اخبار مصر
موقع كل يوم -الرئيس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية ارتفاعًا جديدًا، مدعومًا بعودة الطلب على الملاذات الآمنة وسط تجدد التوترات الجيوسياسية واستمرار حالة عدم اليقين التجاري عالميًا، إلى جانب قيام المستثمرين بعمليات إعادة تمركز بعد موجة من جني الأرباح التي أعقبت تسجيل مستويات تاريخية للذهب خلال الأسابيع الماضية.
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن أسعار الذهب في السوق المحلية ارتفعت اليوم بنحو 55 جنيهًا للجرام، ليسجل جرام الذهب عيار 21 مستوى 55 جنيه، في حين صعدت الأوقية العالمية بنحو 40 دولارًا لتصل إلى 4143 دولارًا.
وأضاف إمبابي أن عيار 24 سجل نحو 6400 جنيه للجرام، بينما بلغ عيار 18 حوالي 4800 جنيه، وسجل عيار 14 نحو 3734 جنيهًا، فيما استقر سعر الجنيه الذهب عند 44800 جنيه.
وأشار إلى أن أسعار الذهب كانت قد تراجعت بنحو 45 جنيهًا، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند 5590 جنيهًا وأغلق عند 5545 جنيهًا، في حين تراجعت الأوقية عالميًا بنحو 8 دولارات من 4110 إلى 4102 دولارًا للأوقية.
وأوضح إمبابي أن السوق المحلية ما تزال تشهد اختلالات في آلية التسعير، إذ تراجع الذهب بنحو 300 جنيه من أعلى مستوى سجله مؤخرًا عند 5900 جنيه لعيار 21.
وأشار إلى أن بعض تجار الخام لجأوا خلال اليومين الماضيين إلى زيادة الفجوة السعرية بين السعر المحلي والعالمي بنحو 50 إلى 100 جنيه للجرام، في محاولة لتقليل خسائرهم الناتجة عن الهبوط المفاجئ في الأسعار العالمية.
ونصح إمبابي المستهلكين الراغبين في الشراء بضرورة التريث وعدم التسرع في اتخاذ قرار الشراء إلى حين استقرار السوق المحلية وتوافق الأسعار مع حركة البورصة العالمية، لتجنب تحمل جزء من خسائر التجار خلال فترة التصحيح السعري الحالية.
وعلى الصعيد العالمي، شهدت أسواق الذهب الدولية ارتفاعات محدودة لكنها لافتة، حيث حافظ المعدن الأصفر على تماسكه بعد موجة تصحيح حاد من أعلى مستوياته التاريخية الأخيرة. ولا يزال الطلب على الملاذات الاستثمارية الآمنة مدعومًا بمزيج من التوترات الاقتصادية والصراعات الجيوسياسية المتصاعدة.
ولا تزال المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين تتصدر اهتمامات المستثمرين في الأسواق العالمية، خاصة بعد تقارير أفادت بأن واشنطن تدرس فرض قيود جديدة على الصادرات قبل عقد محادثات رفيعة المستوى هذا الأسبوع، بالإضافة إلى اجتماع محتمل بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ في وقت لاحق من الشهر الجاري خلال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (APEC) المقرر عقدها في كوريا الجنوبية.
وفي الوقت ذاته، لا يزال الإغلاق الحكومي الأمريكي، الذي دخل أسبوعه الرابع، يُلقي بظلاله على معنويات المستثمرين في الأسواق المالية العالمية، إذ يثير مزيدًا من القلق السياسي والاقتصادي، في حين تراقب الأسواق عن كثب تحركات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن السياسة النقدية، مع تزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية خلال اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية المقرر يومي 29 و30 أكتوبر الجاري.
كما تترقب الأسواق العالمية صدور تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي يوم الجمعة المقبل، والذي من شأنه أن يحدد اتجاه الرهانات المستقبلية لخفض أسعار الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي خلال الفترة المقبلة.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة التجارة الصينية يوم الخميس أن نائب رئيس مجلس الدولة هي ليفينغ سيقود وفدًا رسميًا إلى ماليزيا في الفترة من 24 إلى 27 أكتوبر لإجراء محادثات اقتصادية وتجارية مع الجانب الأمريكي، وذلك تأكيدًا لبدء المناقشات رفيعة المستوى بين البلدين يوم الجمعة.
وفي تطور آخر، ذكرت وكالة رويترز أن إدارة ترامب تدرس خطة لتقييد صادرات المنتجات التي تحتوي على برمجيات أمريكية أو التي تم إنتاجها باستخدامها إلى الصين، في خطوة جديدة تعكس تصاعد التوتر التجاري والتكنولوجي بين أكبر اقتصادين في العالم.
وردًا على ذلك، صرّح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، قائلًا: 'سأؤكد أن كل شيء مطروح على الطاولة'، مضيفًا: 'إذا تم تطبيق ضوابط التصدير هذه – سواء كانت على البرمجيات أو المحركات أو غيرها – فمن المرجح أن يتم ذلك بالتنسيق مع حلفائنا في مجموعة السبع'.
وفي سياق آخر من التوترات الجيوسياسية، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية فرض عقوبات جديدة على روسيا تستهدف شركتي روسنفت ولوك أويل العملاقتين في مجال الطاقة، في إطار مساعٍ أمريكية للحد من عائدات موسكو النفطية وزيادة الضغط على الاقتصاد الروسي بسبب الحرب في أوكرانيا.
وتأتي هذه العقوبات عقب خطط سابقة لعقد قمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بودابست لمناقشة سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا، إلا أن ترامب أعلن لاحقًا عن إلغاء القمة، قائلًا في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض: 'لم أشعر بأننا سنصل إلى الهدف المنشود، لذلك قررت إلغاء الاجتماع، لكننا سنعمل على عقده في المستقبل'.
وجاء الرد الروسي سريعًا، إذ اتهم دميتري ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي الحالي، الولايات المتحدة بأنها أعلنت 'عمل حرب' ضد بلاده. وكتب ميدفيديف 'إلغاء ترامب لقمة بودابست، فرض عقوبات جديدة على روسيا، ماذا بعد؟ هل سنشهد أسلحة جديدة إلى جانب صواريخ توماهوك سيئة السمعة؟'
وبهذا، تبقى أسواق الذهب في حالة ترقب حذر، إذ تتفاعل الأسعار يوميًا مع التطورات السياسية والتجارية العالمية، فيما يظل المستثمرون بين الرغبة في التحوّط بالمعدن النفيس وبين انتظار وضوح الرؤية الاقتصادية خلال الأسابيع المقبلة.


































