اخبار الجزائر
موقع كل يوم -ار تي عربي
نشر بتاريخ: ٢ أيلول ٢٠٢٥
تستمر قضية الممرضة الجزائرية في إثارة الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشرها مقطع فيديو على صفحتها في 'تيك توك' ظهر فيه جثمان متوفى من مصلحة حفظ الجثث، متحدثة عن ظروف وفاته.
وأثار هذا التصرف استياء الرأي العام الجزائري، حيث وصف كثيرون فعلها بـ'غير الأخلاقي'، معتبرين أنه يمس بكرامة المتوفى ومشاعر أهله، فضلا عن تأثيره السلبي على متابعيها.
وحاولت الممرضة تبرير فعلتها موضحة أن وفاة المريض أثرت على طاقم المستشفى لأنه كان يبدو في صحة جيدة قبل أن يفارق الحياة بأزمة قلبية مفاجئة، وأضافت أنها لم تكن لتنشر الفيديو لولا وقع الحادثة عليها وعلى زملائها. غير أن هذه التبريرات لم تخفف من وطأة الجدل الدائر، خاصة بعد أن أكد خبراء قانونيون أن الممرضة قد تواجه عدة تهم قضائية.
وفي خضم تصاعد ردود الفعل، نشرت الممرضة مقطع فيديو جديدا اعتذرت فيه لعائلة المتوفى، مؤكدة أنها تتحمل كامل المسؤولية ولن تتهرب من العقوبة، موضحة أنها لم تظهر هوية الميت ولا اسمه، وأن الفيديو كان ذا طابع توعوي حول 'حسن الخاتمة'. كما اعتبرت أن ما حدث شكل لها درسا مهما في مسارها المهني والشخصي.
وتواجه الممرضة عدة تهم محتملة بينها: تدنيس جثة طبقا للمادة 153 من قانون العقوبات، والتي تعاقب بالسجن من سنتين إلى خمس سنوات وغرامة مالية، بالإضافة إلى الاعتداء على حرمة الحياة الخاصة وفق المادة 303 مكرر، التي تصل عقوبتها إلى ثلاث سنوات سجنا. كما أشار إلى أن الممرضة قد تتابع أيضا بجريمة إفشاء السر المهني، باعتبارها على اطلاع على أسرار وظيفية، وهو ما يعاقب عليه القانون بالحبس والغرامة. كما يمكن لعائلة المتوفى الحق في تقديم شكوى لوكيل الجمهورية وطلب تعويض مدني عن الضرر.
وجاء رد وزارة الصحة سريعا وحازما، حيث أصدرت بيانا أعربت فيه عن استنكارها الشديد للحادثة، معتبرة أن ما جرى سلوك فردي مرفوض وغير إنساني، يتنافى مع القيم الدينية والأخلاقية، ومع المبادئ الأساسية لمهنة التمريض. وأكدت الوزارة أنها ستتخذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة ضد صاحبة الفيديو.
بدورها، أعلنت إدارة المؤسسة الاستشفائية سليم زميرلي بالحراش توقيف الممرضة فورا عن العمل، مؤكدة أن ما قامت به يعد انتهاكا خطيرا لأخلاقيات المهنة ومسا بكرامة المريض حتى بعد وفاته، مشددة على أن التحقيقات الإدارية والقضائية ستأخذ مجراها.
المصدر: وكالات