جيل لا يعرف الحياة بلا إنترنت.. كيف يفكر أطفال ألفا؟

بينما لا يزال علماء الاجتماع يدرسون صفات وتطورات جيل زد، ظهر جيل ألفا الذي يبدو أنه سيقلب الموازين ويفرض حضوره بسمات مختلفة التي ربما تغير المجتمع بالتدريج، بحسب سيدتي.

وللتعرف أكثر على جيل ألفا علينا أن نبدأ بتحديد الفئة العمرية و السمات المميزة لهم، وكيف لهم أن يضعوا بصمتهم الاجتماعية و السلوكية.

من هو جيل ألفا؟

جيل ألفا هو الجيل الذي يلي جيل زد، ويضم الأفراد المولودين تقريبًا بين 2010 و2024. حسب تعريف investopedia هذا الجيل يتميز بصفات فريدة خاصة لأنه ولد بالكامل في عصر التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي، حتى أنهم لا يعرفون الحياة بدون التواصل الافتراضي والإنترنت. ويرى الخبراء أن أبناء جيل ألفا لديه فرص رائعة ولكنه في الوقت عينه يواجه تحديات.

عادة آباء جيل ألفا هم أبناء جيل الألفية، ولذلك هو امتداد للأجيال السابقة ولكن بفضل طبيعة حياته تمكن أن يُضيف بُعدًا جديدًا في سرعة التغيير والتفاعل الرقمي.

سمات جيل ألفا

طبيعة الحياة الرقمية التي عاشها جيل ألفا منذ أن ولد خطت صفاته بشكل كبير و التي بدت مختلفة عن الأجيال السابقة. تعرفي عليها في الآتي:

الرقمنة و التفاعل

لقد نشأ أفراد هذا الجيل في بيئة قائمة على التكنولوجيا في جميع مناحي الحياة: الهواتف الذكية، الأجهزة اللوحية، الإنترنت فائق السرعة، والتطبيقات الذكية.

ولهذا، فإن هذا الجيل يتمتع بقدرات متطورة في عمر مبكر، ويمكنهم استخدام التطبيقات الرقمية بمهارة، والتنقل بين الشاشات، والقدرة على التكيف مع أدوات التكنولوجيا الجديدة بشكل أسرع من الأجيال السابقة، ولذلك كانوا الأسرع في التعامل مع الذكاء الاصطناعي.

الوعي البيئي والمجتمعي

إذا كان أبناء جيل زد يتمتعون بوعي فيما يخص القضايا البيئية والمجتمعية، فإن جيل ألفا هم أكثر الأجيال التي تهتم بمفاهيم حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة بل ويرون في هذا الاتجاه ضرورة لبقاء الإنسان على الأرض. وبحسب دراسة حديثة نُشرت في mccrindle أن الأجيال القادمة، بمن فيهم ألفا، ستواجه كوارث مناخية متزايدة مقارنة بالأجيال السابقة، وهو ما يدفعهم لأن يكونوا أكثر وعيًا بالحاجة إلى حلول بيئية عادلة.

تقبل التعددية و الاختلاف

جيل زد منفتح عن الأجيال السابقة في تقبل مفاهيم التنوع، ولكن يبدو أن هذا الاتجاه سيشهد مزيدًا من الانفتاح، فمن المتوقع أن يكون جيل ألفا الأكثر تنوعًا عرقيًا وثقافيًا في التاريخ. وهذا المسار ربما يحد من الصراعات في المستقبل لذلك فإن التعددية و التنوع من السمات المبشرة في جيل ألفا.

الاعتماد على التكنولوجيا

جيل ألفا لا يستخدم التكنولوجيا فقط، بينما يعتمد عليها بشكل كلي، فهي جزء أصيل من هويته اليومية. مثلًا نلاحظ أن هذا الجيل يلعب على الهاتف ويتواصل عبر تطبيقات رقمية، حتى التعلم بات بأنماط رقمية وبعضه عن بُعد.

العادات الاجتماعية

يختلف جيل ألفا عن من سبقوه في القيام بالعادات الاجتماعية التقليدية، فنلاحظ أنهم قد يتأخرون في الزواج أو الرغبة في الانتقال إلى سكن مستقل.

ما هو متوقع لجيل ألفا في المستقبل؟

السمات السابق ذكرها لن تذهب هباءً بينما تشكل المستقبل وتغير ملامحه، ويمكن رصد هذا التغيير في التالي:

القوة الاقتصادية

يتوقع الخبراء أن يكون لجيل ألفا قوة اقتصادية لافتة، كما أنه يطرح نماذج مختلفة للاستهلاك، بعض التقديرات تشير إلى أنهم قد يمتلكون قوة شرائية بالمليارات.

كما أن الشركات ستسعى إلى استهدافهم من عمرٍ صغير، عبر الحملات الرقمية والتسويق الموجه، لأنهم أصحاب قرار ليس تابعين كأجيال سابقة.

صحيح أن جيل زد يميل إلى التعلم الذاتي والتعليم عن بُعد، لكن يبدو أن جيل ألفا سيتفوق عليه في هذا الصدد. يشير الخبراء إلى أن جيل ألفا سيُعيد صياغة مفهوم التعليم، وسنلاحظ بروز مصطلحات مثل: التعلم المستمر، التعلم عبر الإنترنت، والتعلم المدمج بين الواقع الافتراضي والحقيقي.

الابتكار والتكنولوجيا

الجيل الذي ولد بالكامل في الثورة التكنولوجية من المتوقع أن يكون الجيل الأكثر استخداما وتطويعًا للتكنولوجيا، كما أنه جيل يتميز بالابداع والابتكار لحلول المشكلات المعاصرة، مثلًا سنشهد مزيدًا من تطبيقات الصحة الذكية إلى أدوات الذكاء الاصطناعي لتسهيل الحياة اليومية.

التأثير الاجتماعي والسياسي

مع وعيهم البيئي والاجتماعي، من المحتمل أن يشاركوا في حركات التغيير المدني والمطالبة بعدالة بيئية واجتماعية. قد يظهر هذا في أساليب جديدة للضغط الاجتماعي، مثل استخدام المنصات الرقمية لنشر مبادرات التغيير والاعتراض على السياسات غير العادلة.

لايزال جيل ألفا محل دراسة من قبل الباحثين ومن المتوقع أن يتم اكتشاف المزيد عن أسرارهم واختلافهم عن الأجيال السابقة، وهذا التغيير لن يقف عند هذا الجيل بل سيغير سلوكيات المجتمع ككل.