الأرض، لم تقتصر الإثارة على الاعتراض الجوي التي لم يتحدث عنها ترامب علنًا، بل امتدت إلى خطاب الرئيس الناري الذي استغل المناسبة للرد بعنف على التكهنات المحمومة في وسائل الإعلام الليبرالية حول صحته ولياقته.
ففي استعراض لافت للقوة، والذي يأتي وسط تقارير عن معاناته من قصور وريدي مزمن، نفى ترامب أي مخاوف وقدم رقصته الشهيرة 'YMCA'، ليُرسل رسالة تحدٍ واضحة للجميع، وخاصة أولئك الذين شككوا في صحته بعد غيابه لعدة أيام الأسبوع الماضي.
وفي لقطة مثيرة للجدل، نقل ترامب إشادة طبيبه السابق في البيت الأبيض، ممثل الحزب الجمهوري عن تكساس، روني جاكسون، الذي زعم أن الرئيس يتمتع بصحة أفضل من سلفيه، باراك أوباما وجورج دبليو بوش. وأمام مئات من العسكريين، قال ترامب إن جاكسون أجاب على سؤال حول 'الأكثر لياقة وصحة بين الرؤساء الثلاثة' بالإشارة إليه مباشرة، مما أثار هتاف ضباط البحرية الذين تحولوا إلى جمهور لمسيرة حاشدة على غرار حملات MAGA.
بينما كانت المقاتلات تحلق لحماية سماء نورفولك من اختراقات الطيران العام المتتالية، كان ترامب يحول حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس ترومان إلى مسرح سياسي، ليؤكد أن 'الصحة' و'القوة' ليستا مجرد قضايا شخصية، بل هي جزء لا يتجزأ من المعركة السياسية الشرسة التي يخوضها ضد خصومه.
هذه التطورات المزدوجة - الفوضى الجوية غير المتوقعة واعتراض طائرات محظور تحليقها فوق قاعدة جوية عسكرية، علاوة على الخطاب السياسي الملتهب الذي انتقد فيه أسلافه بشكل حاد - تضع ذلك اليوم في نورفولك كواحد من أكثر أيام ترامب إثارةً للجدل والتشويق في الآونة الأخيرة.