اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ١٦ أيار ٢٠٢٥
كتبت جلوريا، وهي مؤلفة قصص شغوفة ومستكشفة عالمية، مقالة تكشف فيها عن السحر الخلّاب لمصر، وهي وجهة تتجاوز بكثير ما هو أبعد من الصورة المشهورة للأهرامات في الجيزة لتظهر نسيجًا غنيًّا من التاريخ والثقافة والدفء الإنساني.
ووفقًا لصحيفة إيفننج ستاندرد البريطانية قالت جلوريا إنّها كانت منجذبة منذ فترة طويلة إلى الجذور التاريخية العميقة لمصر - بما يكفي لإلهامها بالحصول على درجة جامعية في علم المصريات - فقرّرت خوض مغامرة منفردة لاستكشاف كنوزها المخفية، مدعومة بمشغّل جولات سياحية موثوق يقدّم خيارات متنوّعة تناسب كلّ الميزانيات وأنماط السفر.
أوضحت أنّ تجربتها التي استمرّت 11 يومًا و10 ليالٍ، بدءًا من القاهرة وصولًا إلى الأقصر ودهب، كانت تجربة تحوّلية أقنعتها بأنّ مصر يجب أن تتصدّر قائمة كلّ من يحلم بالسفر، خاصّة مع التنوّع الثقافي والتاريخي الذي يجعلها فريدة من نوعها.
أضافت جلوريا أنّ التحضير هو المفتاح الحقيقي للاستمتاع بالسحر الفريد لمصر، وأنّها وصلت مزوّدة بمعرفة عملية للتنقّل في مناطق القاهرة النابضة بالحياة. وتابعت قائلة إنّ اللغة العربية هي اللغة الوطنية، مع اختلاف اللهجات المصرية قليلًا عن المناطق الأخرى، لكنّ العاملين في السياحة غالبًا ما يتحدّثون الإنجليزية الأساسية، ممّا يجعل التواصل ممكنًا باستخدام عبارات محلّية بسيطة مثل 'مرحبًا' أو 'شكرًا' أو 'صباح الخير'.
أوضحت أنّه يجب ارتداء ملابس محافظة، خاصّة عند زيارة المعابد أو المواقع الدينية، حيث يجب تغطية الرأس والكتفين والكاحلين. للاستكشاف المستقل، قالت إنّ تطبيقات تأجير السيارات لكل رحلة كان خيارًا موثوقًا واقتصاديًّا في القاهرة على الرغم من تجاهل السائقين لخطوط الطريق بشكل غير رسمي، بينما تجنّبت شرب الماء من الصنابير ضمن الحيطة الصحّية.
وأشارت إلى أنّ الأسواق مليئة بتجّار ودودين ولكن حازمين، لذا يجب أن يكون المرء صلبًا في رفض العروض، وكسائحة سوداء، لاحظت ترحيبًا خاصًّا بتعبيرات مثل 'ملكتي' و'أهلًا بكِ في الوطن' و'يا أختي'، وهو احتضان ثقافي ترك انطباعًا دائمًا، خاصّة عندما كان البائعون يبتسمون ويصرخون 'مرحبًا بكِ في بلدك!'.
تابعت جلوريا بالحديث عن جاذبية القاهرة الثقافية التي جعلت تجربتها أكثر عمقًا. أوضحت أنّ القاهرة ليست مجرّد بوّابة للأهرامات، بل هي مدينة تمزج بين القديم والحديث بطريقة ساحرة.
قالت إنّ زيارة خان الخليلي، السوق التاريخي الشهير، كانت تجربة لا تُنسى، حيث تعجّ الأزقّة الضيّقة بروائح التوابل مثل القرنفل واللبان المر والكمون والكزبرة، وألوان الأقمشة المنسوجة يدويًّا، وأصوات الحرفيين وهم يطرقون النحاس لصنع تحف فنّية.
أضافت أنّها استمتعت بتذوّق الأطباق المصرية التقليدية مثل الكشري - مزيج من العدس والأرز والمعكرونة مع صلصة الطماطم الحارّة والبصل المقرمش - في أحد المطاعم المحلّية الصغيرة بالقاهرة، حيث شعرت بأصالة المطبخ المصري.
وأشارت إلى أنّ المتحف المصري في ميدان التحرير كان محطّة أساسية، حيث يضمّ أكثر من 120،000 قطعة أثرية، بما في ذلك كنوز توت عنخ آمون، ممّا جعلها تشعر وكأنّها تسير عبر صفحات التاريخ الحيّ.
أضافت جلوريا أنّ القاهرة تقدّم تجارب ثقافية أخرى مثل حضور عروض التنورة في حيّ الحسين، وهي رقصة صوفية تقليدية يرتدي فيها الراقصون تنانير ملونة تدور بسرعة في حركات تأسر العين، ممّا يعكس الجانب الروحي من الثقافة المصرية. تابعت قائلة إنّ زيارة الحيّ القبطي كانت بمثابة رحلة إلى جذور المسيحية المبكّرة في مصر، حيث استكشفت الكنيسة المعلّقة ومتحف الأقباط، اللذين يعرضان فنونًا ومخطوطات تعود إلى قرون مضت. وأشارت إلى أنّ التجوّل على كورنيش النيل في المساء، مع نسمات الهواء الباردة وأضواء القاهرة المنعكسة على الماء، كان تجربة هادئة ومثالية للتأمّل في جمال المدينة، خاصّة مع أصوات الموسيقى العربية التقليدية التي كانت تُعزف على إحدى الفلوكات القريبة.
أوضحت جلوريا أنّ رحلتها مع جولة الإرث المصري كانت ملخصًا لمعجزات مصر، من الأهرامات أسود قصر النيل في القاهرة إلى معبد أبو سمبل المذهل الذي شعرت فيه بالتاريخ يحيا من جديد، وجولة السفينة على نهر النيل التي منحتها لحظات من الهدوء وسط المناظر الطبيعية الخلّابة.
قالت إنّ الأقصر برزت كجوهرة، حيث كانت رحلة بالون الهواء الساخن لأول مرة تجربة أذهلتها بنظراتها إلى المعابد والآثار القديمة التي لا تزال قائمة بعد 4000 عام، مثل معبد الكرنك ووادي الملوك، وهو أمر يفوق التصور.
أضافت أنّ الإقامات في فنادق 5 نجوم، المرتبّة من قبل الجولة، أضافت لمسة فخمة، بينما الزيارات الجانبية إلى دهب وسيناء عكست تنوّع جمال مصر. كسائحة منفردة، تابعت أنّها شعرت بالأمان أثناء التجوال بمفردها، مدعومة ببطاقة هاتف مصرية للاتصال المستمر، وهو دليل على كرم الضيافة المحلّية التي دعتها لشرب الشاي المجاني - حتى سبع مرات يوميًّا - كعلامة ترحيب، ويشعر المصريون بالإهانة إذا سأل السائح كم ثمن الشاي.
أشارت جلوريا إلى أنّ ثقافة الشاي المصرية أصبحت من الأشياء المفضّلة لديها، حيث تحوّل نقاش ساخن مع تاجر حول سعر مرتفع إلى دردشة ودّية على كوب شاي مجاني بعد التفاوض الناجح، وهي تقاليد تعكس روح البلاد المنفتحة على الأجانب. وهي توصي بشراء مروحة رخيصة في الطقس الحار.
وأضافت أنّ الوصول إلى القاهرة، المدخل الأساسي، كان مفاجئًا باحترافية سائقي التاكسي، وتمّ تسهيل الدخول بواسطة سائق خاص ومساعدة في الحصول على التأشيرة عند الوصول.
أوضحت أنّ هذا الاندماج من التاريخ، من معبد فيلة في أسوان إلى عشاء بدوي في الغردقة، والدفء الحقيقي لشعبها، يجعل مصر وجهة لا تُفوّت، خاصّة مع العوامل الثقافية الغنيّة التي تضيف بُعدًا إنسانيًّا لكلّ زيارة.
أكّدت جلوريا أنّه مع تصغير العالم بالتواصل العالمي، تبرز مصر بتاريخها العميق وأهلها الودودين، وتوفر مغامرة لا تُنسى.
قالت إنّ رحلتها، التي عزّزها تخطيط الجولة الدقيق وخصومات شركة السياحة، تركتها متحمّسة للعودة. سواء كانت آثار الأقصر الثرية، أو أسواق القاهرة الحيّة، أو الرقصات الصوفية في حيّ الحسين. وأضافت أنّ سحر مصر لا يقاوم، ويدعو المسافرين للخروج عن المألوف والغوص في أرض تروي كلّ زاوية منها قصّة من الصمود والدفء.