اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٤ تموز ٢٠٢٥
أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن النهج الأحادي الذي تبنّته إثيوبيا في إدارة سد النهضة أدى إلى احتجاز نحو 60 مليار متر مكعب من المياه، كانت بطبيعتها متجهة إلى المصب المصري.
وأضاف أن هذا الإجراء يخالف اتفاق إعلان المبادئ الموقع في مارس 2015، والذي ينص صراحة على التنسيق والتعاون في مراحل الملء والإدارة، مؤكدًا أن ما حدث يُعد ضررًا مباشرًا وخطيرًا على الأمن المائي المصري.
أوضح شراقي، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج 'خط أحمر' الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة 'الحدث اليوم'، أن الكميات المحتجزة في بحيرة السد تعادل تقريبًا الحصة السنوية لمصر من مياه النيل (55.5 مليار متر مكعب)، وهو ما يوضح مدى جسامة التأثير السلبي للسد على مصر.
وأشار شراقي إلى أن مصر لم تكتفِ بالتحذير أو الاعتراض الدبلوماسي، بل سارعت بتنفيذ خطة قومية شاملة لمواجهة أزمة شح المياه، تضمنت إنشاء محطات معالجة وإعادة استخدام مياه هي الأكبر من نوعها عالميًا، أبرزها:
محطة بحر البقر
محطة المحسمة
محطة الحمام
إضافة إلى تحديث أنظمة الري، وتعديل التركيب المحصولي لترشيد الاستهلاك المائي.
لفت شراقي إلى أن إجمالي الاستثمارات في المشروعات المائية تجاوز 500 مليار جنيه، وهو ما يعكس إرادة سياسية قوية وكفاءة مؤسسية في التعامل مع أحد أخطر التحديات الإقليمية، مشيرًا إلى أن مصر قدمت نموذجًا عالميًا في الإدارة المتكاملة للموارد المائية.
اختتم شراقي حديثه بالتأكيد على أن مصر مستمرة في تنفيذ المشروعات الاستراتيجية لضمان الاستدامة المائية، بالتوازي مع التمسك بالمسار الدبلوماسي والقانوني للدفاع عن حقوقها التاريخية في مياه نهر النيل، مؤكدًا أن التحرك المصري يجمع بين القوة التنموية والموقف السياسي الراسخ.