اخبار اليمن
موقع كل يوم -المهرية نت
نشر بتاريخ: ٢٣ تموز ٢٠٢٥
في الموجة الثانية عشرة من العدوان الإسرائيلي على اليمن استخدمت إسرائيل ولأول مرة الطيران المسير في استهدافها ميناء الحديدة غربي البلاد، بحسب ما كشفته وسائل إعلامية عبرية.
تحولٌ لافت عن نمط الهجمات التي اعتمدها الاحتلال الإسرائيلي خلال العمليات السابقة على اليمن، والتي كان يستخدم فيها سلاح البحرية( سفن صاروخية ) أو مقاتلات جوية بأنواعها المختلفة.
ويرى محللون أن هذا التحول يعد مؤشرا على نهج جديد تتبعه إسرائيل في تعاطيها مع التهديدات التي تمثلها جماعة الحوثي، موضحين أن إسرائيل تسعى من خلال استخدام الطائرات المسيرة إلى تقليل الكلفة العسكرية، في ردع الحوثيين.
تقليل التكلفة العسكرية
بهذا الشأن يقول الصحفي والمحلل السياسي عبد الواسع الفاتكي، إن' الهجوم الذي استهدف ميناء الحديدة لم يأتِ عبر طائرات مأهولة كما جرت العادة في بعض عمليات الاستهداف في المنطقة ويعد هذا التحول مؤشرا على نهج جديد تتبعه إسرائيل في تعاطيها مع التهديدات التي تمثلها جماعة الحوثي، الذراع الإيراني في جنوب الجزيرة العربية'.
يضيف الفاتكي لـ' المهرية نت' يأتي هذا التحول التكتيكي في إطار سعي إسرائيلي لتقليل الكلفة العسكرية، حيث تتيح الطائرات المسيّرة تنفيذ عمليات دقيقة وفعالة بأقل تكلفة ممكنة مقارنة بالطائرات المأهولة أو الضربات الصاروخية بعيدة المدى، خاصة في ظل غياب خطوط تماس مباشرة بين إسرائيل والحوثيين، ما يجعل الاشتباك المباشر غير وارد'.
وبحسب الفاتكي فإن' هذه الضربة الجوية توضح أن إسرائيل باتت تعتمد العمل عن بعد باستخدام تقنيات عالية التطور لمواجهة تهديدات قادمة من مناطق نائية مثل اليمن ، دون الانجرار إلى مواجهات واسعة أو تحمل تبعات سياسية وعسكرية كبيرة'.
وأردف' كما أن استخدام المسيرات يوفر ميزة الحد من الخسائر المحتملة ، فحتى في حال تمكن الحوثيون من إسقاط إحدى هذه الطائرات ، فإن ذلك لا يمثل تهديدا نوعيا أو هزيمة رمزية لإسرائيل ، مقارنة بما قد يترتب على إسقاط طائرة مأهولة وسقوط طيار إسرائيلي في قبضة الحوثيين أو حلفائهم'.
وتابع' ينظر إلى هذه الهجمات- أيضًا- على أنها فرصة لإسرائيل لاختبار منظوماتها الجوية في بيئة عملياتية مختلفة ، وتجريب تقنيات مسيّراتها ضد أهداف مرتبطة بإيران ، ضمن مسرح بعيد ومعقد مثل اليمن'.
وأكد أن' إسرائيل تسعى من خلال هذا الأسلوب الجديد إلى توجيه رسائل ردع مباشرة للحوثيين دون الانخراط في مواجهة شاملة وتحجيم القدرات العسكرية للحوثيين وتقييد تحركاتهم البحرية والصاروخية وكسر رمزية الموانئ الحيوية كميناء الحديدة ، الذي يُستخدم في التهريب العسكري وتهديد الملاحة'.
وواصل' يؤشر هذا النهج- أيضا- إلى أن إسرائيل تتعامل مع الحوثيين كجزء من منظومة تهديداتٍ تقودها إيران في المنطقة، وترى أن استهدافهم لا يختلف استراتيجيا عن استهداف وكلاء طهران في لبنان أو سوريا أو العراق ، بل هو امتداد لذات المعركة بوسائل أقل تكلفة وأكثر دقة'.
تجريب أسلحة جديدة
في السياق يرى الصحفي والناشط السياسي وليد الجبزي أن' إسرائيل منذ السابع من أكتوبر خسرت الكثير من الأرواح والعتاد في حربها وحصارها المستمر لغزة ومن فيها من الأبرياء، واستخدامها الطيران المسير في الهجوم على ميناء الحديدة قد ينظر له من زوايا مختلفة، من ضمنها رغبة إسرائيل بعدم الخسارة في السلاح'.
وأضاف الجبزي لـ' المهرية نت' قد يحمل هذا الهجوم معاني أخرى منها استخدام إسرائيل لطيران مسير صنع جديدّا وبالتالي فهي تجعل من اليمن ساحةً لتجريب أسلحتها الجديدة ومدى تأثيرها، لتسجل تجربةً جديدةً في الصناعة'.
وأردف' من المعروف أن إسرائيل مؤخرًا دخلت في حرب مع إيران وسوريا وهذا الهجوم قد يوضح- نوعًا ماـ قلقها على مقاتلاتها وخوفها من المزيد من الخسارة في السلاح أو الأفراد الذين خسرت الكثير منهم في حربها على غزة'.
وتابع' تحاول إسرائيل أن ترد على أي تهديد يشكل عائقًا لها في المنطقة، دون أن تقحم عناصرها في الهجوم، في محاولةٍ لتوفير المزيد من الوقت والجهد والتكلفة'.
وواصل' سواء كانت إسرائيل قد استخدمت الطيران المسير أو غيره من الأسلحة في استهدافها ميناء الحديدة فهي قد شكلت خطرًا كبيرًا وأوقعت أضرارًا سيدفع ثمنها الإنسان اليمني'.
وقد سبق أن تعرض الميناء لسلسلة من الغارات الإسرائيلية خلال الفترة الماضية، بشكل مكثف، تحديدًا في موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى ردا على الهجمات التي تقوم بها جماعة الحوثي على ميناء إيلات ومطار بن غوريون.