اخبار مصر
موقع كل يوم -خط أحمر
نشر بتاريخ: ٢٦ حزيران ٢٠٢٥
أكد الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن الجيش الإسرائيلي لم يخرج منتصرًا عسكريًا من المواجهة الأخيرة مع إيران، رغم محاولات الترويج لذلك، مشيرًا إلى أن مؤشرات الواقع تفنّد رواية 'الانتصار' التي تتبناها تل أبيب وواشنطن.
وأوضح غباشي خلال مشاركته في برنامج 'خط أحمر' الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن ما كان يُفترض أن يُحقق لإسرائيل نصرًا حاسمًا، من إيقاف البرنامج النووي الإيراني، وتغيير النظام، وتحييد الصواريخ الباليستية، لم يُنفذ منه شيء على أرض الواقع، بل إن الضربات الإيرانية كشفت ضعف المنظومة الدفاعية الإسرائيلية، التي لطالما رُوّج لها إعلاميًا مثل 'القبة الحديدية' و'مقلاع داوود'، ووصَفها بأنها 'تحولت إلى فَنكوش'.
وتابع بأن الخسائر التي تكبّدتها إيران في الضربة الإسرائيلية كانت محدودة، شملت بعض الأهداف النوعية وعددًا محدودًا من العلماء العسكريين، بينما كان حجم الدمار داخل إسرائيل فادحًا على المستويات الاقتصادية والعسكرية والمدنية، مشيرًا إلى أن التقارير تتحدث عن خسائر تتجاوز 6.8 مليار دولار.
وأضاف أن معاهد حيوية مثل معهد 'وايزمان' الذي يخدم المشروع النووي الإسرائيلي قد تعرضت لضربات مباشرة، إلى جانب مركز الأمن السيبراني في بئر السبع، ومقار لشركات كبرى مثل 'إنتل'، مما أحدث شللًا في البنية التكنولوجية الإسرائيلية.
وأشار الخبير الاستراتيجي إلى أن المباني السكنية في العمق الإسرائيلي كانت هدفًا للضربات لأول مرة، حيث تم تدمير ما يقرب من 1000 مبنى بشكل كامل، فضلًا عن توقف مطار بن غوريون، وتعطل مدينة حيفا اقتصاديًا، وهو ما يكشف فشل إسرائيل في تأمين جبهتها الداخلية.
وكشف غباشي أن حالة الهجرة العكسية بين الإسرائيليين تصاعدت بشكل غير مسبوق، حيث وصلت تكلفة الهروب عبر قوارب من تل أبيب إلى قبرص ما بين 10 إلى 15 ألف دولار، لنقل نحو عشرة أفراد فقط، في مشهد قال إنه يُمثل 'شرب إسرائيل من نفس الكأس الذي تجرّع منه الفلسطينيون في غزة'.
واختتم تصريحه بأن إسرائيل لم تحقق سوى الخسائر، ووجدت نفسها تدير المعركة من تحت الأرض كما كانت تتهم الفلسطينيين، في مفارقة تاريخية عكسية تعكس عمق التحوّل في موازين الردع.