اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد العربي
نشر بتاريخ: ٢٩ حزيران ٢٠٢٥
يسابق الجنوب الزمن، لتحسين الأوضاع المعيشية وتوفير الخدمات للمواطنين وفي مقدمتها خدمة الكهرباء لا سيما مع حلول فصل الصيف والارتفاع الخانق في درجات الحرارة.
ففي محافظة شبوة، وجّه المحافظ عوض محمد بن الوزير، بتوفير كمية إسعافية عاجلة تقدر بـ500 طن من مادة الديزل، دعماً لتشغيل منظومة الكهرباء في عموم مديريات المحافظة، وذلك في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها قيادة السلطة المحلية للتخفيف من معاناة المواطنين وتحسين الخدمات الأساسية.
من جانبه، أكد مدير عام مؤسسة الكهرباء بمحافظة شبوة المهندس عوض الأحمدي، أن هذه التوجيهات جاءت استجابة سريعة من المحافظ بن الوزير، نظراً للانقطاعات المتكررة التي شهدتها عدد من المديريات نتيجة نفاد الوقود، وتوقف التيار الكهربائي لخمسة أيام متتالية، مما فاقم من معاناة السكان، خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف.
وأضاف أن هذه الكمية ستُسهم في إعادة تشغيل الكهرباء بشكل تدريجي في المديريات المتضررة، بالإضافة إلى تحسين ساعات التشغيل في مدينة عتق، مركز المحافظة، مثمناً في الوقت ذاته حرص المحافظ عوض بن الوزير واهتمامه المباشر بملف الكهرباء، وسعيه الدائم لتأمين احتياجات المواطنين الأساسية.
كما دعا مدير عام الكهرباء أبناء المحافظة إلى تفهم الظروف الراهنة والتحديات الكبيرة التي تواجه قطاع الطاقة، في ظل استمرار توقف صادرات النفط وغياب الموارد المالية من العملة الصعبة، مما يضاعف من صعوبة تأمين الوقود بشكل منتظم.
واختتم الأحمدي تصريحه بالتأكيد على أن مؤسسة الكهرباء، وبدعم من قيادة السلطة المحلية، تبذل أقصى جهودها لتوفير الحد الأدنى من الخدمة في هذه المرحلة الصعبة، مجدداً دعوته للجهات المعنية والحكومة إلى التدخل العاجل لدعم قطاع الكهرباء في المحافظة وضمان استمراريته.
القيادة الجنوبية تواصل جهودها المكثفة لتحسين المنظومة الخدمية في محافظة شبوة، وفي مقدمتها ملف الكهرباء، باعتبارها إحدى أبرز الأولويات التي تمس حياة المواطنين اليومية وتعكس مستوى الاستقرار المحلي في ظل ظروف استثنائية تواجهها المحافظات الجنوبية.
تأتي هذه التحركات في سياق إدراك القيادة لحجم المعاناة التي خلفتها سنوات من الإهمال والتدمير الممنهج الذي مارسته قوى الاحتلال اليمني، والتي تعمدت تحويل ملف الخدمات إلى أداة لإخضاع المواطنين وابتزازهم.
وبالرغم من التحديات المالية واللوجستية، تتجه القيادة نحو تعزيز البنية التحتية للكهرباء عبر تحسين قدرات التوليد، ودعم محطات التشغيل، وتأمين الوقود، إلى جانب تنفيذ أعمال صيانة للشبكات وتوسيع نطاق التغطية.
تكمن أهمية هذه الخطوات في كونها لا تلبّي احتياجات السكان فحسب، بل تمثل ضربة مضادة لما يُعرف بـ'حرب الخدمات'، وهي الاستراتيجية التي ما تزال تمارسها أطراف معادية لاستهداف الجبهة الداخلية الجنوبية ومحاولة تأليب الرأي العام.
التحرك في شبوة لا يقتصر على الجانب الفني فقط، بل يترافق مع توجهات واضحة نحو التمكين الإداري وتحقيق الشفافية في الإنفاق وتعزيز المشاركة المجتمعية، بما يعيد الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة.
وما يجري في شبوة يعكس نموذجًا لإرادة جنوبية تسعى لكسر معادلات الحرب القديمة، وبناء واقع خدماتي جديد يحصّن مكتسبات التحرير، ويُمهّد الطريق أمام استعادة الدولة كاملة السيادة على أسس من العدالة والكرامة والعيش الكريم.