اخبار مصر
موقع كل يوم -صدى البلد
نشر بتاريخ: ٢ أيلول ٢٠٢٥
نجح فريق دولي من علماء الفلك، من بينهم باحثون من جامعة نورث وسترن الأمريكية، في فك لغز أحد أكثر الانفجارات الكونية غموضا وسطوعا، والمعروفة باسم الانفجارات الراديوية السريعة (FRB)، بعد أن تمكنوا من تحديد موقعها بدقة للمرة الأولى.
وتُعد هذه الانفجارات من أعنف الظواهر في الكون، إذ تطلق في جزء من الثانية طاقة تفوق ما تبعثه الشمس خلال عام كامل. ورغم أن معظمها يمر دون أن يرصد نظرا لبعده الهائل عن مجموعتنا الشمسية، فإن بعضها يكون لامعا بما يكفي ليسجل على أجهزة الرصد الفلكية.
ففي مارس الماضي، رصد العلماء انفجار أطلق خلال أقل من ثانية طاقة تعادل ما تصدره الشمس في أربعة أيام متواصلة، مستخدمين في ذلك التلسكوب الراديوي الضخم الواقع في مقاطعة كولومبيا البريطانية بكندا، وهو الأكبر من نوعه عالميا.
لطالما شكل تحديد مواقع هذه الإشارات تحديا كبيرًا لعلماء الفلك، بسبب سرعتها الهائلة واختفائها في لحظة وجيزة لكن الدراسة الجديدة، المنشورة في مجلة الفيزياء الفلكية، كشفت للمرة الأولى عن موقع دقيق لانفجار راديوي سريع.
ووفق النتائج، تتبع العلماء مصدر الإشارة إلى مجرة تبعد نحو 130 مليون سنة ضوئية عن الأرض، بدقة تصل إلى 42 سنة ضوئية فقط، وهو إنجاز غير مسبوق في هذا المجال.
وقالت الباحثة المشاركة في الدراسة، أماندا كوك من جامعة ماكغيل الكندية: 'يمثل هذا الاكتشاف نقطة تحول كبيرة، فبعد سنوات من الاكتفاء برصد هذه الومضات الغامضة، أصبح بإمكاننا الآن تحديد مصدرها بدقة متناهية'.
وأضافت كوك أن هذا التطور العلمي قد يفتح الباب أمام فهم أعمق لأسباب هذه الظاهرة، وما إذا كانت مرتبطة بانهيار نجوم ميتة، أو بنشاط أجسام مغناطيسية شديدة، أو ربما بآليات فيزيائية لم يتطرق إليها العلم بعد.