برعاية عُمانية.. أول محاولة إيرانية لاختراق المناطق المحررة بمصانع "الكبتاجون"

كشفت السلطات الأمنية في محافظة المهرة تورط مليشيا الحوثي في محاولة إنشاء مصنع لإنتاج حبوب الكبتاجون المخدرة، فيما أكدت تصريحات حكومية تورط عُمان في الأمر.

وأعلنت شرطة مديرية شحن الحدودية مع سلطنة عُمان، الخميس، إحباط محاولة إنشاء مصنع لإنتاج حبوب الكبتاجون المخدرة ومواد مخدرة أخرى، وذلك قبل بدء تشغيله الفعلي، حيث تم العثور على معدات وآلات حديثة ومختبر مجهز كان قيد الإعداد لبدء التصنيع.

وأوضحت أن الطاقة الإنتاجية للمصنع، في حال تشغيله، كانت ستصل إلى نحو 35 ألف حبة كبتاجون في الساعة و13 كيلوغرامًا من مادة الشبو يوميًا، وهي كميات كبيرة تهدد الأمن المحلي والإقليمي، بحسب الإعلام الأمني التابع لأمن المهرة.

وقالت شرطة شحن إن ضبط المصنع استند إلى تحرٍ ومتابعة استخباراتية استمرت عدة أسابيع، وأسفرت عن ضبط ستة متهمين يمنيين، والكشف عن متورطين آخرين من دول عربية.

وقال مدير عام شرطة محافظة المهرة، العميد مفتي صموده، خلال اتصال مع وزير الداخلية اللواء الركن إبراهيم حيدان، إن بعض المتهمين الستة المضبوطين على ارتباط بعناصر حوثية، وآخرين من جنسيات عربية، ضمن شبكة إجرامية إقليمية منظمة.

في حين كشف وزير الداخلية حيدان، في تصريحات لقناة 'الحدث'، عن تورط سلطنة عُمان في الحادثة، موضحًا أن معدات المصنع الذي تم ضبطه في المهرة دخلت عبر منفذ شحن الحدودي مع عُمان، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية في المحافظة كانت على علم بذلك.

وبرر الوزير تغاضي الأجهزة الأمنية في المهرة عن دخول هذه المعدات لكشف الشبكة التي تقف خلف إنشاء المصنع، إلا أنه اعتبر أن ذلك يؤكد وجود اختراق داخل منفذ شحن الحدودي.

وأشار وزير الداخلية إلى أن إيران حوّلت صناعتها للمخدرات، وعلى رأسها الكبتاجون، من سوريا عقب سقوط نظام الأسد أواخر العام الماضي، نحو اليمن عبر ذراعها المتمثل بمليشيا الحوثي الإرهابية.

وأوضح أن إيران بدأت خلال الأشهر الماضية بتصدير الخبراء ومكونات المصانع إلى اليمن على دفعات، بهدف تحويل البلاد إلى بؤرة للمخدرات بدلاً عن سوريا.

وكشف وزير الداخلية عن ضبط خبيرين، أحدهما سوري والآخر لبناني، قبل نحو ثلاثة أشهر في العاصمة عدن، كانا في طريقهما إلى مناطق سيطرة مليشيا الحوثي لإنشاء أحد مصانع الكبتاجون هناك.

وبيّن أن الخبيرين اضطرا للتوجه إلى مناطق سيطرة المليشيا عبر المناطق المحررة بسبب توقف مطار صنعاء جراء الضربات الإسرائيلية، لافتًا إلى أن ضبطهما جرى بعد رصد ومتابعة أمنية دقيقة.

وتتطابق هذه التصريحات مع تصريحات سابقة لمدير أمن العاصمة عدن، اللواء مطهر الشعيبي، أواخر يونيو الماضي، كشف فيها عن وجود مصنع كبير لإنتاج الحبوب المخدرة في محافظة المحويت الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي.

وأكد الشعيبي حينها أن المصنع، الذي تديره قيادات حوثية، يشبه في طبيعته المصانع التي كانت تنشط في سوريا، موضحًا أن هذا الكشف جاء من خلال التحقيق مع أحد المضبوطين في تجارة المخدرات من قبل إدارة الأمن، ويحمل جنسية إحدى الدول العربية.