اخبار اليمن
موقع كل يوم -الأمناء نت
نشر بتاريخ: ٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
تُعدّ جماعة الحوثي، المسيطرة على أجزاء واسعة من اليمن، طرفاً متضرراً من جهود وقف الحرب في غزة التي شهدت تقدماً ملحوظاً بدخول إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على خطّها. فالتهدئة تنزع الذريعة التي يستخدمها الحوثيون لتبرير هجماتهم ضد إسرائيل وضد الملاحة الدولية في خليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر، ضمن خطة تصعيدية مدفوعة من طهران.
ورحب الحوثيون بحذر بخطة التهدئة، إذ قال محمد الفرح، عضو المكتب السياسي للجماعة، إن ردّ حماس كان “مسؤولاً وواقعياً”، لكنه حذر من أنّ أي تصعيد جديد 'سيهدف إلى استكمال الإبادة واستمرار تجويع الشعب الفلسطيني'.
تزامن ذلك مع زيادة الحوثيين وتيرة التصعيد عبر تكثيف الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة ضد إسرائيل، إلى جانب استفزاز واشنطن بإعلان “عقوبات” على شركات نفط أميركية كبرى، منها “إكسون موبيل” و“شيفرون”، في خطوة فسّرها محللون بأنها ردّ إيراني غير مباشر على العقوبات الغربية المفروضة على طهران.
وفي ردّ عملي على جهود التهدئة، أطلق الحوثيون صواريخ باتجاه إسرائيل. وأعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض أحدها، فيما أكدت الجماعة أنها استهدفت 'أهدافاً حساسة في القدس المحتلة' بصاروخ بالستي 'فرط صوتي نوع فلسطين 2'. ويُنظر إلى هذا النوع من الصواريخ كرسالة تصعيدية تهدف لاستفزاز تل أبيب.
ومنذ عام 2023، يطلق الحوثيون صواريخ ومسيرات باتجاه إسرائيل، تمكنت الأخيرة من إسقاط معظمها، إلا أن طائرة مسيّرة انفجرت الشهر الماضي في منتجع إيلات وأصابت 22 شخصاً. وردت إسرائيل بغارات على صنعاء أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة أكثر من 170.
ومع تصاعد الحرب في غزة، كثّف الحوثيون هجماتهم على السفن التجارية بزعم دعم الفلسطينيين، فقابلتهم إسرائيل بضربات جوية دامية استهدفت موانئ ومحطات طاقة ومطار صنعاء، قبل أن تبدأ في استهداف قيادات حوثية بارزة. وأسفرت إحدى الغارات عن مقتل رئيس حكومة الجماعة أحمد الرهوي وعدد من الوزراء.
وتحوّلت سياسة الاغتيالات والتدمير الإسرائيلي للبنى التحتية في مناطق سيطرة الحوثيين إلى مواجهة مفتوحة على حافة الهاوية، تدفع إليها إيران التي تنظر إلى المكاسب السياسية من التصعيد أكثر من خسائر حلفائها.
ورغم معاناة اليمنيين من أوضاع إنسانية واقتصادية كارثية، تواصل الجماعة سياساتها التصعيدية غير مكترثة بتداعياتها على السكان، بينما تسعى إسرائيل إلى تعميق الفجوة بين الحوثيين والمجتمع المحلي عبر تكثيف الضغط العسكري والاقتصادي.
ويثير حجم الدمار المتزايد أسئلة حول جدوى استمرار الحوثيين في مواجهة دولة تفوقهم عسكرياً وتقنياً، وحول ما إذا كان الصراع سيستمر بعد نجاح جهود التهدئة في غزة، خاصة أن دوافعه تبدو مرتبطة بإيران أكثر من ارتباطها بفلسطين.