القوات المسلحة الجنوبية والإرادة الشعبية خط واحد يواجه إرهاب الاحتلال

4 مايو/ رامي الردفاني

مع انطلاق عملية الحسم، شهدت الساحة الجنوبية اليوم تحركاً ميدانيا غير مسبوق، حيث تصدرت القوات المسلحة الجنوبية المشهد، وهي تدير معركتها ضد التنظيمات الإرهابية بدقة وانضباط، ضمن خطة واضحة لتعزيز الأمن وحماية المواطنين. جاءت هذه الخطوة في وقت تتصاعد فيه التهديدات على الجنوب من حزب الإخوان والتنظيمات الإرهابية والحوثيين، وتزداد الحاجة إلى ضبط الساحة الأمنية والسياسية، وسط مؤشرات على تلاحم شعبي وإعلامي واسع يدعم هذه العملية ويؤكد شرعيتها الوطنية.

تزامن مع الانطلاق الميداني لمعركة الحسم صادف مع ذلك حملة إلكترونية ضخمة على منصات التواصل الاجتماعي، تصدرت خلالها عدة هاشتاجات قوائم الترند على منصة إكس، أبرزها: #القوات_الجنوبيه_طارده_للارهاب، #الجنوب_واحد_لا_يتجزا، #عملية_الحسم، و#دولة_الجنوب_العربي. وساهم في هذه الحملة ناشطون، مؤثرون، إعلاميون وشخصيات اجتماعية من مختلف محافظات الجنوب العربي، مؤكدين أن العملية تمثل حقًا مشروعا للدفاع عن الأرض والإنسان الجنوبي، وأن القوات المسلحة الجنوبية تخوض المعركة حصراً ضد الإرهاب، بعيداً عن المواطنين والنسيج الاجتماعي، مع التزام كامل بالقانون وحقوق الإنسان أثناء تنفيذ العمليات.

حيث الرسائل الإعلامية المرافقة للعملية ركزت على تفكيك خطاب التشويه الذي حاولت بعض القنوات الإقليمية توجيهه، مع التأكيد على وحدة القرار السياسي والعسكري الجنوبي، وتعزيز الثقة الشعبية بالمؤسستين العسكرية والأمنية.

كما ان وسم #الجنوب_واحد_لا_يتجزا حمل رسالة سياسية واضحة، أكدت أن الجنوب العربي من المهرة شرقاً إلى باب المندب غرباً يمثل وحدة جغرافية وسياسية متكاملة غير قابلة للتجزئة، ورفض أي محاولات لفرض استثناءات على محافظات بعينها أو سلخ حضرموت والمهرة عن محيطهما الوطني الجنوبي.

على الأرض، شهدت مختلف محافظات الجنوب العربي اعتصامات سلمية ومظاهرات داعمة للعملية السياسية والعسكرية، تجسيداً للتلاحم الشعبي مع القوات المسلحة، وتعبيراً عن الإرادة السياسية الواضحة للمواطنين في مواجهة الإرهاب وتعزيز الاستقرار. وقد أظهرت هذه الفعاليات أن الجنوب العربي ليس فقط قوة عسكرية، بل مجتمع متفاعل وواع بمسؤولياته تجاه مشروع الدولة الجنوبية كاملة السيادة.

وفي سياق ذلك، حملت الحملة رسائل طمأنة للداخل والخارج، مؤكدة أن الجنوب العربي يشكل عامل استقرار إقليمي، وأن العملية ضد الإرهاب تصب في صالح الأمن الجنوبي والإقليمي والدولي، في رسالة واضحة بأن أي محاولة لتشويه العملية أو استهداف المدنيين لن تجد صدى داخل المجتمع الجنوبي، وأن الجنوب قادر على حماية أرضه ومصالح المنطقة.

ويرى مراقبون أن تصدر الحملة للترند يعكس نجاح الإعلام الوطني الجنوبي في إدارة معركة الوعي، وترسيخ خطاب وطني جامع يربط بين عملية الحسم ووحدة الأرض وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية.

كما تعكس الأحداث الجارية أن الجنوب العربي دخل مرحلة حاسمة في تأكيد سيادته ووحدة أرضه، وأن عملية الحسم تمثل خطوة استراتيجية نحو استعادة الأمن والاستقرار وبناء الدولة الجنوبية، مدعومة بإرادة شعبية حقيقية ورسائل إعلامية محكمة تصل إلى الداخل والخارج.