اخبار اليمن
موقع كل يوم -الخبر اليمني
نشر بتاريخ: ١٤ كانون الأول ٢٠٢٥
أعاد الهجوم الذي استهدف الجالية اليهودية في مدينة سيدني الأسترالية، اليوم الأحد، فتح النقاش حول توظيف الأحداث الأمنية خارج فلسطين في خدمة رواية كيان الاحتلال، ولا سيما في ظل العدوان المستمر على قطاع غزة وما خلّفه من عزلة سياسية متزايدة لحكومة الاحتلال.
وبينما سارع الإعلام العبري إلى إبراز الحادثة ضمن خطاب 'معاداة السامية' وتقديم إسرائيل في صورة الضحية، تتصاعد تساؤلات حول البعد السياسي والإعلامي للهجوم، وحدود استثماره في إعادة تشكيل الرأي العام الدولي وصرف الأنظار عن الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين.
من جانبه، قال أستاذ حلّ النزاعات والخبير في الشؤون الإسرائيلية علي الأعور إن الحادثة، قد تشكّل نقطة تحوّل في المشهدين السياسي والأمني، ليس في قطاع غزة فحسب، بل على مستوى الشرق الأوسط ككل.
وأشار إلى أن ردود الفعل الرسمية الإسرائيلية ما تزال محدودة، ولم تتجاوز حتى الآن التصريحات التقليدية الصادرة عن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، والتي ربط فيها الهجوم بما يصفه بـ'تصاعد معاداة السامية'، دون تقديم موقف سياسي أو أمني متكامل.
في السياق ذاته، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي روايات تشكك في خلفيات الهجوم، معتبرين أنه قد يكون «مدبرًا أو مفتعلًا» بهدف استدرار تعاطف الرأي العام العالمي بعد الجرائم المرتكبة في غزة.
وذهب بعضهم إلى اتهام أجهزة الاحتلال بالوقوف خلف الحادثة، مستندين إلى ما وصفوه بسوابق تاريخية للحركة الصهيونية في التضحية بيهود عندما تقتضي المصلحة السياسية أو العسكرية ذلك، في إشارة إلى حادثة تفجير فندق الملك داود في القدس.
من جهته، قال الصحفي والمحلل السياسي فايد أبو شمالة إن تسارع حسابات مرتبطة بالموساد الإسرائيلي إلى وصف منفذي هجوم سيدني بـ«الجهاديين»، قبل صدور أي نتائج رسمية للتحقيقات الأسترالية أو الكشف عن هوية المنفذين، يثير تساؤلات جدية حول ما جرى.
وتساءل أبو شمالة عبر حسابه على منصة إكس: 'هل يسعى الاحتلال من خلال هذا الخطاب إلى استعادة دور الضحية وكسب تعاطف العالم بعد حرب الإبادة في غزة؟'، معتبرًا أن توقيت الهجوم ومكانه وطريقته تحقق أهدافًا سياسية تصب في مصلحة نتنياهو قبيل زيارته المرتقبة إلى الولايات المتحدة.
وأضاف أن نتنياهو سيحمل معه صور الهجوم إلى جولته في أمريكا، لاستخدامها في مخاطبة الجاليات اليهودية ووسائل الإعلام، في محاولة لإعادة تقديم اليهود بوصفهم الضحايا، وصرف الأنظار عن جرائم القتل والتجويع والحصار في غزة، وتعطيل الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
وأشار إلى أن تصريحات وزير جيش الاحتلال يوآف كاتس، التي قال فيها: «سنواصل الوقوف إلى جانب الجاليات اليهودية في العالم، ودعمها، ومكافحة معاداة السامية بكل قوة وفي كل زمان ومكان»، تعكس – بحسب تعبيره – توظيفًا عالميًا للحدث، لا يقتصر على يهود أستراليا، ما يعزز فرضية الاستثمار السياسي للحادثة.
وشدد مراقبون على أن المقاومة الفلسطينية لا تستهدف اليهود خارج فلسطين، ولا تخوض صراعًا دينيًا، بل تحصر مقاومتها في مواجهة المشروع الصهيوني والاحتلال الإسرائيلي داخل الأراضي الفلسطينية، بغضّ النظر عن الخلفية الدينية أو العرقية للجنود والمستوطنين.
كما أكدت مراكز وجاليات إسلامية حول العالم، من بينها مجلس الأئمة في أستراليا، إدانتها الفورية لأي هجمات تستهدف المدنيين، محذّرة من استغلال مثل هذه الأحداث لتبرير جرائم الاحتلال أو تبييض صورته أمام الرأي العام العالمي.
وشهدت أستراليا صباح اليوم الأحد، هجومًا مسلحًا استهدف الجالية اليهودية في أول أيام عيد 'الحانوكا'، حيث ارتفعت حصيلة القتلى في حادثة إطلاق النار التي وقعت قرب شاطئ 'بوندي' في سيدني إلى 12 قتيلًا، إضافة إلى عدد من الجرحى، نُقل 13 منهم على الأقل إلى المستشفيات.













































