اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ٢٢ أيار ٢٠٢٥
بينما تدخل العمليات العسكرية في قطاع غزة منعطفاً جديداً يزداد فيه العنف، بدأت ملامح التمرد الداخلي في الظهور داخل إسرائيل. تصريحات لافتة أطلقها سياسيون بارزون، وتزايد لافت للاحتجاجات، كشفت عن حالة احتقان شعبي من استمرار الحرب التي دخلت شهورها المتواصلة دون حسم، وسط تزايد الضحايا المدنيين.
وكان الجنرال المتقاعد يائير غولان، المعروف بمواقفه اليسارية، قد صرح لإذاعة إسرائيل أن 'الدولة العاقلة لا تحارب المدنيين، ولا تمارس قتل الرضّع كهواية'، محذراً من تحول إسرائيل إلى 'دولة منبوذة'، على غرار جنوب أفريقيا في فترة الفصل العنصري.
ردود سياسية حادة وتصاعد السخط
هذه التصريحات، التي اعتُبرت خارجة عن السرب الرسمي، قوبلت بردود فعل حادة، إذ وصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كلام غولان بأنه 'ادعاءات باطلة'. لكن وزير الدفاع الأسبق موشيه يعالون تجاوز ذلك، معلناً أن السياسة الحالية تهدف فقط إلى التشبث بالسلطة، ولو على حساب مستقبل البلاد، وكتب على منصة إكس أن ما يجري 'سياسة تجرّ إسرائيل نحو الهاوية'.
هذه الانتقادات، كانت مستحيلة التخيّل قبل أقل من عامين، عقب هجمات حماس الدامية في أكتوبر 2023، والتي خلفت أكثر من ألف قتيل إسرائيلي ومئات الرهائن.
احتجاجات شعبية وتبدّل المزاج العام
في المقابل، تتصاعد في الشارع الإسرائيلي الأصوات الرافضة لاستمرار الحرب. فقد خرج مئات المتظاهرين يوم الأحد في مسيرة من مدينة سديروت باتجاه حدود غزة، مطالبين بوقف الهجمات، ورافعين صوراً لأطفال فلسطينيين قتلوا في القصف.
وتقود هذه التظاهرات حركة 'الوقوف معاً'، وهي مجموعة تضم يهوداً وعرباً يعارضون العنف، وقد اعتُقل عدد من أعضائها بينهم المنسق ألون-لي غرين. ويؤكد النشطاء أن 'الصحوة' قد بدأت داخل المجتمع، وأن الحرب باتت تشكّل خطراً على الجميع، بما فيهم الجنود والرهائن.
استطلاعات وآراء الرهائن تدفع نحو التفاوض
أظهر استطلاع رأي حديث أجرته القناة 12 الإسرائيلية أن 61 في المئة من المواطنين يؤيدون إنهاء الحرب مقابل استعادة الرهائن، فيما أيد 25 في المئة فقط خيار التصعيد واحتلال غزة.
كما أشار المفاوض السابق غيرشون باسكين إلى أن غالبية أسر الرهائن تطالب بإنهاء المعارك والتوصل لاتفاق، معتبرين أن الحرب لم تعد تخدم هدف الإنقاذ، بل تهدد حياة المحتجزين أكثر فأكثر.
ضغوط دولية ومواقف متشددة ضد تل أبيب
التحولات لا تقتصر على الداخل الإسرائيلي، إذ اتخذت دول كبرى خطوات غير مسبوقة ضد إسرائيل. فقد أوقفت المملكة المتحدة محادثات تجارية، وفرضت عقوبات على جماعات استيطانية متطرفة، كما استدعت سفير إسرائيل لديها، ووصفت العمليات العسكرية في غزة بأنها 'غير أخلاقية'.
بدورها، أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أن الاتفاقيات الاقتصادية مع إسرائيل باتت قيد المراجعة، وسط دعوات متزايدة من دول أوروبية لمحاسبة تل أبيب، خاصة في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة، وشحّ المساعدات رغم الإعلان عن إنهاء الحصار.
تصاعد الغضب الإسرائيلي من حرب غزة لم يعد صوتاً هامشياً، بل بات حراكاً مجتمعياً وسياسياً متصاعداً يطرح تساؤلات عميقة حول مستقبل الحرب، وأهدافها الحقيقية، ومآلاتها على الداخل الإسرائيلي، وسط ضغوط دولية تتزايد يوماً بعد يوم.