اخبار اليمن
موقع كل يوم -الأمناء نت
نشر بتاريخ: ٢٦ نيسان ٢٠٢٥
في مثل هذا اليوم، تحل الذكرى الواحدة والثلاثون لحدث مأساوي في تاريخ الجنوب، ذلك الاحتلال الذي سعى لطمس هوية شعبه ونهب مقدراته. غير أن إرادة الجنوبيين حوّلت هذا اليوم إلى رمز للنضال، وإعلان لفك الارتباط في 21 مايو 1994، الذي أعلنه الرئيس علي سالم البيض، رافضاً محاولات فرض الوحدة بالقوة المسلحة من قوى الجمهورية العربية اليمنية.
ومع هذا الإعلان، بدأ الجنوبيون مرحلة جديدة من الكفاح لاستعادة دولتهم المستقلة، رافضين نتائج حرب 1994، ومعتمدين شرعية قانونية لاستعادة وبناء دولتهم على أسس حديثة.
وفي هذه المناسبة، جدد المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي التزامه الوطني بالعمل لتحقيق أهداف ثورة الجنوب التحررية، وإنجاز مشروع فك الارتباط، وإرساء دعائم الدولة الجنوبية الفيدرالية الحديثة، المبنية على قيم المواطنة والعدالة والمساواة والشراكة الوطنية التي أرساها الميثاق الوطني الجنوبي.
حرب صيف 94.. غزو ممنهج لإسقاط دولة الجنوب
أكد سياسيون جنوبيون أن الجنوب اليوم ليس كما كان بالأمس؛ فقد بات يمتلك قوة عسكرية وسياسية بفضل القيادة الحكيمة للرئيس الزُبيدي. وأشاروا إلى أن الجنوب يدير شؤونه الذاتية، ويبني مؤسساته رغم التحديات، وأن الطريق إلى استعادة دولة الجنوب الفيدرالية أصبح أقصر من أي وقت مضى.
وشددوا على أن حرب صيف 1994 لم تكن نزاعاً أهلياً بل غزواً عسكرياً استهدف الأرض والشعب والدولة والهوية، معتبرين أن الاعتراف الإقليمي والدولي المتزايد بالجنوب اليوم، يعزز فرص تحقيق الحل العادل لقضيته الوطنية.
شهادات النخبة حول آثار الاحتلال اليمني
الأوضاع العسكرية... تفاوت في القوة
صرح الأستاذ رشدي العمري، مدير التوجيه المعنوي في المركز الإعلامي الجنوبي والمتحدث الرسمي باسم العميد محسن الوالي، أن الشمال تمتع بتفوق عددي وتسليحي خلال حرب 1994، بينما واجه الجنوب الحرب بإمكانات محدودة، ما أدى إلى فرض الوحدة بالقوة العسكرية بعد معارك شرسة خاصة في عدن.
الانهيار الاقتصادي بعد حرب الخليج
من جانبه، أوضح الدكتور سامي محمد قاسم نعمان، رئيس قسم العلوم السياسية والمحلل الاقتصادي، أن الأوضاع الاقتصادية قبل الحرب كانت مستقرة رغم بعض الاختلالات، إلا أن حرب الخليج الثانية أثرت سلباً، بعد طرد مليون مغترب جنوبي من دول الخليج، ما أدى إلى انخفاض التحويلات وزيادة العجز في العملة الصعبة وارتفاع البطالة.
أوضاع إنسانية متدهورة
وأكدت الدكتورة سهير علي أحمد، رئيس هيئة المرأة المساعدة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي، أن الجنوب عانى من أوضاع إنسانية مأساوية بعد حرب 1994، حيث أصبح الحصول على الغذاء والماء من أبسط الحقوق صعب المنال بفعل العدوان اليمني.
تدمير ممنهج للقطاع الصحي
وفي الشأن الصحي، أشار الدكتور سالم الشبحي، وكيل قطاع الصحة العامة والسكان، إلى أن الجنوب كان يمتلك قبل الحرب نظاماً صحياً متطوراً وكادراً مؤهلاً، لكن بعد الحرب تعرضت المرافق الصحية للتدمير الممنهج، وتدهورت الخدمات مع هجرة الكوادر بسبب توقف المرتبات وسوء الأوضاع العامة.
لا تراجع عن خيار استعادة الدولة
أكد المجلس الانتقالي الجنوبي أن خيار استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة خيار استراتيجي لا رجعة عنه مهما كانت التضحيات.
وشدد الشعب الجنوبي في هذه المناسبة على تمسكه بالمكتسبات الوطنية التي تحققت بفضل قيادته الشرعية، وإصراره على تحقيق الهدف المنشود في بناء دولته المستقلة.
وفي الختام، سيظل يوم 27 أبريل محفوراً في ذاكرة كل جنوبي حر، وستبقى استعادة الدولة الجنوبية هدفاً مشروعاً تدعمه عدالة القضية، وإرادة رجال الجنوب الأوفياء مهما اشتدت الصعوبات والتضحيات.