×



klyoum.com
yemen
اليمن  ٢ أيار ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
yemen
اليمن  ٢ أيار ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار اليمن

»منوعات» سبأ نت»

نص كلمة قائد الثورة بذكرى الصرخة وحول آخر التطورات الإقليمية والدولية

سبأ نت
times

نشر بتاريخ:  الخميس ١ أيار ٢٠٢٥ - ٢٣:٣٥

نص كلمة قائد الثورة بذكرى الصرخة وحول آخر التطورات الإقليمية والدولية

نص كلمة قائد الثورة بذكرى الصرخة وحول آخر التطورات الإقليمية والدولية

اخبار اليمن

موقع كل يوم -

سبأ نت


نشر بتاريخ:  ١ أيار ٢٠٢٥ 

صنعاء - سبأ:

نص كلمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بالذكرى السنوية للصرخة وحول آخر تطورات العدوان على غزة والمستجدات الإقليمية والدولية 03 ذو القعدة 1446هـ / 01 مايو 2025م.

أعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.

أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات:

السَّـلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

نتحـــــدث في كلمـــــة اليــــوم عــــن:

تطورات العدوان الإسرائيلي الهمجي الوحشي على قطاع غزَّة.

وكذلك عن العدوان الأمريكي على اليمن، وهو العدوان المساند للعدو الإسرائيلي، والذي هو جزءٌ من المعركة القائمة بيننا وبين العدو الإسرائيلي، في إسناد شعبنا العزيز وبلدنا اليمن للشعب الفلسطيني، ضد العدوان الإسرائيلي.

كما نتحدث أيضاً عن الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين.

والبدايـــة مــن قطــــاع غـــــزَّة:

في هـذا الأسبــوع، استشهد وجرح ما يقارب (الألف وثلاثمائة فلسطيني)، أكثرهم من النساء والأطفال، وبلغت حصيلة الشهداء والجرحى، منذ استئناف العدو الإسرائيلي لعدوانه، وإبادته الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، بلغت أكثر من (ألفين وثلاثمائة شهيد)، وما يقارب الـ(ستة آلاف جريح)، بين الشهداء هذا الأسبوع: (تسعة عشر شهيداً) في استهداف العدو الإسرائيلي المجرم، يوم الجمعة الماضي، لمنزلين شرقي مدينة (خان يونس).

طيران العدو الإسرائيلي اعتدى بالقصف المباشر أيضاً على خيام النازحين، جنوبي (مواصي خان يونس)، وأيضاً في أماكن أخرى من قطاع غزَّة.

الطيران المسيَّر التابع للعدو الإسرائيلي، ألقى قنابل على مواطنين فلسطينيين في أثناء جمعهم للحطب، شرقي (مخيم البريج) وسط قطاع غزَّة.

وجيش العدو الإسرائيلي (عصاباته الإجرامية التي يسميها بالجيش) قامت بنسف مبانٍ سكنية في شمال غربي (مدينة رفح).

العدو الإسرائيلي، في عدوانه على قطاع غزَّة منذ بدايته، أباد أكثر من (سبعة آلاف عائلة) بالكامل، من عوائل الشعب الفلسطيني، قتل فيها (الأب، والأم، وجميع أفراد الأسرة)، وهذا مما يبيِّن حجم هذا العدوان والإجرامي الفظيع، الذي ينطبق عليه- فعلاً- وصف الإبادة الجماعية، ارتكب جريمة القتل الجماعي بحق أكثر من (ثمانية عشر ألف طفل فلسطيني)، هذه جريمة رهيبة جداً، في نطاق جغرافي محدود، فأين هي حقوق الأطفال، وحقوق الإنسان؟! وقتل أكثر من (اثني عشر ألف وأربعمائة امرأة)، وتقدَّر نسبة الشهداء في قطاع غزَّة، من بين مجموع الشهداء، بالنسبة للأطفال والنساء وكبار السن، بثلثي النسبة، ثلثي الشهداء من الأطفال والنساء ومن المسنين.

العدو أيضاً فيما يتعلَّق بالكوادر الصحية، وفي سعي العدو لإنهاء الخدمة الطّبيِّة والصّحيِّة في قطاع غزَّة، قتل أكثر من (ألف وأربعمائة طبيب وكادر صحي، وكذلك في اعتداءاته واستهدافه لأفراد الدفاع المدني، قتل أكثر من (مائة) منهم، والمئات من عمال الإغاثة الإنسانية.

أمَّا فيما يتعلَّق بالحصار والتجويع، فالعدو الإسرائيلي مستمرٌ ولشهرين تامين قد انقضيا، وهو يمنع دخول أي رغيف خبز، أو علبة حليب، أو أي مساعدات إنسانية إلى قطاع غزَّة، وشبح المجاعة يهدد أكثر من اثنين مليون فلسطيني، يواجهون خطر الموت جوعاً على مرأى ومسمعٍ من المجتمع البشري، وأكثر من ملياري مسلم، دون أي تحرُّك جاد لإدخال المواد الغذائية والضرورية إلى قطاع غزَّة، والعدو الإسرائيلي يستخدم التجويع كسلاح قاتل، المشاهد المفجعة، والمؤلمة، والمحزنة، لأطفال الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، وهم يعانون أشد المعاناة من الجوع، مشاهد تنشرها القنوات الفضائية، مشاهد محزنة جداً، وقد لصقت جلودهم بعظامهم من شدة الجوع، ومشاهد كذلك للأطفال والنساء وهم يتجمعون على القليل القليل من بقايا ما بقي من طعام، من مواد غذائية، توزَّع عليهم بالقليل جداً، في حالات محدودة، وفي نسبةٍ محدودة، مشاهد مؤلمة جداً! مشاهد يفترض بها أن تكون كافية لاستشعار هذه الأُمَّة لمسؤوليتها الإنسانية والدينية، ومشاهد فاضحة، فاضحة للمجتمع الدولي، للمنظمات الإنسانية، للمجتمع البشري، أن يتفرج على حالةٍ كتلك، حالة تتنافى تماماً مع القيم الإنسانية، والأخلاق والقيم والفطرية والدينية، حالة رهيبة جداً!

العدو الإسرائيلي مستمرٌ فيما يتعلَّق بالضِّفَّـــــة بكل أنواع الانتهاكات والاعتداءات، من اختطاف، وتدمير، وتجريف، وقتل... وغير ذلك.

في القـــــدس، يستمر أيضاً في انتهاك حرمة المسجد الأقصى، وهناك اقتحامات مستمرة، مع ما يمارسه اليهود الصهاينة عندما يدخلون إلى باحات المسجد الأقصى، من تدنيسٍ لها، ومن رقصات، وأغانٍ، وأهازيج، وعبارات عدائية، وهناك خطوة أعلن عنها العدو الإسرائيلي- فيما يتعلَّق بالمسجد الأقصى- وهي مشروع مصعد حائط البراق، الذي هو خطوة من خطوات التهويد في القدس، وهي خطوة خطيرة، العدو الإسرائيلي له مسار تصاعدي، في مساعيه الهادفة إلى تهويد مدينة القدس، والهادفة أيضاً إلى السيطرة التامة على المسجد الأقصى.

في مقابل ذلك، هناك صمود عظيم للإخوة المجاهدين في قطاع غزَّة، خلال هذا الأسبوع الأخير استطاعت (كتائب القسام) من تنفيذ مجموعةٍ من العمليات العسكرية النوعية، والتي أدَّت حصيلتها لمقتل ما يقارب (خمسة جنود إسرائيليين)، وإصابة العديد من جنود وقادة جيش العدو، أحدهم قائد لواء، في عملية شرق (بيت حانون)، وقد شكَّلت العمليات مفاجأة عملياتية كبيرة لعصابات العدو، التي يسميها بالجيش، وضربة لاستراتيجية مجرمه الذي يسمى برئيس الأركان، حول تقليص خسائر عصاباته بأكبر قدر ممكن، وخصوصاً أن هذه العمليات جاءت على خطوط المواجهة الأولى، وبعضها على الخط الحدودي لقطاع غزَّة، وهو ما يعني أن كلفة الخسائر ستكون مضاعفة بشكلٍ كبير، في حال تقدَّم جيش العدو إلى عمق المدن، والتجمعات السكانية؛ ولهـذا فالعدو مترددٌ في هذه الخطوة، وخائفٌ منها، وهذا ثمرة لهذا الصمود العظيم لإخوتنا المجاهدين في قطاع غزَّة، من (كتائب القسام)، و(سرايا القدس) التي نفَّذت عدداً من العمليات المهمة، ومن معهم من بقية الفصائل المجاهدة، والثابتة، والصامدة في قطاع غزَّة.

فيمــــا يتعلَّـــق بلبنــــــان، يستمر العدو الإسرائيلي في اعتداءاته بكل أنواعها، من قتلٍ، وتدميرٍ، وتجريف، والملفت في هذا الأسبوع هو استحداث مواقع جديدة، وهذا يمثِّل انتهاكاً كبيراً وجسيماً للاتِّفاقيات، وأيضاً اعتداءً كبيراً، احتلال بكل ما تعنيه الكلمة.

وضعف الموقف الرسمي اللبناني- فيما يتعلَّق بالحكومة- من الضغط على العدو الإسرائيلي بالالتزام بالاتِّفاق، هو من الشواهد الواضحة والجلية على أن ضمانة لبنان، وقوة لبنان، هي بالالتفاف حول مقاومته الثابتة، والصامدة، والباسلة، التي لها تاريخ عظيم جداً في ردع العدو الإسرائيلي، ولا تزال هي الآن التي تمثِّل الردع الحقيقي للعدو الإسرائيلي، وإلَّا لأقدم على خطوات مختلفة تماماً عمَّا يفعله الآن، مع سوء ما يعمله، لكن لولا حزب الله، لولا المقاومة في لبنان، لكان العدو الإسرائيلي تجرَّأ على الاجتياح للبنان، والسيطرة التامة عليه... وغير ذلك.

نحن نحيي إخوتنا الأعزَّاء في حزب الله والمقاومة في لبنان، والأمين العام لحزب الله، والذي كانت كلمته كلمةً قوية، قويةً في الموقف والحُجَّة، والتوضيح والتبيين، ونؤكِّد أننا جنباً إلى جنب معهم، في مساندتهم تجاه أي تصعيدٍ عدوانيٍ شاملٍ يُقْدِم عليه العدو الإسرائيلي.

أمَّــــا في سوريــــا، فيواصل العدو الإسرائيلي كل أشكال الانتهاكات، من توغُّل، من اعتقالات مع الضرب، اعتقالات مُذِلَّة، مهينة، مع الضرب والتعذيب، والاستحداث للمواقع، والاستحداث للحواجز في الطرقات، والاستيلاء حتى على أراضٍ زراعية، لتحويلها إلى مهبط للمروحيات، أو مواقع عسكرية، يطارد حتى رعاة الماشية.

هنــاك أيضـــاً- فيمــا يتعلَّق بمصر- خطوة أعلن عنها الكافر المجرم (ترامب)، هي أيضاً تمثِّل استهدافاً لمصر، وهي: إعلانه عن أن الأمريكيين سيستبيحون (قناة السويس)، بمعنى: يعبرون منها بدون أن يُقَدِّموا ما يقدِّمه غيرهم من التزامات مالية، بمعنى هذا: الاستباحة، الاستباحة لقناة السويس، وهي قناة مصرية، بجهد المصريين، بتضحياتهم، الذي حفرها هم المصريون، وضحّوا فيها حتى أثناء عملية حفرها بالكثير الكثير ممن توفوا، أو تضرروا، أثناء العمل الكبير، في مشروعٍ عملاق كهذا المشروع، وسيادة مِصر عليها واضحة، محل اعتراف دولي لا شك في ذلك، ولكن الأمريكي بهذه الخطوة هو يُقَدِّم مؤشراً واضحاً، قد تتبعه فيما بعد خطوات تتعلق أيضاً بالعدو الإسرائيلي من جهته، ثم هكذا خطوات بعد خطوات، في إطار هذا الاستهداف الشامل لأُمَّتنا، الكل مستهدف، الأطماع الأمريكية والأطماع الإسرائيلية لا تستثني أحداً.

أمَّـــا فيمـــا يتعلَّـــق بالذكـــرى السنويــــة للصرخــــة في وجـــه المستكـــبرين، والتي كانت هي البداية العملية للمشروع القرآني المبارك، وكانت بتاريخ: 17/1/2001م، في مثل هذه الأيام من شهر ذي القعدة.

الصرخة هي الشعار المعروف، شعار البراءة من أعداء الإسلام والمسلمين، أعداء الإنسانية، أعداء الله، أعداء الأُمَّة، أعداء شعوب أُمَّتنا، هي أيضاً الموقف العظيم، الذي له أهميته الكبيرة من جوانب متعددة، نشير إلى بعضٍ منها، هي شعار: (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام).

شهيد القرآن، السَّيِّد/ حسين بدر الدين الحوثي 'رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ'، بدأ بإعلان هذه الصرخة في محاضرته القَيِّمة (الصرخة في وجه المستكبرين) تحركه العملي، في التَّصَدِّي للهجمة الأمريكية والإسرائيلية على أُمَّتنا الإسلامية، الهجمة التي دخلت في مرحلة جديدة خطيرة، بعد بداية الألفية الثالثة من المخطط اليهودي الصهيوني؛ لأنه مع دخول الألفية الثالثة، اتَّجه اليهود الصهاينة في مرحلة جديدة من تنفيذ مخططهم الصهيوني، التدميري، العدواني ضد أُمَّتنا الإسلامية، الهادف لـ:

السيطرة على أُمَّتنا الإسلامية سيطرةً كاملة؛ لأن هذا هو الهدف للمخطط اليهودي الصهيوني.

ومسخ هويتها الإسلامية، هذا جزءٌ أساسيٌ من ذلك المخطط.

واحتلال أوطانها.

ونهب ثرواتها.

واستعباد شعوبها.

الهجمة الأمريكية الإسرائيلية الغربية، لم تكن مجرد ردة فعل على أحداث الحادي عشر من سبتمبر، التي خَطَّطَت لها الصهيونية؛ لصناعة التبرير للهجمة، وتأمين الغطاء لها، تحت عنوان (مكافحة الإرهاب)، فيما عُرِف بالخدعة الكبرى؛ وإنما كانت دخولاً في مرحلة متقدِّمة وبالغة الخطورة على أُمَّتنا، من تنفيذ المخطط الصهيوني، الذي يتم التَّحَرُّك فيه على مراحل، منذ بداية الحركة الصهيونية اليهودية وإلى اليوم، فهي مرحلة من مراحل، ولكنها مرحلة بالغة الخطورة.

ولـذلك فالذي تقوم به أمريكا وإسرائيل، من عدوان واستهداف لأُمَّتنا الإسلامية، في البلاد العربية وغيرها، سواءً بالحرب الصُلبة، أو الحرب الناعمة، كل ذلك ليس مجرد ردود أفعال، ولا حوادث وقتيَّة عابرة، في إطار مسمَّياتها وعناوينها، التي تُقَدَّم كغطاء لها، وكأسلوب خداع لهذه الأُمَّة، هي عناوين تبريرية مخادعة، ولكنَّ المسألة لهدف أكبر، بل هو في إطار استهداف شامل، وهجمة مستمرة، تهدف- في نهاية المطاف- إلى استكمال تنفيذ المخطط الصهيوني، اليهودي التدميري ضد أُمَّتنا الإسلامية، وعلى مراحل، كل مرحلة تُمَهِّد لما بعدها، وفي خطين واتجاهين متوازيين، كما قلنا:

هجمة عسكرية صُلبة، تدميرية، قاتلة.

وهجمة بالحرب الناعمة المُضِلَّة، المفسدة، التي هي أيضاً وسيلة من وسائل السيطرة، ومن وسائل احتواء ردة الفعل، وأساليب تقييد الأُمَّة وتكبيلها عن أي تَحَرُّكٍ مُضادٍ واعٍ.

الأعداء (اليهود الصهاينة)، وأذرعهم في أخطبوط الشر، المتمثل بـ (أمريكا، وإسرائيل، وبريطانيا، وقوى الغرب المتصهينة معهم)، يدركون ما تمتلكه أُمَّتنا الإسلامية من عوامل القوَّة، وعناصر القوَّة المعنوية والمادية، ومن المقومات الكبرى، التي تُؤَهِّلها لحماية نفسها، وتمنحها المَنَعَة في مواجهة أعدائها، وكل المؤامرات التي تستهدفها، بل وأكثر من ذلك، تؤهِّلها ليس فقط لحماية نفسها من شرِّهم، وإجرامهم، وخطرهم، وأطماعهم، وطغيانهم، وظلمهم، بل تؤهِّلها لتؤدِّي دورها في إطار مسؤوليتها الرسالة المقدَّسة: أن تكون هي الأُمَّة التي تحمل إرث الأنبياء والرسل، والرسالة الإلهية، تتحرك بالقرآن الكريم، لتكون هي أُمَّة الخير، تنشر الخير في هذا العالم، وتواجه شرَّهم وإجرامهم، والأُمَّة التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتتصدَّى لفسادهم وضلالهم وشرِّهم.

كما أنهم كيهود يتحركون، ومن معهم، ومن يواليهم، بدورٍ عالميٍ في الإفساد والإضلال؛ بهدف السيطرة على الشعوب، واستعبادها، واستغلالها، ونهب ثرواتها وظلمها؛ فإن مسؤولية أُمَّتنا الإسلامية، في رسالتها العالمية: أن تقوم هي بدورٍ عالميٍ في الدعوة إلى الخير، والسعي لإقامة القسط، وحماية المستضعفين، وإرساء دعائم الحق في كل المعمورة، بالتحرُّك وفق هدى الله تعالى ومنهجه العظيم (القرآن الكريم)، وبالاقتداء برسول الله محمد 'صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ'، وبالأخيار والصالحين من هذه الأُمَّة، الذين اقتفوا أثره؛ لتجسيد هذه المسؤولية التي بيَّنها الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى' في القرآن الكريم، في قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}[آل عمران:110]، وتستفيد من المقومات المادية، في الجغرافيا والموقع، والثروات، والإمكانات المتنوعة، وتحظى بالنصر من الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى'، الذي وعدها بالنصر، إن نهضت بمسؤوليتها هذه، وبالتمكين، وعدها بذلك في آيات كثيرة في القرآن الكريم، منها حتى ما يتعلَّق بالمواجهة مع نفس هؤلاء الأعداء، الذين يُجَسِّدون هم قوى الشرّ والإجرام والطغيان، والامتداد للشيطان، هم أولياء الشيطان، يتحركون في ما هو امتداد للشيطان، من إضلال، من فساد، من ظلم... وغير ذلك.

الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى' قال في القرآن الكريم، في وعده لهذه الأُمَّة، إن نهضت بهذه المسؤولية، وقامت بهذا الدور: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ (111) ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا}[آل عمران 111-112]، يعني: في كل زمان ومكان، {إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ}[آل عمران:112]، يُبَيِّن في هذه الآية المباركة أنه ضرب عليهم الذلة والمسكنة في كل زمانٍ ومكان؛ ولـذلك فهم يعتمدون فقط إمَّا على التسليط الإلهي، في مقابل ما هناك من خلل في واقع الأُمَّة؛ وإمَّا أيضاً بالاعتماد على حبلٍ من الناس، وهذا يشمل ما يؤديه معهم الغرب من دور، وفي العالم الإسلامي كذلك، حَبْلٌ من الناس، {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ}[آل عمران:112].

ولـذلك فهجمة الأعداء على أُمَّتنا الإسلامية هي هجمة تستهدفها في دورها، وفي رسالتها، وفي هُوِيَّتها، وكذلك تستهدفها في ثرواتها وموقعها، بالأطماع، والأطماع الكبيرة، الشهية الأمريكية الإسرائيلية مفتوحة بجشعٍ كبيرٍ جداً، في أوطان شعوبنا، في ثروات شعوبنا، في الموقع الجغرافي لأُمَّتنا، بكل ما له من مميزات، وبكل ما فيه من ثروات، وبحقدٍ شديدٍ في نفس الوقت، ليس فقط سعي لتحقيق الأهداف، دون حمل الضغينة، والبغض، والكره، والعداء الشديد، والحقد الشديد، تجاه هذه الأُمَّة؛ وإنما مع ذلك، وعلى نحوٍ رهيبٍ جداً، بعداءٍ كبير، بيَّنه الله في القرآن الكريم: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}[المائدة:82]، {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ}[آل عمران:118]، حالة من الحقد الشديد جداً، {وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ}[آل عمران:119].

ومما زاد من مخاطر هذه الهجمة العدوانية، الخطيرة جداً على أُمَّتنا، هي وضعية الأُمَّة من الداخل، وضعية الأُمَّة التي أَثَّرت عليها؛ بسبب الخلل الكبير في داخلها على مدى أجيال وقرون، خلل انحدر بالأُمَّة في وعيها ودورها، إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه، إلى الحظيظ؛ وكـذلك حجم الاختراق من جهة الأعداء أيضاً في مراحل طويلة، على مدى زمن طويل أيضاً، كل هذا أوصل الأُمَّة إلى حالة من التيه الرهيب، بالرغم مما تمتلكه من المقومات وعناصر القوَّة، التي غفلت عنها وتجاهلتها، واتَّجهت لتأخذ بأسباب الضعف، الأسباب التي تزيدها ضعفاً، تزيدها كذلك وهناً، تزيدها إلى ما هي عليه من شتات، وفرقة، وعجز.

الأعداء من اليهود الصهاينة وأذرعهم، في أخطبوط الشر والإجرام، هم يدركون جيداً عناصر القوة الكامنة لهذه الأُمَّة؛ ولهـذا عندما اتَّجهوا لاستهداف هذه الأُمَّة، وهي أُمَّة كبيرة، كبيرة- كما قلنا- على مستوى المقومات الهامة جداً، الكفيلة بأن تمنحها المناعة والعِزَّة، لتدحر عن نفسها كل عدو، ولتواجه كل التحديات، أُمَّة تمتلك هذه المقومات، أُمَّة كبيرة جداً، ليست أُمَّةً صغيرة، محدودة العدد، ضعيفة الإمكانات، محدودة الجغرافيا، يمكنهم حسم المعركة معها بكل سهولة، لا تمتلك هوية متجذِّرة وأصيلة، لا تمتلك ثقافة، لا تمتلك رؤية، لا، هم يدركون حقيقة واقع هذه الأُمَّة، فيما تغفل عنه هذه الأُمَّة بنفسها، من مقومات، وإمكانات، وعناصر قوَّة، فحينما اتَّجهوا إلى هذه الأُمَّة وهي بهذا الحجم، بهذا المستوى، على نطاقٍ جغرافيٍ واسعٍ جداً، تمتلك من عناصر القوة والإمكانات كل هذا المستوى الذي تحدثنا عنه، هم حرصوا على نقطة جوهرية وأساسية، وهي: احتواء ردة الفعل من قِبَل هذه الأُمَّة، يعني: كيف يعملون على أن تبقى هذه الأُمَّة، بكل ما تمتلكه من عناصر قوَّة وإمكانات، مُكَبَّلة، مُقَيَّدة، مُجَمَّدة، تجاه ما يفعلونه بها، دون ردة فعل، دون موقف يواجههم، دون تصدٍ لهم؛ بل أكثر من ذلك: تتحوَّل هي إلى أداة طيِّعة، مساعدة لهم في تنفيذ مخططاتهم التدميرية لها، وهذا من خبثهم؛ لأنهم يدركون أن معركة مع أُمَّة بهذا المستوى (أُمَّة الملياري مسلم)، أُمَّة بهذا القدر من الإمكانات، أُمَّة لها في الأساس هوية متجذِّرة قويَّة، ولديها عناصر قوَّة في غاية الأهمية، لو لم يكن لها إلَّا هذا الإسلام العظيم، الذي هو صِلَه تصلها بالله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى'، تحظى بتأييده، بنصره، بمعونته؛ وفي أثره العظيم على المستوى النفسي، وعلى المستوى العملي؛ وفي هدى الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى'، بما يُكسب الأُمَّة من الوعي، والبصيرة، والنور، والفهم، والحكمة، والرؤية الصحيحة في المواقف والأعمال؛ فالأُمَّة هذه أُمَّة تمتلك ما لا تمتلكه غيرها من كل أمم الأرض، من عناصر القوَّة، ومن الإمكانات، التي تؤهِّلها لأن تكون في ريادة الأمم، وليس فقط في مستوى أن تدفع عن نفسها خطر أولئك، ومساعيهم للاستعباد والإذلال والسيطرة؛ لكنَّهم ركَّزوا- كما قلنا- على هذه النقطة: احتواء ردة الفعل داخل هذه الأُمَّة.

ولـذلك حين نتأمل- وأي إنسان يتأمل- في حالة المسلمين في هذه المرحلة، في هذه المرحلة، حالة المسلمين مقابل ما يقوم به أولئك الأعداء، ما يفعله الأمريكي، ما يفعله الإسرائيلي، من أفظع الإجرام والعدوان، ما يهددون به أمنهم، يحتلُّون أوطانهم، يقتلون أبناء هذه الأُمَّة في إبادة جماعية، بكل جرأة، بكل حقد، بكل عدوانية، أطفالاً ونساءً، نظير ما يفعلونه الآن في فلسطين، وما يفعلونه تجاه لبنان، تجاه سوريا، تجاه اليمن، ما فعلوه سابقاً تجاه العراق، تجاه أفغانستان... وكم في بقاعٍ من بقاع العالم الإسلامي، ما يفعلونه تجاه مقدَّسات هذه الأُمَّة، تجاه المسجد الأقصى، مؤامراتهم أيضاً الصريحة والواضحة التي تستهدف مكة والمدينة، ما يفعلونه تجاه القرآن، تجاه الرسول 'صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ'، كل ذلك تقابله هذه الأُمَّة في معظمها، يعني: هناك استثناءات في كل ما نقوله عن واقع الأُمَّة، هناك استثناءات، ولكننا نتحدث عن الحالة الغالبة، التي تستدعي لفتة نظر جادة ومسؤولة في داخل هذه الأُمَّة، يُقَابل كل ذلك بالجمود، بالتجاهل من كثير، ويقابل أيضاً بالتعاون مع العدو من البعض، التعاون على كل المستويات:

التعاون عسكرياً.

التعاون في الحرب الناعمة المُضِلَّة، المفسدة، الشيطانية.

التعاون المادي... التعاون بكل أشكال التعاون من البعض.

هذه الحالة هي حالة غير طبيعية في واقع أُمَّتنا، ليست منسجمةً لا مع الفطرة الإنسانية؛ ولـذلك كثير من الأمم، كثير من الشعوب في الأرض، لم تكن لتقبل بأن تقابل أعدائها، في هجمة مثل الهجمة التي على أُمَّتنا الإسلامية، بمثل ما عليه حال أُمَّتنا، وهذا معيب! معيب في واقع هذه الأُمَّة، أُمَّة القرآن، أُمَّة الإسلام، أُمَّة رسول الله محمد 'صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ'، الأُمَّة التي لها إرث عظيم من المبادئ الإلهية والأخلاق والقيم، التي تربيِّها على العِزَّة الإيمانية، والكرامة الإنسانية، وألَّا تقبل بالعبودية إلا لله! أُمَّة، حال كثير من الأمم الآن، بمختلف أديانهم، وثقافاتهم، واتِّجاهاتهم، ما كانوا ليقبلوا أبداً، أن يكونوا تجاه عدوٍ يفعل بهم ما يفعله أعداء المسلمين بالمسلمين، ثم لا يكون لهم موقف جاد من ذلك، فهي حالة غير طبيعية، حالة معيبة، حالة مخزية بكل ما تعنيه الكلمة! مع الاستمرار، وتنوُّع هذه الجرائم، وتنقُّلها من بلد إلى بلد.

دخل الأمريكي إلى العراق، قتل مئات الآلاف من أبناء الشعب العراقي، ارتكب أبشع الجرائم وأفظعها، حتى الهتك للأعراض والاغتصاب، ومعروف ما حدث في (سجن أبو غريب) وغير (سجن أبو غريب)، وكم فعل! ثم ما بعد ذلك، ينسى البعض في العراق ذلك، بل يتبنُّون مواقف مسيئة جداً إلى المقاومة الإسلامية في العراق، ويعتبرونها حالة غير إيجابية، ولا مطلوبة، وحالة زائدة على الوضع العراقي، ويطالبون دائماً بإنهائها، وهكذا في بقية البلاد العربية والإسلامية، ينسى الناس ما فعله الأمريكي هناك، ينسون ذلك ويتعامل معه الرسميون (من أنظمة، وحكومات) كما لو أنه لم يفعل أي شيء عدائي ضد هذه الأُمَّة، لا في العراق، ولا في غيرها، في أفغانستان ماذا عمل؟ وفي غيرها الكثير والكثير.

الآن، في واقع فلسطين، فيما يجري هذه الأيام، فيما يجري كل هذه الفترة، وما مضى قبلها، كل أنواع الجرائم التي تستمر، تتنوع، تأتي في إطار تصعيد مرحلة بعد أخرى، ثم لا يُحَفِّز الناس على التَّحَرُّك الجاد، لا يلفت نظرهم إلى أن تتغير الحالة التي هم عليها من الجمود؛ لأنها تنذر بالخطر.

هذا يعني ماذا؟ يعني النجاح الكبير الذي قد حققه العدو في هذه النقطة الجوهرية: احتواء ردة الفعل، احتواء ردة الفعل من جهة الأُمَّة، استفادته من الخلل الكبير الذي في داخلها، توارثته عبر أجيال وقرون، وما يضاف إليه من تأثير العدو نفسه، تأثيره على كل المستويات:

سيطرته على القرار السياسي.

تأثيره في صناعة الرأي العام، في عملية الإضلال والخداع.

تأثيره حتى على الحالة التربوية في واقع الأُمَّة...

تأثيره من جوانب كثيرة، في كل ما يساعده على تكبيل هذه الأُمَّة الكبرى؛ لتكون أُمَّة مُكَبَّلة عاجزة، في مشهد من أسوأ مشاهد العجز لِأُمَّةٍ من الأمم، انظر إلى مشهد التجويع للشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، في مقابل أُمَّة الملياري مسلم، سبعة وخمسين زعيم دولة، سبعة وخمسين جيش من جيوش المسلمين، وأُمَّة بكل هذه الإمكانات والقدرات، لا تستطيع أن تدخل رغيفاً من الخبز إلى قطاع غزَّة! عُلبةً من الحليب لأولئك الأطفال الجوعى، الذين قد لصقت جلودهم على عظامهم! هذه حالة مخزية، حالة معيبة، حالة خطيرة على هذه الأُمَّة!

نحن في مواجهة عدوٌ مُضِل مفسد، عمل على تكبيل هذه الأُمَّة، على افقادها كل دوافع التَّحَرُّك، على أن تكون أُمَّة في حالة عمى، تغيب عنها حالة الرشد، إلى درجة أن يتحكم العدو في مستوى مواقفها، بل يضع الأمريكي السقف للأنظمة العربية، حتى لا تتجاوز البيانات التي تُكتب، ثم لا تساوي الحبر الذي كُتبت به، تُعلن دون أي مواقف عملية تترافق معها.

وما ساعد أيضاً على كل ذلك هو غفلة الغافلين من أبناء الأُمَّة، غفلة مستمرة، أحداث بعد أحداث، مآسٍ وكوارث، وهم في حالة غفلة مستمرة؛ والولاء أيضاً من الموالين، الولاء من الموالين، الذين يتَّجهون مع العدو، سواءً بعض الأنظمة والحكومات، أو بعض القوى في أوساط الشعوب: البعض من النخب، البعض من المكونات، البعض من الجهات السياسية التي اتَّجهت على أساس الولاء للعدو، والتنفيذ لأجندته.

لو أن أُمَّتنا الإسلامية في وضعٍ طبيعي، وفي حالة سليمة، وفي مستوى الحالة الفطرية؛ لكانت الهجمة اليهودية الصهيونية من إسرائيل وما تفعله في قطاع غزَّة، ما تفعله في فلسطين، ومن أمريكا، لكانت كافية في أن تتحرك هذه الأُمَّة تلقائياً؛ لأن ما يحصل عدوان واضح، خطر واضح، استهداف واضح، ولا تحتاج إلى تعبئة وعناء شديد لكي تتحرك، ومع ذلك لا يتحرك إلَّا البعض، الكثير لا يتحركون حتى حينما يُذَكَّرونا بالقرآن الكريم، بآيات الله 'تَبَارَكَ وَتَعَالَى'، حتى عندما يُذَكَّرون بالمصير الخطير لِلتَّنَصُّل عن هذه المسؤولية العظيمة المقدَّسة، في مواجهة أولئك الأعداء، في مواجهة إجرامهم، وشرِّهم، وطغيانهم، وإفسادهم، وهو: جهنم، لا ينفع فيهم ذلك! أصبحوا في حالة رهيبة جداً.

هذه الحالة مؤسفة جداً، حينما نقارنها بين ما ينبغي أن تكون عليه أُمَّتنا بحسب مسؤوليتها، حينما نقارنها بما ينبغي أن تكون عليه الأُمَّة، حتى في المستوى الطبيعي، الفطري، العادي، مثل بقية البشر، أُمَّة تدفع عن نفسها الخطر، مثلما كان يخاطب القرآن الكريم المنافقين في عصر رسول الله 'صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ': {قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا}[آل عمران:167]، (أَوِ ادْفَعُوا)، أنتم في مواجهة خطر عليكم كأُمَّة، إن لم تريدوا أن تتحركوا في إطار مسؤولية مُقَدَّسة، مُشَرِّفة، عظيمة، تبنيكم، تصلكم برعاية الله وتأييده، فتحركوا لدفع عدوٍ هو خطرٌ عليكم، يهتك أعراضكم، يستعبدكم، يحتل أوطانكم، ينهب ثرواتكم، يحوِّل حياتكم- كما يقول هو- إلى جحيم، إلى وضعٍ سيءٍ للغاية، تحركوا ولو في هذا المستوى مما ينبغي.

فلـذلك هذا الحال في واقع الأُمَّة ينبغي لفت النظر إليه، لماذا هذه الأُمَّة بهذا المستوى الكبير مُقَيَّدة، مُكَبَّلة، تقف في مشهد من العجز المخزي، والتَّنَصُّل عن المسؤولية تجاه نفسها؟! تدعو الآخرين، يناشدون مجلس الأمن، ماذا يمكن أن يفعل لك مجلس الأمن أنت كمسلم؟ هل يمكن أن يفعل لك شيئاً؟! ولا شيء أبداً، ينادون أمماً من هنا أو هناك لتفعل لهم شيئاً، فهي لا تفعل لهم شيئاً.

لـذلك هناك ضرورة للموقف بكل الاعتبارات، أن يكون لنا موقف، أن نتحرك عملياً في إطار موقفٍ صحيح؛ لأن البديل عن الموقف تجاه هذه الهجمة الأمريكية الإسرائيلية المستمرة على هذه الأُمَّة، في إطار المخطط الصهيوني التدميري، الهادف إلى إسرائيل الكبرى، وإلى شرذمة هذه الأُمَّة، وتمزيقها، وتدميرها، وإلى طمس هويتها الدينية والإسلامية، وتحريفها، وتزويرها، وإلى الاستعباد لهذه الشعوب، إذا لم يكن هناك موقف، فالبديل عنه هو: ترسيخ الهزيمة النفسية، وهذا ما يفعله البعض: كلما أقدم العدو على خطوة جديدة عدوانية؛ قابل ذلك من البعض: ترسيخ للهزيمة النفسية، زرع لليأس، تثبيط عن أي موقف، محاربة لأي توجُّهٍ جاد في واقع هذه الأُمَّة.

الوضعية خطيرة جداً، وضعية ذلَّة وخزي وهوان، وضعية استباحة وقهر واستعباد، وهذا السقف للمخطط الصهيوني:

الاستباحة لهذه الأُمَّة في كل شيء: في الدم، والعرض، والمال، والأرض.

والاستباحة للمقدَّسات.

والانتهاك للحرمات.

وطمس الهوية الإسلامية لهذه الأُمَّة، وتزويرها؛ لتتحول إلى نسخة مزورة، تتأقلم مع كل ما يريده الأمريكي والإسرائيلي، تخشى الأمريكي والإسرائيلي أكثر من الله، تطيعهم فوق طاعتها لله، تنفِّذ أوامرهم، وتعصي أوامر الله.

ليكون هذا السقف للنسخة المزوَّرة الأمريكية للإسلام، حالة رهيبة جداً! حالة استباحة، قهر، استعباد، وليس هناك أي مسوِّغ للقبول بتلك الوضعية؛ لأنها خسارةٌ في الدنيا، وخسارةٌ في الآخرة، خسارةٌ أمام هذه الأُمَّة في مستقبلها يوم القيامة، يوم تلقى الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى'، وقد أعرضت عن كتابه، لم تهتد بهديه، لم تتحرك على أساس نوره، رضيت لنفسها بالاستعباد من دونه، حالة خطيرة جداً على هذه الأُمَّة.

وليس الوضع الراهن في ما نراه الآن، ليس هو الصورة النهائية المرسومة، والمخطط لها من جهة الأعداء، المسألة كما قلنا: السقف واضح، المخطط الصهيوني واضح فيما يريد أن يصل إليه، والأحداث التي تحصل في مسار العدو- وهو مسار تصاعدي للوصول إلى المرحلة الأخيرة من ذلك المخطط- هو كارثي، هو تدميري؛ لكنَّ البعض يرفضون أن ينظروا نظرة شاملة، ونظرة موضوعية، ونظرة سليمة وصحيحة إلى حقيقة ما يجري، ويصرُّون على التعامل مع الأحداث كأحداث جزئية، وكأنها أحداث تطرأ هكذا فجأة، ثم يأملون أن تنتهي وينتهي الإشكال؛ ليست المسألة كذلك، العدو يتحرَّك ضمن مشروع، ضمن مخطط، مخطط طويل، مخطط متكامل، والمسألة مسألة مراحل.

الصـورة النهائيـة، التي يمكن أن نتصورها وفق ما هو مرسوم في المخطط الصهيوني، وقد سيطر العدو الإسرائيلي على مكة والمدينة، ومساحة واسعة من أراضي هذه الأُمَّة، من بلاد العرب أولاً، الصورة النهائية وقد شُرْذِمَت هذه الأُمَّة، ودُمِّرت، وفُكِّكَت، وطُمست هويتها الإسلامية، حتى لا يبقى لهذه الأُمَّة من الإسلام إلا اسمه، ولا من القرآن إلا رسمه... وغير ذلك. انظروا ما هو المخطط الصهيوني؛ لتعرفوا الصورة النهائية، والمسار واضح، والفوارق واضحة أيضاً.

يعني: عندما نتأمل واقع الأُمَّة ما قبل عشرين عاماً، كيف كان تفاعلها مع القضية الفلسطينية في كثيرٍ من الشعوب، ونلحظ الفارق اليوم، هناك شعوب فيها نقصٌ كبيرٌ جداً في مستوى تفاعلها، تعاطفها، تضامنها، مواقفها؛ ولهـذا تَجَرَّأت حتى الأنظمة أن تتَّخذ مواقف سلبية، أو يكون سقفها- دون موقف أصلاً- في مستوى بيانات، ولا مبالاة أبداً.

لذلك نحن في مواجهة عدو خطير، يستهدف الأُمَّة بكل أنواع الاستهداف، وبأخطر أنواع الاستهداف، هو عدوٌ مضل، عدو بكل ما تعنيه الكلمة، ويحمل أشد العداء لهذه الأُمَّة، وهو مُضِلّ، ومجرم، ومفسد، وهو يتحرك بكل الوسائل، يعني: لا يهدف فقط إلى السيطرة الجغرافية، ما يؤمِّن له حتى السيطرة الجغرافية، هو: السيطرة على هذه الأُمَّة في كل شيء: السيطرة حتى على الأفكار، على الثقافات، على التَّوَجُّهات، على الولاءات والعداوات، السيطرة على المستوى النفسي، وهذه سيطرة خطيرة للغاية، هو يعمل ذلك؛ لأنه عدو- كما قلنا- مُضِلّ، مفسد، والخطان متوازيان:

حرب صلبة، عسكرية، تدميرية، إبادة وقتل.

وفي نفس الوقت حرب ناعمة، مفسدة، مُضِلَّة، مؤثِّرة على النفوس والقلوب.

والله حذَّر هذه الأُمَّة، حذَّرها من الولاء لأولئك، وهم يريدون أن يحوَّلوها إلى أُمَّة موالية لهم، مع كل ما يفعلونه بها، مع كل مؤامراتهم عليها، والحالة واضحة، هناك الآن من يوالي أمريكا بكل وضوح، معظم الأنظمة توالي أمريكا علناً، جِهاراً نهاراً، بدون أي تردد، بشكلٍ واضح، ومكونات أخرى كثيرة من أوساط الشعوب، توالي أمريكا، تؤيِّد أمريكا، تقف مع أمريكا، ارتباطها بأمريكا ارتباط واضح في إطار أنشطتها ضد هذه الأُمَّة، وضد أحرار هذه الأُمَّة، والمسألة واضحة؛ ولهـذا عندما قال الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى': {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}[المائدة:51]؛ لِيُحَرِّم أشد التحريم الموالاة لهم؛ لأنها ضمن مخططهم الظالم، الإجرامي، المفسد، المدمِّر لهذه الأُمَّة من الداخل، ومؤثِّرة على واقع هذه الأُمَّة من الداخل.

التطويع كذلك: أن تتحول هذه الأُمَّة إلى مطيعة لهم، كيانات كبيرة في هذه الأُمَّة تتحرك بإمكاناتها كأنظمة، كحكومات، كجيوش وقوى، بما تمتلكه أيضاً، تتحرك مطيعةً لهم، فيما يريده الأمريكي، فيما يريده الإسرائيلي، وهو ما حذَّر الله منه سابقاً في القرآن الكريم: {إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ}[آل عمران:100]؛ لأنه تحرُّكٌ في إطار ضلال، وإفساد، وطغيان، وإجرام، وظلم، ضد كل قيم الحق والمبادئ الإلهية، ومكارم الأخلاق، ضد العدل والرحمة، تحرُّك في إطار ظالم، ومفسد، ومجرم، ومُضِلّ، وهي حالة واضحة جداً.

مثلاً: عندما نتأمل في هذه الخُطَّة من قِبَل الأعداء؛ لأن هذه إشكالية كبيرة في واقع الأُمَّة الداخلي، العدو الإسرائيلي لو كان المسار العسكري بالنسبة له تجاه هذه الأُمَّة، وهي- كما قلنا- أُمَّة كبيرة جداً، على نطاقٍ جغرافيٍ واسع، وكذلك أُمَّة كثيرة العدد، لو كان التَّوجُّه الأمريكي والإسرائيلي أن يخوض المعركة العسكرية مع هذه الأُمَّة في كل قُطْرٍ، وداخل كل قُطر في كل بلدة، كم سيكون ذلك مكلفاً للأعداء؟ العدو الإسرائيلي ونحن نراه في معركة غزَّة وهو يواجه مُعضِلة كبيرة جداً، وفي حالة عجز عن حسم هذه المعركة، والسيطرة التامة على قطاع غزَّة على مدى كل هذا الوقت، بالرغم من كل ما قد فعل وفعله معه الأمريكي؛ إذاً فالطريق الأيسر لتفكيك هذه الأُمَّة، لتدمير هذه الأُمَّة، لتهيئة هذه الأُمَّة للسيطرة التامة على المستوى العسكري مثلاً، هو: أن يعمل العدو الأمريكي والإسرائيلي، أن يتحرَّك اليهود- الذين يقودون هذا التَّوَجُّه العدائي ضد هذه الأُمَّة، والبقية أذرع لهم، وأدوات بأيديهم- أن يتحركوا في اتِّجاهات متعددة، من ضمنها ماذا؟ من ضمنها:

العمل على النفوس: إنهاء إرادة الموقف، إرادة القتال في نفوس أبناء هذه الأُمَّة، يعني: يحوِّل مئات الملايين من أبناء هذه الأُمَّة، إلى أناس غير مستعد أن يحمل بندقيته، أو سلاحه، ليواجه عدوه، يجعلهم تلقائياً يضعون السلاح، وغير مستعدين أن يتحرَّكوا لمواجهة ذلك العدو، هذا أسلوب خطير جداً، يقتل فيهم الروح المعنوية، والدوافع التي تحرِّكهم للتصدي له، أو لمواجهته، أو للوقوف بوجه عدوانه وطغيانه وإجرامه، يجمِّد لك مئات الملايين من أبناء هذه الأُمَّة؛ فترى من جماهيرها، من شبابها، من رجالها، من هم مفتول العضلات، في مكتمل البنيان والقوة، لكنه مع ذلك لا يمتلك مثقال ذرة من الروح المعنوية، والعزم، والدافع للتَّصدِّي لهم ولعدوانهم، وهذا إضعاف كبير لهذه الأُمَّة، هذه واحدة من الوسائل التي يستخدمونها في تكبيل أُمَّة كبيرة جداً؛ ثم يأتون هم بمستوى بسيط وبكلفة أقل للسيطرة عليها.

تحريك أيضاً فئات منها، من هذه الأُمَّة، جيوش، أو مكونات وقوى، لتقاتل معهم، تقاتل من يريدون منها أن تقاتله، تعادي من يريدون منهم أن تعاديه، تتحرَّك في هذا الاتِّجاه، أو في اتِّجاه أيضاً تنفيذ مخططات تدميرية؛ لتمزيق هذه الأُمَّة من الداخل، بالقتل والقتال تحت عناوين مناطقية، مذهبية... وغير ذلك، وكله في نفس الاتِّجاه.

هذا يخدم الأمريكي والإسرائيلي، هذا يُخَفِّف عليه الكثير من معركةٍ عسكرية لو افترضنا أنه سيحتاج إلى أن يخوضها من قُطر إلى قُطر، وبلد إلى بلد، وداخل كل بلد من بلدة إلى أخرى، هذا يُخَفِّف عليه الكثير.

وهكذا يتحرَّك من خلال الإضلال والإفساد، إلى أن يُفرِّغ هذه الأُمَّة من الرؤية الصحيحة، ومن التَّوجه والدوافع التي يمكن أن تُحَرِّكها لِلتَّصَدِّي له، فهو يستخدم الإضلال؛ لتكون هذه الأُمَّة أُمَّة بلا وعي، بلا بصيرة، بلا فهم صحيح، بلا مشاريع عمل صحيحة، تنقذها مما هي فيه، ويتحرَّك أيضاً على مستوى الإفساد والتمييع؛ لتحويلها إلى أُمَّة لا تحمل إرادة الموقف أبداً، مهما كانت هجمته، وليفصلها عن أي تحركٍ جاد.

ولـذلك فالمشروع القرآني هو مشروعٌ عظيم، ومشروعٌ ناجح في شعاره، في مقاطعته للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، في الثقافة القرآنية، التي تعالج كل هذه الاختلالات، ونشرح على نحوٍ من التفصيل، باختصار.

المشـــــروع القـــــرآني:

أولاً: لـه مســـار كبــــير ومؤثِّـــر:

في التعبئة، الأُمَّة بحاجة تعبئة؛ لأنها باردة، جامدة، مكبَّلة كما قلنا، جامدة، في التعبئة وإثارة السخط ضد الأعداء، وتحريك الناس عملياً في إطارٍ واسع.

وفي ترسيخ الشعور بالمسؤولية، والوعي بالواقع وبالعدو.

مشـــــروعٌ فعَّــــــال:

في البناء للأمة، وفي تطوير قدراتها:

والنموذج القائم اليوم، الذي يواجِه ما يمتلكه الأمريكي، وهو الذي قد وصل إلى ما وصل إليه من إمكانات وقدرات، شاهدٌ على ذلك.

في التَّصَدِّي الواعي في مختلف المجالات:

لأنه يبني حالة الوعي لدى من يتحرَّكون على أساسه، فيتحركون بوعي، يتحرَّك في المجال الإعلامي بوعي، يعرف الأعداء، يعرف مخططاتهم، لا يستغفلونه، لا يخدعونه، محصَّنٌ من أن يتأثر بهم، ومؤثِّر في كشف أباطيلهم، وضلالهم، وخداعهم، وزيفهم، يتحرَّك في المجالات الأخرى هكذا: بوعي، بفهمٍ صحيح.

في الثبات في مواجهة التحديات:

المشروع القرآني من أهم ما في: أنَّه يبني بناءً صلباً، على أرضية صلبة، على أرضية ثابتة، راسخة، ليس مشروعاً هشاً، ضعيفاً، يمكن أن يتلاشى أمام أي تحدٍ، أو أمام أي مخاطر، والمسيرة القرآنية في ما واجهته من تحديات، منذ بداية هذا المشروع وإلى اليوم، منذ 2001 وإلى اليوم، وهي تحديات كبيرة جداً، ومخاطر كبيرة جداً، ومن إمكانات في مستوى الصفر، إذا جئنا إلى الإمكانات المادية، لاسيَّما في مراحل البداية، كل هذا يشهد على أنَّه مشروعٌ عظيم، مشروعٌ قوي، ليس مشروعاً يمكن أن يتلاشى؛ لأنه واجه تحديات معينة، أو ظروفاً معقَّدة، أو واجه أعداء يمتلكون إمكانات هائلة، هذا المشروع وُوجِه بكل قوَّة، بكل قسوة، بكل جبروت، منذ بدايته، وُوجِه بالسجون والاعتقالات، وُوجِه بمختلف الضغوط، عندما انطلق من انطلق في هذا المشروع من بدايته، وُوجِهُوا بكل عدوانية، وُوجِهوا بكل أشكال الضغوط المتنوعة: باللوم، بالهجمات الإعلامية، بالقتل والقتال، بالسجون... بكل أنواع الاستهداف، وفي مستويات متعددة.

الأمريكي حرَّك أدواته في البلد، وتحرَّكوا بكل إمكاناتهم ضد هذا المشروع؛ وفشلوا في الأخير، على المستوى الإقليمي كذلك، تظافرت الجهود معهم بإيعاز وتوجيه من الأمريكي، ومع كل ما قد مضى، والذي قد مضى هو الكثير جداً من التفاصيل، والحروب، والأحداث، والهجمات الإعلامية، وكل أنواع المؤامرات والمكائد ضد هذا المشروع، تساقطت، وتهاوت، وفشلت، وسقط الكثير وفشلوا، ممن وقفوا بوجه هذا المشروع العظيم.

أيضاً في الثبات في مواجهة التحديات، وفي التحصين من الولاء للأعداء، ومن طاعتهم، ومن الانخداع لهم:

هذا المشروع القرآني أثبت فاعليته الكبيرة جداً، في تحصين من يتحرَّك على أساسه من الولاء لأمريكا ولإسرائيل، ومن الانخداع بهم، أو بمن يواليهم، والواقع يثبت ذلك، المنطلقون في إطار هذا المشروع محصَّنون أكثر من غيرهم في ذلك.

مـن أكـــبر المكــاسـب لهــذا المشـــروع هــو: تعزيز الثقة بالله تعالى:

وهذا أول المكاسب وأكبر المكاسب: يعيد فيك الثقة بالله، والثقة بوعد الله، والإيمان بالله، والثقة بوعيده، والثقة بهديه، بإرشاده، بتعليماته، أنها هي الحكمة، هي النور، هي الحق، هي الصواب، هي الخير، هي القوَّة، هي الفلاح، هي النجاح، هي السعادة في الدنيا والآخرة.

نتائجــــه قائـمـــة وواضحــــة:

في الموقف.

في التحرر من سيطرة الأعداء.

في صناعة نموذج خارج عن الوضعية العامة (وضعية غثاء السيل)، الوضعية التي يريدها العدو؛ هناك أُمَّة ناهضة، قائمة، تتحرك على أساس مبدأ: (ألَّا تخشى إلا الله، ألَّا يكون أحدٌ مستعبداً لها أبداً، فلا نكون عبيداً إلا لله، وأن تتحرك تحت سقف القرآن، وتوجيهات الله في القرآن الكريم).

مصداقيـــة ثابتــــة لـم تتغــــير مــع المتغــــيرات:

الموقف هو الموقف، هذا الشعار عبَّر عن ثقافة، وعن موقف، وعن توجه، وعن مسارٍ قرآنيٍ عمليٍ لم يتغير أبداً، لا في مراحل تمكين، ولا في مراحل صعوبات، لا أمام تهديدات، ولا تجاه إغراءات، بقي الموقف هو نفسه، لم يتغير أبداً، هناك الكثير ممن يتحركون حتى تحت عنوان حركات إسلامية، يتغيَّرون في ظروف أو مراحل معينة، كل هذا ببركة القرآن الكريم، وسر هذا الصمود، وهذا العزم، وهذه الثقة، هو: القرآن الكريم.

الأحداث تكشف صوابية هذا المشروع، وأثبتت أنَّه بتوفيقٍ من الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى':

ليس مشروعاً عبثياً لا تحتاج إليه الأُمَّة، بل يثبت الواقع الحاجة المُلِحَّة إليه، الأمريكي دائماً في كل هذه السنوات التي مضت، يبيِّن كم أنَّه عدو لهذه الأُمَّة، كم أنَّه خطر على هذه الأُمَّة، كم أنَّه شرّ على هذه الأُمَّة، والإسرائيلي كذلك.

شعبنا العزيز، يمن الإيمان، يمن الحكمة، يتحرَّك على أساس هدى الله 'سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى'، ومن واقع انتمائه الإيماني، والتف حول هذا المشروع على نحوٍ واسع، في موقفه العظيم، الذي يتحرَّك فيه في هذه المرحلة في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، في الوقت الذي تخاذلت معظم الأُمَّة، تخاذل فيه معظم الأُمَّة، وشعبنا ثابت على هذا الموقف بفاعلية وتأثير، في موقفٍ متكامل:

على المستوى العسكري: العمليات مستمرة، إلى عمق فلسطين المحتلة، ضد العدو الإسرائيلي، لم يتمكَّن العدو الأمريكي من إيقاف هذه العمليات، ولا من إضعاف القدرات.

في هذا الأسبوع، كان هناك عمليات: إلى يافا المحتلة، إلى عسقلان المحتلة، إلى قاعدة (نيفاتيم) في النقب المحتل، كان هناك عمليات بالصواريخ، وبالطائرات المسيَّرة.

في البحــــر، العمليات البحرية مستمرة، وهناك إغلاق تام في (البحر الأحمر، وباب المندب، وخليج عدن، والبحر العربي)، مسرح العمليات لقواتنا المسلَّحة، منع تام لمرور السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، وهناك تَوَقُّف، الإسرائيلي في حالة يأس من إمكانية عودته للاستفادة من الملاحة في البحر الأحمر عبر هذا المسار، الذي كان يعتمد عليه بشكل كبير، 40% من حركته في الملاحة البحرية كانت تعتمد على هذا المسار، وأُغْلِقت بوجهه؛ ولـذلك لا يزال ميناء أم الرشاش في حالة تعطيل، هناك حتى في هذه الأيام غلاء في الأسعار، يشكو منه العدو الإسرائيلي، وهي معاناة يستحقها.

فيمـــا يتعلــق بالتَّصـــدي للعــــدوان الأمريــكي المسانـــد للعـــدو الإسرائيلـي:

الاشتباك مستمر مع القطع البحرية المعادية، وعلى رأسها حاملات الطائرات، التي تعتمد تكتيك الهروب والمناورة في محاولة تفادي الضربات، هذا حالها في البحر، حال (ترومان)، وحال

أخر اخبار اليمن:

قيادي في الانتقالي الجنوبي : التحول من صعوبة إصدار أوامر القبض إلى تسييسها بسهولة في ظل القيادة الحالية

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
31

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 2009 days old | 398,005 Yemen News Articles | 964 Articles in May 2025 | 75 Articles Today | from 31 News Sources ~~ last update: 8 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


مقالات قمت بزيارتها مؤخرا



نص كلمة قائد الثورة بذكرى الصرخة وحول آخر التطورات الإقليمية والدولية - ye
نص كلمة قائد الثورة بذكرى الصرخة وحول آخر التطورات الإقليمية والدولية

منذ ٠ ثانية


اخبار اليمن

عاجل.. إيني تعتزم ضخ استثمارات تتجاوز مليار دولار لتعزيز إنتاج حقل ظهر في مصر - eg
عاجل.. إيني تعتزم ضخ استثمارات تتجاوز مليار دولار لتعزيز إنتاج حقل ظهر في مصر

منذ ٠ ثانية


اخبار مصر

افتتاح مهرجان العودة إلى الصيد في العقبة - jo
افتتاح مهرجان العودة إلى الصيد في العقبة

منذ ثانية


اخبار الاردن

فليتشر يدعو إسرائيل إلى رفع الحصار عن المساعدات لقطاع غزة - lb
فليتشر يدعو إسرائيل إلى رفع الحصار عن المساعدات لقطاع غزة

منذ ثانية


اخبار لبنان

 الوكيل يعلن تدشين أول مبنى ذكي وصديق للبيئة للغرف التجارية - eg
الوكيل يعلن تدشين أول مبنى ذكي وصديق للبيئة للغرف التجارية

منذ ثانية


اخبار مصر

إقليم كسروان- الفتوح الكتائبي: دعم أي لائحة بالانتخابات البلدية يعلن على الملأ من خلال بيان واضح - lb
إقليم كسروان- الفتوح الكتائبي: دعم أي لائحة بالانتخابات البلدية يعلن على الملأ من خلال بيان واضح

منذ ثانية


اخبار لبنان

الجيش الإسرائيلي يعلن احباط محاولة تهريب أسلحة من مصر - jo
الجيش الإسرائيلي يعلن احباط محاولة تهريب أسلحة من مصر

منذ ثانية


اخبار الاردن

نجوى كرم تكشف عن الاستعدادا الأخيرة لحفل ورود الدار اليوم صور - eg
نجوى كرم تكشف عن الاستعدادا الأخيرة لحفل ورود الدار اليوم صور

منذ ثانية


اخبار مصر

عرض جوانب الإنصاف والإصلاح للمرأة في القرآن في جناح الأزهر بمعرض الكتاب - eg
عرض جوانب الإنصاف والإصلاح للمرأة في القرآن في جناح الأزهر بمعرض الكتاب

منذ ثانيتين


اخبار مصر

هدفها إلغاء الأسلحة النووية.. من هي نيهون هيدانكيو اليابانية الفائزة بنوبل للسلام؟ - eg
هدفها إلغاء الأسلحة النووية.. من هي نيهون هيدانكيو اليابانية الفائزة بنوبل للسلام؟

منذ ثانيتين


اخبار مصر

 خواف والزمالك محتاج حد جريء .. هجوم ناري من أيمن يونس على بيسيرو - eg
خواف والزمالك محتاج حد جريء .. هجوم ناري من أيمن يونس على بيسيرو

منذ ثانيتين


اخبار مصر

بعد تقرير الصحة العالمية.. استشاري مناعة يحذر من انتشار الكوليرا - eg
بعد تقرير الصحة العالمية.. استشاري مناعة يحذر من انتشار الكوليرا

منذ ثانيتين


اخبار مصر

صنعاء.. فعالية خطابية للهيئة النسائية بمديرية سنحان وبني بهلول - ye
صنعاء.. فعالية خطابية للهيئة النسائية بمديرية سنحان وبني بهلول

منذ ثانيتين


اخبار اليمن

ضبط مخدرات بـ55 مليون جنيه بحوزة عناصر إجرامية في مطروح والإسماعيلية - eg
ضبط مخدرات بـ55 مليون جنيه بحوزة عناصر إجرامية في مطروح والإسماعيلية

منذ ثانيتين


اخبار مصر

انطلاق معارض أهلا رمضان بالمحافظات بدءا من فبراير المقبل - eg
انطلاق معارض أهلا رمضان بالمحافظات بدءا من فبراير المقبل

منذ ٣ ثواني


اخبار مصر

فرنسا: الأوروبيون يستعدون بالتنسيق مع واشنطن لفرض عقوبات جديدة ضد روسيا - eg
فرنسا: الأوروبيون يستعدون بالتنسيق مع واشنطن لفرض عقوبات جديدة ضد روسيا

منذ ٣ ثواني


اخبار مصر

لمدة 3 سنوات.. إعلامي يفجر مفاجأة بانتقال نجم دفاع الزمالك للأهلي - eg
لمدة 3 سنوات.. إعلامي يفجر مفاجأة بانتقال نجم دفاع الزمالك للأهلي

منذ ٣ ثواني


اخبار مصر

هل تتغير قواعد الاشتباك بعد الاعتداءات المتكررة على سوريا وماذا عن الردود المنتظرة والمتبادلة! - lb
هل تتغير قواعد الاشتباك بعد الاعتداءات المتكررة على سوريا وماذا عن الردود المنتظرة والمتبادلة!

منذ ٣ ثواني


اخبار لبنان

أوال إبراهيم لاعب نيجيريا: ننتظر الأفضل رغم الفوز على تونس - eg
أوال إبراهيم لاعب نيجيريا: ننتظر الأفضل رغم الفوز على تونس

منذ ٣ ثواني


اخبار مصر

صاروخ Alpha الأمريكي يفشل في إيصال قمر صناعي إلى المدار - ye
صاروخ Alpha الأمريكي يفشل في إيصال قمر صناعي إلى المدار

منذ ٤ ثواني


اخبار اليمن

يلاشوت.. بث مباشر مباراة نوتينجهام فورست وبرينتفورد في الدوري الإنجليزي الممتاز - ye
يلاشوت.. بث مباشر مباراة نوتينجهام فورست وبرينتفورد في الدوري الإنجليزي الممتاز

منذ ٤ ثواني


اخبار اليمن

 جحيم الفافيلا .. كيف غيرت المافيا البرازيلية حياة رافينيا للأفضل؟ - eg
جحيم الفافيلا .. كيف غيرت المافيا البرازيلية حياة رافينيا للأفضل؟

منذ ٤ ثواني


اخبار مصر

المسجد الحرام.. أجواء إيمانية تدعمها منظومة تشغيلية متكاملة لخدمة ملايين القاصدين - sa
المسجد الحرام.. أجواء إيمانية تدعمها منظومة تشغيلية متكاملة لخدمة ملايين القاصدين

منذ ٤ ثواني


اخبار السعودية

قوى الأمن: توقيف منفذي عمليات سرقة ونشل ضمن محافظتي الجنوب وجبل لبنان - lb
قوى الأمن: توقيف منفذي عمليات سرقة ونشل ضمن محافظتي الجنوب وجبل لبنان

منذ ٤ ثواني


اخبار لبنان

الذهب يهبط بنحو 3 عند تسوية تعاملات الخميس أمام قوة الدولار - iq
الذهب يهبط بنحو 3 عند تسوية تعاملات الخميس أمام قوة الدولار

منذ ٤ ثواني


اخبار العراق

إسرائيل تتأهب لمنع الاقتراب من قرى درزية في سوريا - sy
إسرائيل تتأهب لمنع الاقتراب من قرى درزية في سوريا

منذ ٤ ثواني


اخبار سوريا

خلاف بين نساء داخل مسجد يثير جدلا كبيرا في المغرب (فيديو) - ma
خلاف بين نساء داخل مسجد يثير جدلا كبيرا في المغرب (فيديو)

منذ ٤ ثواني


اخبار المغرب

حجة .. أمسيات في عدد من المديريات بالذكرى السنوية للصرخة - ye
حجة .. أمسيات في عدد من المديريات بالذكرى السنوية للصرخة

منذ ٤ ثواني


اخبار اليمن

إحالة اتفاقيات دولية إلى لجنة الشؤون التشريعية في مجلس النواب - eg
إحالة اتفاقيات دولية إلى لجنة الشؤون التشريعية في مجلس النواب

منذ ٥ ثواني


اخبار مصر

وزير الشئون الإسلامية السعودى: المرأة بلغت فى عهد الرئيس السيسى مكانة غير مسبوقة - eg
وزير الشئون الإسلامية السعودى: المرأة بلغت فى عهد الرئيس السيسى مكانة غير مسبوقة

منذ ٥ ثواني


اخبار مصر

بفارق 15 هدفا.. منتخب مصر يفوز على الكونغو برازافيل بأمم أفريقيا لكرة اليد - eg
بفارق 15 هدفا.. منتخب مصر يفوز على الكونغو برازافيل بأمم أفريقيا لكرة اليد

منذ ٥ ثواني


اخبار مصر

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.






لايف ستايل