(سياحة الثلوج).. ملاذ لعشاق المغامرة والرفاهية

نحن لا نبحث عن الثلج لبرودته، بل لأنه يحمل في طياته دفء المغامرة، ولحظات لا تُنسى من التجارب الغنية، حيث تتزين الجبال برداء أبيض نقي، وتتراقص الأشجار تحت وقع الرياح الباردة، فيصبح السفر باباً لكتابة ذكريات مميزة في دفتر الحياة. هنا، تُشرق الروح برائحة الشتاء، وتكتمل الصورة بمشهد المتزلجين، وهم ينحتون حكاياتهم على بساط الثلج، فتبرز سياحة الثلوج وجهةً مثالية لعشاق المغامرة والجمال، بحسب زهرة الخليج.

ويُعتبر شهر فبراير ذروة موسم التزلج في معظم أنحاء العالم، حيث تكون الظروف المناخية مثالية لعشاق الرياضات الشتوية. ففي هذا الشهر، تكون الجبال مغطاة بطبقة كثيفة ومتماسكة من الثلوج؛ ما يجعل تجربة التزلج أكثر أمانًا وسلاسةً. كما أن درجات الحرارة تكون مستقرة في العديد من الوجهات الشهيرة، حيث تبقى باردة، لكنها لا تكون قاسية؛ ما يتيح للسياح الاستمتاع بالأنشطة الشتوية طوال اليوم.

«زهرة الخليج» تأخذكم في رحلة إلى أبرز وجهات التزلج العالمية، للانغماس في تجربة استثنائية تجمع بين الرياضة، والرفاهية، وسحر الطبيعة، لتعيشوا مغامرة تحملكم إلى عوالم من الجمال البارد، الذي يملأ القلوب دفئاً.

لماذا فبراير تحديداً؟

بفضل اعتدال الظروف المناخية، يكون فبراير خيارًا مثاليًا للمبتدئين، والمحترفين، على حد سواء. كما أن طول النهار يمنح وقتاً كافياً للاستمتاع بالتزلج، والأنشطة الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، تكون المنتجعات في أوج خدماتها، ما يضمن للزوار تجربة فاخرة، ومريحة.

ففي فبراير، تتميز الثلوج يكونها أكثر كثافة واستقرارًا، ويُطلق عليها المتزلجون المحترفون «الثلوج الناعمة»، وهي الثلوج الأكثر ملاءمة للتزلج، بسبب قوامها المثالي. وفي هذا الشهر، يقام العديد من الفعاليات ضمن رياضة التزلج؛ لذلك يمكن للزوار الاستمتاع بمشاهدة المحترفين أثناء استعراض مهاراتهم.

«سانت موريتز» - سويسرا..

حاضرة جبال الألب

تقع مدينة «سانت موريتز» في وادي «إنغادين» الشهير بجبال الألب السويسرية، وهي الوجهة الأولى لعشاق الفخامة وسياحة التزلج على مستوى العالم. وتُعرف بأنها مهد سياحة الشتاء منذ عام 1864، فهي تجمع بين المناظر الطبيعية الساحرة، والخدمات الراقية. وتوفر هذه المنطقة تجربة تزلج استثنائية على منحدرات مثالية، بفضل الثلوج الناعمة، التي تغطي الجبال طوال الموسم. وتقع هذه المدينة، التي تعد من أشهر وأقدم منتجعات الرياضات الشتوية في العالم، بالجهة الشرقية من سويسرا، بالقرب من بحيرة «جنيف»، وهي تابعة لمقاطعة «غراوبوندن»، وقريبة من قمة «بيزبرنينا»، التي تعد أكثر القمم ارتفاعًا في سلسلة جبال الألب الشرقية.

ويطلق عليها لقب «حاضرة جبال الألب»؛ حيث العديد من الفنادق الفاخرة، والمنتجعات الصحية، والمتاجر الراقية، وتوجد كلها بين الجبال والبحيرات «الألبية». ومن أبرز معالمها السياحية «البرج المائل»، وهو من الآثار الباقية لكنيسة «موريشيوس»، التي تعود إلى عام 1500، ومتحف «سيكانتيني»، ومتحف «إنغادين».

وبالإضافة إلى التزلج، يمكن للزوار تجربة رياضات شتوية أخرى، مثل: التزلج على الجليد، أو ركوب العربات التي تجرها الأحصنة على بحيرة «سانت موريتز» المتجمدة. ويقام في المنطقة، أيضًا، العديد من الفعاليات العالمية، مثل: كأس العالم للتزلج، وبطولات البولو على الجليد. وتُعد «سانت موريتز» مكانًا مثاليًا للاستمتاع بالمطاعم الفاخرة، التي تقدم أطباقًا سويسرية وعالمية، بما في ذلك المطاعم الحائزة نجوم «ميشلان».

«كورشوفيل»..

جوهرة جبال الألب الفرنسية

تعد «كورشوفيل» وجهة شتوية مثالية للأثرياء وعشاق الفخامة، وتعرف بأنها جوهرة شتاء جبال الألب الفرنسية، إذ تقع ضمن منطقة «تروا فاليه»، وهي أكبر منطقة تزلج مترابطة في العالم. وتتميز «كورشوفيل» بمنحدراتها المجهزة بشكل مثالي، التي تناسب جميع مستويات التزلج، من المبتدئين إلى المحترفين. وقد أقيمت فيها أحداث رياضية عدة، مثل: دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 1992، وبطولة العالم للتزلج عام 2023.

والرفاهية هي العنوان الأبرز هنا، حيث تحتضن المنطقة العديد من الفنادق الفاخرة ذات تصنيف الـ«5 نجوم»، التي تجذب الأثرياء، بمن فيهم العائلات الملكية والمشاهير، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بموائد مرصعة بنجوم «ميشلان»، والانغماس في تجارب طهي فريدة. وإلى جانب التزلج، توفر «كورشوفيل» أنشطة متنوعة، مثل: التسوق من متاجر الماركات العالمية، والاستمتاع بليالي «كورشوفيل»، التي لا تقل إثارة عن المعالم السياحية.

«نييسيكو» - اليابان..

مزيج من التقاليد والثقافة الجليدية

تقع منطقة «نييسيكو» في جزيرة «هوكايدو» شمال اليابان، وهي من أشهر وجهات التزلج في آسيا والعالم. وتشتهر بثلوجها الناعمة والجافة، التي تجعلها مكانًا مثاليًا للتزلج على الجليد، ويمكن الوصول إلى «نييسيكو» انطلاقًا من «سابورو»، أو من مطار «شيتوسي» الدولي الجديد بالسيارة، أو القطار، أو الحافلة.

وتضم «نييسيكو» أربعة منتجعات رئيسية متصلة، تتيح للسياح اكتشاف منحدرات متنوعة، تناسب جميع المستويات. والراغبون في الإقامة الفاخرة، سيجدون تجارب استثنائية، تجمع بين التصميم الياباني التقليدي والخدمات الراقية. وبعد التزلج، يمكن للزوار الاسترخاء في الينابيع الساخنة (الأونسن)، التي توفر مناظر خلابة على الجبال المغطاة بالثلوج. كما تشتهر المنطقة بمطاعمها، التي تقدم مزيجًا من المأكولات الشهية، بدءًا من المطاعم الحائزة نجوم «ميشلان»، وصولاً إلى المطبخ الياباني رفيع المستوى.

وهنا، ستجدون العديد من الأنشطة، إن كنتم تبحثون عن التنوّع، مثل: التزلج الليلي، أو ركوب الدراجات الثلجية، أو حتى تجربة عربات الثلوج الآلية، أو الاكتفاء بطرق التزلج التقليدية، المتمثلة في التزحلق بأحذية الثلوج، التي لا تزال تحتفظ بسحرها، وجاذبيتها.

«ويسلر بلاكومب»..

عاصمة التزلج في كندا

عندما نتحدث عن التزلج وسياحة الثلوج، تتصدر كندا القائمة واحدةً من أفضل الوجهات الشتوية عالميًا، حيث تجمع بين الطبيعة الخلابة، ومساحات الثلوج الواسعة، والمنتجعات الراقية. فكندا ليست مجرد دولة تغطيها الثلوج شتاءً، بل هي ملاذ لعشاق المغامرة والرفاهية، وتحديدًا في وجهتها الأشهر «ويسلر بلاكومب»، التي تعرف بـ«عاصمة التزلج» في كندا.

يقع منتجع «ويسلر بلاكومب» في مقاطعة كولومبيا البريطانية على بعد حوالي ساعتين شمال مدينة فانكوفر، وهو من أكبر منتجعات التزلج في أميركا الشمالية، ويتميز بمساراته الواسعة، وإطلالاته الخلابة على الجبال، والوديان المحيطة. ويمكن للمتزلجين - من جميع المستويات - العثور على مسارات تناسبهم، بالإضافة إلى أنشطة، مثل: ركوب الزلاجات التي تجرها الكلاب، والتزلج الريفي. وتعد الرفاهية في «ويسلر بلاكومب» تجربة شتوية متكاملة، تجمع بين الرياضة والطبيعة، وتتجلى في الكثير من المنتجعات، التي تقدم غرفًا وخدمات مخصصة، ومطاعم فاخرة، تقدم أطباقًا كندية وعالمية، بالإضافة إلى الاستمتاع بالتجارب الثقافية الأخرى، مثل: المهرجانات الشتوية، والأسواق المحلية، التي تعكس التراث الكندي.