اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٤ أب ٢٠٢٥
شهدت مدينة لندن بولاية أوهايو الأمريكية حدثًا استثنائيًا في عالم الإنجاب، تمثل في ولادة طفل من جنين تم تجميده لأكثر من ثلاثين عامًا. ليندسي بيرس (35 عامًا) وزوجها تيم بيرس (34 عامًا) استقبلا مولودهما 'ثاديوس' في السادس والعشرين من يوليو 2025، بعد سبع سنوات من محاولات الإنجاب غير الناجحة، ليقررا تبنّي جنين محفوظ منذ عام 1994 من خلال وكالة متخصصة في 'تبنّي الأجنة'، بحسب الرجل.
وبحسب ما أوردته مجلة MIT Technology Review، فإن الجنين قد جرى تخصيبه عبر عملية التلقيح الصناعي (IVF)، التي تقوم على استخراج البويضات من مبيض المرأة وتخصيبها بالحيوانات المنوية خارج الجسم، ثم تجميد الأجنة الناتجة لحين استخدامها. وقد تمّ نقل الجنين إلى رحم ليندسي بنجاح، لتبدأ رحلة حمل مكتملة انتهت بولادة سليمة، رغم تجميد الجنين لأكثر من ثلاثة عقود. يُذكر أن هذه ليست الحالة الأولى من نوعها، إذ تمكّن زوجان آخران سابقًا من إنجاب توأم من جنينين مجمدين منذ ثلاثين عامًا، لكن حالة 'ثاديوس' تؤكد قدرة الأجنة المجمدة منذ التسعينيات على الحياة في حال توفرت الظروف المثالية.
هل يؤثر عمر الجنين المجمد على صحة المولود؟
رغم أن ولادة طفل من جنين مجمّد منذ عام 1994 قد تُثير القلق بشأن المخاطر الصحية المحتملة، فإن الأطباء يؤكدون أن عمر الجنين المجمد لا يُعد عاملاً سلبيًا. الدكتور ألوك باتيل، طبيب الأطفال المعتمد والمشارك في تحليل الحالة دون أن يكون ضمن الفريق المعالج، أوضح أن 'الأجنة المجمدة والمحفوظة بطريقة صحيحة، والتي تمر بمرحلة فحص دقيق بعد إذابتها، تكون بصحة جيدة تمامًا كالأجنة الحديثة'.
وأضاف باتيل أن تقنيات التجميد الحديثة تتيح الحفاظ على البنية الجينية وسلامة الخلايا، وهو ما يضمن نسب نجاح عالية في الحمل، خاصة إذا جرت عملية النقل إلى الرحم بشكل سليم. وتُعد هذه الولادة واحدة من أقدم الحالات المعروفة لنجاح التلقيح باستخدام جنين مجمد، وتفتح الباب أمام الكثير من العائلات لتبنّي أجنة محفوظة منذ سنوات طويلة في بنوك التجميد. ورغم ذلك، فإن الهدف الرئيسي لأسرة بيرس لم يكن تسجيل رقم قياسي أو خوض تجربة غير مسبوقة، بل ببساطة تحقيق حلم الأبوة بعد سنوات من الانتظار، كما أوضحت ليندسي في بيان لوكالة 'أسوشيتد برس'.
هل يُعد تبنّي الأجنة المجمدة حلًا لعقم الأزواج؟
ما يُميّز تجربة بيرس هو أنها جاءت بعد محاولات متعددة للإنجاب، ما يجعل التوجه نحو تبنّي أجنة مجمّدة خيارًا واقعيًا وواعدًا للعديد من الأزواج الذين يواجهون تحديات الخصوبة. المشروع الذي تبنّاه الزوجان تم من خلال وكالة 'تبنّي الأجنة'، وهي واحدة من الوسائل المتاحة في الولايات المتحدة للعائلات الراغبة في تجربة الأبوة من دون تبرّع مباشر بالبويضات أو الحيوانات المنوية.
من جهتها، أوضحت الجمعية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد أن عمليات التلقيح الاصطناعي شهدت تطورًا كبيرًا منذ تسعينيات القرن الماضي، وأن تقنيات التجميد باتت أكثر أمانًا واعتمادية. ويؤكد المختصون أن المستقبل قد يحمل توجهًا أكبر نحو استخدام الأجنة المجمدة، خاصة مع تزايد عددها في المختبرات العالمية، وتنامي الاهتمام بتوفير حلول بديلة وغير مكلفة نسبيًا للإنجاب. في هذا السياق، تُعتبر قصة الطفل 'ثاديوس' تجسيدًا واقعيًا لإمكانية دمج التكنولوجيا الطبية مع الخيارات الإنسانية، لتقديم الأمل للعائلات حول العالم.