اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٩ تموز ٢٠٢٥
صنعاء (الجمهورية اليمنية) -أحمد الأغبري - أعلنت جماعة “أنصار الله” (الحوثيون)، مساء الأربعاء، مسؤوليتها عن استهداف سفينة الشحن إيترنيتي سي، مشيرة إلى أنها “كانت متجهة إلى ميناء أم الرشراش (إيلات) في فلسطين المحتلة، ما أدى إلى إغراقها”. وأضافت الحركة أن عددًا من أفراد طاقم السفينة تم إنقاذهم ونقلهم إلى موقع آمن، دون تقديم تفاصيل إضافية، وفقا للقدس العربي.
وفي بيان رسمي، قال المتحدث العسكري باسم الجماعة، العميد يحيى سريع، إن العملية نُفذت باستخدام زورق مسيّر وستة صواريخ مجنحة وباليستية، مؤكّدًا أن “العملية موثّقة بالصوت والصورة”.
وأوضح أن “قوات خاصة من البحرية اليمنية تحركت عقب العملية لإنقاذ عدد من أفراد الطاقم، وتقديم الرعاية الطبية لهم، قبل نقلهم إلى مكان آمن”.
وأشار سريع إلى أن استهداف السفينة جاء بسبب “استئناف الشركة المالكة والسفينة نفسها التعامل مع ميناء أم الرشراش، في انتهاك لقرار الحظر المفروض من قبل القوات البحرية اليمنية”، مضيفًا أن السفينة تجاهلت التحذيرات السابقة.
وجدّد سريع التأكيد على استمرار عملياتهم الهادفة إلى “منع حركة الملاحة المرتبطة بإسرائيل في البحرين الأحمر والعربي”، محذرًا الشركات التي تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية من أن “سفنها وطواقمها ستكون عرضة للاستهداف، بغض النظر عن وجهتها”.
وأكد أن هذه الهجمات تهدف إلى “إجبار العدو الصهيوني ومن يدعمه على رفع الحصار عن غزة ووقف العدوان”، معتبرًا أن ما يجري في القطاع “جريمة إبادة تتم على مرأى ومسمع العالم”.
وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، أكدت تقارير غرق السفينة إيترنيتي سي في البحر الأحمر، بعد استهدافها لعدة أيام قبالة سواحل الحديدة اليمنية. وكانت السفينة ترفع علم ليبيريا وتملكها جهة يونانية. وقد ارتفع عدد القتلى من طاقمها إلى أربعة.
ويأتي غرق إيترنيتي سي بعد أقل من 48 ساعة على إعلان الحوثيين مسؤوليتهم عن غرق سفينة الشحن ماجيك سيز، بدعوى انتهاك الحظر الذي تفرضه الجماعة على دخول السفن إلى الموانئ الإسرائيلية، دعمًا لغزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر 2023.
من جانبها، أعلنت المهمة البحرية الأوروبية “إسبيدس”، الأربعاء، إنقاذ ستة من أفراد طاقم إيترنيتي سي، فيما أفادت شركة “لويدز ليست” البريطانية بمقتل أربعة بحارة في الهجوم.
وذكرت الشركة أن السفينة اختفت عن الرادار الساعة 7:00 صباح 9 يوليو، ولم يُعثر عليها بعد ذلك. ووفقًا للمصدر ذاته، كان على متن السفينة 22 بحارًا وثلاثة حراس مسلحين. من بين هؤلاء، قفز 21 فردًا إلى البحر عقب الهجوم، وأنقذت سفينة الاستجابة الإقليمية الباهية – التي ترفع علم جيبوتي – خمسة منهم، فيما أنقذ آخر لاحقًا، ولا يزال 15 في عداد المفقودين.
وأشارت “لويدز ليست” إلى أن كلًا من إيترنيتي سي وماجيك سيز كانتا ضمن أساطيل تجارية زارت الموانئ الإسرائيلية خلال العام الماضي.
وفي تقرير لمجلة ذا مارتيم إكزيكيوتيف الأمريكية، نقل عن شركة “فانغارد تيك” المتخصصة في إدارة المخاطر البحرية، أن السفينة بدأت بالغرق صباح 9 يوليو، ما دفع الطاقم إلى مغادرتها انتظارا للإنقاذ.
وقال إيلي شفيق، رئيس قسم الاستخبارات في الشركة، إن “توقف هجمات الحوثيين لا يعني بالضرورة تراجع النوايا؛ فطالما استمر النزاع في غزة، ستبقى السفن المرتبطة بإسرائيل – سواء بشكل فعلي أو متصور – عرضة لمخاطر متزايدة”.
وأفادت الشركة بأن مالك السفينة لديه عدد من السفن الأخرى التي رست في موانئ إسرائيلية مؤخرًا، منها إتش إس إل نيك التي وصلت إلى ميناء حيفا الشهر الماضي، وسفينة فيث التي رست في ميناء أسدود في نوفمبر الماضي.
وكان الحوثيون قد هددوا سابقًا بمهاجمة مصالح الشركات المالكة لأي سفن تتعامل مع إسرائيل، ولم يتراجعوا عن تهديدهم رغم التوصل إلى اتفاق تهدئة جزئي مع الولايات المتحدة بداية هذا العام.
وفي تصريح آخر، شدّد رئيس المجلس السياسي الأعلى للجماعة، مهدي المشاط، مساء الثلاثاء، على التزام الحوثيين بحرية الملاحة “لكل من لا يدعم الكيان الصهيوني”، مؤكدًا إنشاء مركز عمليات إنساني للتنسيق مع شركات الملاحة لتقليل الأضرار.
ودعا المشاط شركات الملاحة إلى الالتزام بتعليمات القوات المسلحة اليمنية، محذرًا من أن “من يتجاهل هذه التعليمات يتحمل المسؤولية”.
وكان الحوثيون قد استأنفوا هجماتهم البحرية مطلع الأسبوع الجاري بعد توقف دام نحو سبعة أشهر. وأكدت الجماعة في وقت سابق أنها استهدفت حتى منتصف ديسمبر الماضي 216 سفينة مرتبطة أو متجهة إلى إسرائيل، بما في ذلك سفن أمريكية وبريطانية، في إطار حملتها التضامنية مع غزة.
وتُعد سفينة إيترنيتي سي رابع سفينة تُغرق منذ بداية الهجمات الحوثية في البحر الأحمر. فقد سبقتها السفينة البريطانية روبيمار التي غرقت في مارس بعد استهدافها في فبراير، والسفينة اليونانية توتور التي غرقت في 18 يونيو، بالإضافة إلى استهداف ناقلة النفط سونيون التي اشتعلت فيها النيران في أغسطس.
وأعربت وزارة الخارجية الأمريكية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة عن قلقهم من تصاعد الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، محذّرين من انعكاسات ذلك على أمن الملاحة الإقليمية.
وقالت وكالة “أسوشيتدبرس” إن “الهجمات البحرية الأخيرة تتزامن مع مرحلة حساسة في الشرق الأوسط، حيث يتوقف احتمال التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس على خيط رفيع”.