اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢٠ حزيران ٢٠٢٥
لا زالت الأبحاث والدراسات العلمية تفاجئ الآباء والأمهات حول دور الأب الخفي أو غير المعروف مسبقاً في تربية ورعاية الطفل؛ حيث إنه من المتعارف عليه أن تلعب الأم الدور الأكبر في حياة الطفل بدءاً من مرحلة الحمل ومروراً بمرحلة الرضاعة، وتواجه الأم خلال هاتين المرحلتين الكثير من المتاعب والمشاكل التي قد تصيبها مثلاً باكتئاب ما بعد الولادة بسبب ثقل المسئولية الملقاة على عاتقها، من حيث رعاية المولود الجديد خاصة إذا كانت تمارس الأمومة للمرة الأولى.
يوماً بعد يوم تكتشف الأم نفسها قدرة الأب مثلاً على تنويم الطفل بشكل أسرع منها، كما تكتشف أن للأب دوراً كبيراً وملحوظاً في حياة الطفل وفي تشكيل نفسيته وشخصيته، وتبدأ في محاولة التعرف إلى الأسباب المبهرة بالنسبة لها، ولذلك فقد التقت 'سيدتي وطفلك' وفي حديث خاص بها باستشارية نوم الأطفال والرضع الدكتورة سها عبد الجواد؛ حيث أشارت إلى الإجابة عن تساؤل هام يدور في ذهن الأمهات وهو لماذا يكون الأب أكثر كفاءة من الأم في تنويم الطفل؟ خصوصاً في مرحلة الرضاعة، ومن هذه الأسباب أن صبر الأب يكون أكبر وغيرها من الأسباب في الآتي:
اختلاف طريقة الأب في تنويم الطفل تؤدي إلى نوم أسرع
راقبي طريقة الأب في تنويم الطفل خصوصاً في مرحلة الرضاعة سوف تلاحظين أن هناك اختلافاً واضحاً بين طريقتك في تنويم الرضيع وطريقة الأب، فأنت تعتمدين عدة أساليب إضافة لهز الطفل مثلاً، فأنت تقومين بالغناء والهدهدة واختيار الترويدات والأغاني الشعبية بدقة وعناية، والتي تزخر بالسجع والموسيقى الصوتية، مما يزيد من فضول الطفل لكي يبقى مستيقظاً؛ لكي يستمع إليها ويستمتع بها، بل إنك سوف تلاحظين أن طفلك يقوم ببعض الحركات للدلالة على استمتاعه وتجاوبه مع الغناء مثل هز رأسه يميناً ويساراً أو تحريك ذراعيه.
اكتشفي الفرق بين طريقتك وطريقة الأب، فالأب يعتمد فقط على الهز الرقيق الخفيف فقط ولا شيء غير الهز، ومن النادر أن يستخدم أسلوب الغناء، فمن الطبيعي ألا يكون صوت الأب ناعماً ورقيقاً ودافئاً مثل صوت الأم، ولذلك فاستمرار أسلوب تنويم الطفل من قبل الأب على وتيرة واحدة يعني أن يستسلم الطفل بسرعة ويخلد إلى النوم في وقت أسرع على يدي الأب.
عدم وجود رائحة الحليب عند الأب تؤدي إلى نوم أسرع
اعلمي أن طفلك الرضيع لا ينام نوماً متواصلاً أو يحتاج إلى الكثير من الوقت لكي ينام، وذلك حين تضعينه على صدرك، والسبب أن الرضيع يشم رائحة الحليب وتتسرب الرائحة إلى أنفه باستمرار من صدرك وثنايا ملابسك، ولذلك يبقى عقله مرتبطاً بالرضاعة خصوصاً في الأيام الأولى من حياته؛ حيث تدفعه الغريزة إلى طلب المزيد من الرضاعة؛ لأنه يشم رائحة حليب الأم وليس بسبب شعوره بالجوع.
توقعي أن ينام طفلك خصوصاً في شهوره الأولى بين يدي الأب بصورة أسرع؛ لأن الأب باختصار لا محفزات لديه تؤدي إلى أن يبقى الطفل مستيقظاً، في حين أن شعور الطفل بوجود صدر الأم قريباً يدعوه لكي يستيقظ حتى يرضع، كما أن شم رائحة الأم يؤدي لاستيقاظه؛ لكي تقوم الأم بتدليله ومداعبته واحتضانه، وعكس ذلك يحدث حين ينام على صدر الأب.
اختلاف مستوى الصبر بين الأب والأم وسرعة نوم الطفل
لاحظي أن مستوى الصبر عند الأب أحياناً يكون أعلى من مستوى الصبر عند الأم، فمن الطبيعي أن الأب قد يكون عائداً من عمله ويريد أن يستمتع مع طفله؛ خاصة لو كان مولوداً جديداً، فلذلك فهو يقضي وقتاً طويلاً معه لكي يقوم بمهمة صعبة على الأم، وطالما جربت خلال النهار الكثير من الوسائل، ولكنه يقوم بهز الطفل ووضعه على صدره ويهمس له فيخلد الطفل إلى النوم، ورغم أن الأم أكثر حناناً؛ إلا أن هذا الموقف يؤكد أن الأب أكثر صبراً لأنه يريد أن يؤكد أبوته بالكثير من الصبر والتحمل، فيما تفعل الأم ذلك على مدار الساعة.
توقعي أن يكون زوجك أكثر صبراً ولن يصاب بالعصبية عندما يبكي الرضيع؛ لأنه سوف يستمر في هزه حتى يخلد إلى النوم ولأنه لا يجيد فعل أكثر من ذلك، في حين أن الأم سوف تقوم بعدة إجراءات في حال استمر الطفل بالبكاء وهي تحاول تنويمه، وسوف تتساءل هل أترك طفلي الرضيع يبكي وحده ليلاً.. أم أُسارع بتلبية ندائه؟ وهي سوف تقوم بإرضاعه أو تغيير الحفاض أو حمله والوقوف به والدوران في الغرفة أو الخروج منها، كما أنها سوف تصاب بالتعب أكثر وتتوتر أعصابها وتفقد هدوءها النفسي أكثر مع مرور الوقت، فيما يمارس الأب الهدوء الاستراتيجي كما يطلق عليه؛ لأنه لا يجد غيره ليفعله.
خلق نوع من التوازن يؤدي لنشر الهدوء في البيت ونوم أسرع للطفل خصوصاً
لاحظي أن قيام الأب بتنويم الطفل خصوصاً في الأيام الأولى من الولادة؛ حيث تكون الأم في مرحلة النفاس وتعاني من التعب والإرهاق، كما تظهر عليها أعراض سوء التغذية وفقر الدم بسبب نزف ما بعد الولادة وعدم اهتمامها بتناول أصناف طعام ذات قيمة غذائية عالية، وبالتالي فهي تبدو مرهقة ومتعبة وهي نفسها بحاجة إلى الرعاية والاهتمام سواء من الجانب الصحي أو النفسي، وغالباً ما تعاني الأمهات من أعراض اكتئاب ما بعد الولادة في حال لم يحصلن على الدعم المناسب من الشريك والأشخاص المحيطين بها.
توقعي أن قيام الأب بمساعدتك في رعاية الطفل سوف يكون حلاً مثالياً؛ لكي تحققي بعض التوازن في حياتك؛ ولأنك قد أصبحت أمّاً للمرة الأولى مثلاً فأنت بحاجة إلى إعادة تخطيط يومك، ورسم برنامج يساعدك على عدم فقدان طاقتك وانهيارك، فاستمرار الأم على مدار الساعة في رعاية الطفل المولود، واستمرار ذلك في الشهور الأولى دون أن يساعدها أي شخص ممن حولها يؤدي إلى حدوث مشاكل في البيت وانتشار مشاعر القلق والتوتر وكذلك الفوضى، فالجميع فعلياً سوف يعاني من أعراض السهر وقلة النوم.
اهتمي بأن يتخذ الزوج دوره في تنويم المولود خصوصاً وهناك بعض الآباء الذين يحصلون على دورات قبل الولادة؛ لكي يستطيعوا مساندة الأم ومساعدتها، والهدف هو خلق نوع من التوازن في تحمل المسئولية وتوزيع أعباء الأسرة بين الأب والأم، وقيام الأب بدوره في تنويم الطفل يمنح الأم مساحة للنوم والراحة والاسترخاء والعناية بصحتها وجمالها واستعادة رشاقتها، وذلك خلال الساعات التي سوف ينامها الطفل على يدي الأب، مما يحقق السعادة الزوجية ويمنع حدوث المشاكل بين الزوجين لاحقاً، ولا يشكو الزوج من إهمال الزوجة له بعد قدوم المولود الجديد.