اخبار اليمن
موقع كل يوم -سبأ نت
نشر بتاريخ: ٢٨ أيار ٢٠٢٥
موسكو-سبأ:
صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الأربعاء، بأن نظام كييف لا يمثل سكان شبه جزيرة القرم وجنوب شرق أوكرانيا.
وقال لافروف، متحدثًا في الاجتماع الدولي الثالث عشر للممثلين الساميين المعنيين بقضايا الأمن، وفق وكالة 'سبوتنيك'، : 'هل نظام كييف، الذي شنّ حربًا على شعبه بعد انقلاب فبراير 2014، يمثل سكان شبه جزيرة القرم، وهل مثّل القرم وجنوب شرق أوكرانيا بعد الانقلاب؟ بالطبع لا. فكما حدث في ستينيات القرن الماضي، لم يستطع المستعمرون في لندن وباريس ومدريد ولشبونة وبرلين وبروكسل بأي حال من الأحوال تمثيل مصالح شعوب أفريقيا، التي أرادت العيش في ظل حكومات انتخبتها بنفسها، لا حكومات مفروضة من الخارج. وقد حدث الشيء نفسه بعد الانقلاب في مناطق شاسعة من جمهورية أوكرانيا السوفيتية السابقة'.
وأضاف لافروف بأن تأكيد الغرب على مبدأ وحدة الأراضي في القضية الأوكرانية أمرٌ غير مقبول، متجاهلاً تماماً حق الشعوب في تقرير مصيرها. وتابع قائلا:
'نعتبر تأكيد الغرب على مبدأ وحدة الأراضي (في القضية الأوكرانية) على هذا المبدأ، والذي يفرضه الغرب ورؤساء الأمانة العامة للأمم المتحدة والهيئات الدولية الأخرى، متجاهلين تماماً حق الشعوب في تقرير مصيرها، أمراً غير مقبول بتاتاً'.
وشدد لافروف على أن عودة أوكرانيا إلى وضعها المحايد وغير المنحاز والخالي من الأسلحة النووية هو أحد شروط روسيا لحل النزاع.
وأردف قائلا: 'فيما يتعلق بعضوية 'الناتو'، دعوني أذكركم بأن وضع أوكرانيا كدولة محايدة وغير منحازة وغير نووية قد أُعلن رسميًا في إعلان استقلال هذا البلد، المعتمد عام 1991. هذا الالتزام، أي إعلان وضع أوكرانيا كدولة محايدة وغير منحازة وغير نووية إلى الأبد، هو ما مكّن من الاعتراف بأوكرانيا كدولة مستقلة من قبل روسيا الاتحادية وجميع أعضاء المجتمع الدولي الآخرين. والعودة إلى هذه الوعود المقسمة، التي حاول النظام النازي انتهاكها، بل ودوّن هذا الالتزام في دستوره، هي أحد المطالب الرئيسية لروسيا، والتي يجب تلبيتها في إطار أي تسوية، كما هو متوقَع في أبريل 2022، خلال محادثات إسطنبول'.
وقال لافروف إنه من المحزن أن يكتفي الغرب بالرد على إجراءات موسكو الانتقامية العادلة والقانونية ضد هجمات كييف الإرهابية. وأضاف:
'أود أن ألفت انتباهكم بشكل خاص إلى الأعمال الإرهابية التي يرتكبها نظام كييف، والذي يتورط من خلال أجهزته الخاصة في تنظيم عمليات اغتيال سياسيين وعسكريين وصحفيين وشخصيات عامة روسية. نظام يعلن جهارًا عن خططه لمواصلة القصف المكثف للأهداف المدنية والسكان المدنيين في روسيا الاتحادية. من المحزن جدًا أن يكتفي الغرب بالرد على إجراءاتنا الانتقامية القانونية والعادلة ضد هجمات نظام كييف الإرهابية، والتي أؤكد أنها تؤثر على أهداف مدنية'.
وأكد أن إجراءات الرد الروسية تقتصر على توجيه ضربات للأهداف العسكرية والمنشآت التي تستخدمها القوات المسلحة الأوكرانية.
وأشار لافروف إلى أنه سيتم الإعلان قريبًا عن جولة جديدة من المحادثات بين روسيا وأوكرانيا. وأردف قائلا: 'أصررنا خلال هذه المحادثات التي عقدت، في 16 مايو، في إسطنبول على إلغاء جميع هذه القوانين التمييزية، وسنواصل هذا التأكيد في الجولة القادمة من المحادثات المباشرة، التي سنعلن عنها قريبًا جدًا'.
وأضاف أن روسيا كانت مستعدة منذ فترة طويلة لإجراء محادثات مع كييف، لكن أوكرانيا رفضت، ولم يسمح لها بالدخول في هذه العملية من قبل أسيادها في أوروبا.
ونوّه لافروف إلى أن موسكو تتابع بقلق حشد قوات 'الناتو' على طول خط التماس مع روسيا، وقال: 'نتابع بقلق حشد قوات 'الناتو' على طول خط التماس مع روسيا. وبالمناسبة، ازداد هذا الحشد بشكل ملحوظ بعد انضمام السويد وفنلندا، اللتين كانتا محايدتين سابقًا، إلى التحالف، وليس من الواضح سبب عدم رضاهما عن وضعهما المحايد'.
وأشار لافروف إلى أن نظرية الغرب حول حتمية صدام القوى العظمى لا تصمد أمام الواقع، ومن الأمثلة على ذلك التعاون بين روسيا والصين. مذكرا بأن الغرب يروّج باستمرار لنظرية حتمية التنافس، بل وحتى الصدام، بين القوى العظمى، لكن هذه النظرية لا تصمد أمام الواقع. مؤكدا أن استقرار النظام العالمي يعتمد على إلى حد كبير على توقف الغرب عن فرض أجندته الخاصة.
وفيما يتعلق بالملف الإيراني أكد لافروف أنه ثمة أمل في التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي، مشيرا إلى أن الوضع لا يزال معقداً.
أما فيما يتعلق بالوضع بالشرق الأوسط أكد لافروف أن الأوان لم يفت بعد لاتخاذ إجراءات لتهدئة الوضع بين فلسطين و'إسرائيل'. وقال: 'نعتقد اليوم أن الوقت لم يفت بعد لاتخاذ تدابير عاجلة لتهدئة الوضع في منطقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتكثيف الجهود لتهيئة الظروف لاستئناف عملية التفاوض حول جميع قضايا الوضع النهائي، بهدف تصحيح الظلم التاريخي الذي حال دون قيام دولة فلسطينية مستقلة وفقًا لقرارات الأمم المتحدة'.
ويشارك كل من سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في الاجتماع الدولي الـ13 للممثلين رفيعي المستوى المسؤولين عن قضايا الأمن في موسكو.
ويعقد الاجتماع الدولي الثالث عشر للممثلين رفيعي المستوى المسؤولين عن قضايا الأمن في الفترة من 27 إلى 29 مايو 2025، في المركز الوطني 'روسيا' برئاسة سكرتير مجلس الأمن في روسيا الاتحادية سيرغي شويغو.
وقد أكد أكثر من 129 وفدا من 105 دولة أعضاء في مجموعة 'بريكس'، ومنظمة شنغهاي للتعاون، ورابطة دول جنوب شرق آسيا، ورابطة الدول المستقلة، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، وغيرها من المنظمات الدولية، مشاركتها في المنتدى.
ويتضمن جدول أعمال اجتماع كبار الممثلين قضايا التعاون الدولي في مجال الأمن، وسيتم على وجه الخصوص مناقشة تشكيل بنية جديدة أكثر عدالة وتكاملاً للأمن المتساوي وغير القابل للتجزئة والذي يتوافق مع الواقع الحديث.
إكــس