اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ١٨ تموز ٢٠٢٥
قال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، عضو مجلس الشيوخ، إن ما تشهده غزة منذ السابع من أكتوبر وحتى اليوم، ليس مجرد رد عسكري أو تصعيد طارئ، بل هو تنفيذ واضح وممنهج لخطة إسرائيلية قديمة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية عبر تدمير البنية السكانية وتهجير أكبر عدد ممكن من المدنيين.
وفي تصريحات خلال مداخلة هاتفية على قناة إكسترا نيوز، أكد حسين أن استهداف المدنيين ليس سلوكًا عشوائيًا، بل جزء من سياسة إسرائيلية ممتدة منذ نشأتها، مضيفًا: 'ما تقوم به إسرائيل اليوم من قتل وتهجير وتدمير ممنهج للبنية التحتية يمثل تنفيذًا فعليًا لمخطط موجود مسبقًا في الأدراج الإسرائيلية، هدفه تفريغ القطاع وتحويله إلى بيئة غير صالحة للعيش'.
وأوضح أن القصف المتواصل منذ بداية العدوان أسفر عن إصابة نحو 200 ألف شخص وتدمير نحو 80% من منشآت غزة، مشيرًا إلى أن هذا الحجم من التدمير يؤكد أن الهدف ليس القضاء على حماس فقط، بل ضرب الشعب الفلسطيني برمته، مضيفًا: 'ما يجري في الضفة الغربية من سيطرة على البيوت والمزارع وقتل الماشية، هو الوجه الآخر لنفس المخطط لكن بوسائل مختلفة'.
إسرائيل تقدم خرائط متغيرة تمهد لفرض واقع تهجيري
وتحدث عماد الدين حسين عن الخرائط التي تروج لها الحكومة الإسرائيلية بشأن الانسحاب من غزة، مؤكدًا أنها لا تعكس نية حقيقية للتوصل إلى هدنة، وإنما تهدف إلى فرض وقائع ميدانية تعزز التهجير القسري. وقال: 'إسرائيل قدّمت منذ اليوم الأول خرائط تضمن لها السيطرة على 40% من مساحة القطاع، وتحديدًا بعمق 3 كيلومترات على محور صلاح الدين في رفح، وهو ما يهدف إلى تقطيع أوصال القطاع وإنشاء ما يُسمى زورا بالمناطق الإنسانية تمهيدًا لحشر السكان فيها وتهجيرهم لاحقًا'.
وأضاف: 'الاحتلال يروّج في كل يوم لتعديلات شكلية، كتقليص مساحة التوغل من 3 إلى 2.5 كيلومتر، ثم إلى كيلوين، ليبدو وكأن هناك مرونة، بينما يبقى الهدف الأساسي كما هو: تحويل القطاع إلى كانتونات محاصرة'.
وفي ما يتعلق بمصير المفاوضات وفرص الوصول إلى هدنة، اعتبر حسين أن أي هدنة تُطرح اليوم تأتي بشروط إسرائيلية مجحفة، وقال: 'الاحتلال يشترط استسلام حماس وتسليم السلاح ونفي القيادات، بل ويريد من الفلسطينيين أن يعترفوا بأن إسرائيل دولة مسالمة.. هو لا يريد وقفًا دائمًا لإطلاق النار، بل هدنة مؤقتة تُمكّنه من استعادة الأسرى ثم العودة لاحقًا للهجوم'.
وانتقد حسين ما وصفه بـ'صمت وتواطؤ المجتمع الدولي'، قائلًا: 'المجتمع الدولي ليس كيانًا محددًا يمكن مساءلته، بل هو تعبير فضفاض يخفي انحيازًا كاملا لصالح إسرائيل من قبل الدول الغربية، فيما تكتفي بعض الدول كروسيا والصين بإصدار بيانات شجب لا تغير شيئًا على الأرض'.
وختم حسين تصريحاته بالإشارة إلى أن هناك دولًا عربية تمتلك أوراق ضغط قوية، لكنها لا تستخدمها بالشكل المطلوب، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل غياب الردع السياسي والعسكري ليواصل جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.