اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١ تموز ٢٠٢٥
في خطوة وُصفت بأنها قد تُحدث تحولًا تاريخيًا في خارطة العلاقات الإقليمية، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن إسرائيل 'مهتمة' بإبرام اتفاقيات سلام مع كل من سوريا ولبنان، رغم عقود من العداء والصراع.
جاءت تصريحات ساعر خلال مؤتمر صحفي عقده في القدس الغربية إلى جانب نظيرته النمساوية، حيث أكد أن بلاده تسعى إلى توسيع دائرة اتفاقيات أبراهام لتشمل دولًا عربية جديدة، مع الحفاظ على ما وصفه بـ'المصالح الأمنية الجوهرية لإسرائيل'، وفقًا لصحيفة جيروزاليم بوست.
من الخليج إلى الشام: تطبيع مشروط
وقال ساعر: 'لدينا مصلحة في ضم دول مثل سوريا ولبنان، جيراننا، إلى دائرة السلام والتطبيع، مع حماية مصالحنا الأمنية الأساسية'، وتُعد هذه التصريحات امتدادًا لاتفاقيات أبراهام التي وُقعت عام ٢٠٢٠ برعاية أمريكية، وشملت حينها الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة 'سراييفو تايمز'، فإن إسرائيل ترى في هذه الاتفاقيات أداة استراتيجية لإعادة تشكيل النظام الإقليمي، خاصة في ظل تراجع نفوذ إيران في بعض الدول العربية، وتغير موازين القوى بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا.
الجولان... خط أحمر
رغم الانفتاح الظاهري، شدد ساعر على أن مرتفعات الجولان المحتلة ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية في أي اتفاق مستقبلي مع سوريا، مؤكدًا أن 'إسرائيل ضمت الجولان منذ عام ١٩٨١، ولن تتنازل عنه تحت أي ظرف'.
وتُعد هذه النقطة من أبرز العقبات أمام أي مفاوضات محتملة، إذ تعتبر دمشق أن استعادة الجولان شرط أساسي لأي اتفاق سلام، بحسب ما أفادت به صحيفة البوابة، التي نقلت عن مصادر سورية أن الرئيس الانتقالي أحمد الشرع لن يوقع على أي اتفاق دون انسحاب إسرائيلي كامل من الجولان.
سوريا الجديدة.. بين الانفتاح والحذر
بعد الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر ٢٠٢٤، تشكلت حكومة انتقالية في دمشق بقيادة أحمد الشرع، الذي يُنظر إليه على أنه شخصية مثيرة للجدل بسبب علاقاته السابقة مع جماعات إسلامية متشددة.
ومع ذلك، فإن بعض التقارير تشير إلى أن الشرع منفتح على محادثات غير مباشرة مع إسرائيل، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية والسياسية التي تواجهها البلاد، والحاجة إلى كسر العزلة الدولية3.
أما في لبنان، فتبدو الصورة أكثر تعقيدًا. فبحسب صحيفة تورنتو ستار الكندية، فإن نفوذ حزب الله المدعوم من إيران قد تراجع بعد صراع مسلح مع إسرائيل في عام ٢٠٢٤، إلا أن الحزب لا يزال يحتفظ بقدرات عسكرية وشبكات نفوذ واسعة.
ورغم اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في نوفمبر من العام نفسه، واصلت إسرائيل شن غارات جوية على مواقع تزعم أنها تابعة لحزب الله، ما يعكس هشاشة الوضع الأمني على الحدود.
وفي هذا السياق، تمارس الولايات المتحدة ضغوطًا على الحكومة اللبنانية لتفكيك سلاح حزب الله كشرط مسبق لأي انخراط في اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل، وهو ما يُعد مطلبًا مثيرًا للجدل داخل الساحة اللبنانية المنقسمة سياسيًا وطائفيًا.
فرصة إقليمية أم وهم دبلوماسي؟
يرى مراقبون أن تصريحات ساعر تأتي في لحظة إقليمية حساسة، بعد حرب استمرت ١٢ يومًا بين إسرائيل وإيران، وانتهت بوقف إطلاق نار هش.
وقد صرّح المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توم باراك، أن ما حدث 'فرصة لإعادة رسم المسار'، داعيًا إلى 'حوار جديد في الشرق الأوسط'.
لكن في المقابل، يشكك محللون في جدوى هذه المبادرة، مشيرين إلى أن إسرائيل تسعى إلى تطبيع مشروط دون تقديم تنازلات حقيقية، خاصة في ما يتعلق بالأراضي المحتلة والحقوق الفلسطينية.
كما أن غياب رد رسمي من دمشق وبيروت حتى الآن يعكس حجم التحديات التي تواجه هذا المسار.