اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد العربي
نشر بتاريخ: ١٨ أيار ٢٠٢٥
تتفاعل القيادة الجنوبية المتمثلة في المجلس الانتقالي، مع الشارع الجنوبي في خضم حرب الخدمات الراهنة التي تتضمن تفاقمًا في الأزمات المعيشية على نحو مروع.
المجلس الانتقالي يحرص على الاستماع إلى مطالب شعبه، مع التعامل مع الوضع باعتبار أن ما يجري من تدهور خدمي هو نتاج حصار اقتصادي وحرب خدمات ممنهجة تُدار من خارج الجنوب.
ويأتي تعاطي القيادة الجنوبية في إطار إعادة توجيه البوصلة، وكشف من يقف وراء هذه المعاناة، ومن يستثمرها لتخريب الحلم الجنوبي المتمثل في إنجاز حق استعادة الدولة وفك الارتباط.
الجنوب يواجه حاليًّا واحدة من أعقد الحروب غير التقليدية، حيث لم تعد المعركة تدار فقط بالسلاح، بل بالخدمات التي تحوّلت إلى سلاح عقاب جماعي بيد قوى معادية.
في قلب هذه المعاناة، يبرز دور المجلس الانتقالي الجنوبي، كصمام أمان، يسعى جاهدًا لتخفيف معاناة المواطنين، والتصدي في الوقت ذاته لمحاولات قوى الاحتلال اليمني جرّ الجنوب إلى مربع الفوضى والانهيار.
المجلس الانتقالي، ومن خلال قياداته السياسية والإدارية، لم يقف مكتوف الأيدي أمام ما يتعرض له الشعب الجنوبي من تدهور متعمد في الكهرباء والمياه والرواتب والخدمات العامة.
بل عمل المجلس على توجيه كل ما يتوفر من إمكانات محلية للتخفيف من حدة الأزمات، من خلال التنسيق مع السلطات المحلية، ومناشدة الأشقاء في التحالف العربي للتدخل الإغاثي، إلى جانب إطلاق حملات رقابية وإدارية لضبط الأداء وتحسين الحد الأدنى من الخدمات الممكنة.
في الوقت ذاته، لم يغفل المجلس عن كشف وفضح الجهات المتورطة في تأزيم المشهد الجنوبي، فقد أكدت بياناته الرسمية ومواقفه السياسية أن ما يجري من تدهور خدمي ليس مجرد قصور إداري، بل جزء من حرب سياسية ممنهجة تقودها أطراف في صنعاء وبعض القوى المتنفذة في الشرعية، تسعى لزعزعة الجنوب عبر إغراقه بالأزمات.
المجلس الانتقالي لم يكتفِ بالتحرك السياسي، بل اعتمد على خطاب إعلامي شفاف كشف فيه خيوط التآمر، وأوضح للرأي العام المحلي والإقليمي حقيقة ما يواجهه الجنوب من تحديات، مؤكدًا أن الحرب على الشعب الجنوبي تشمل كل شيء، من الخدمات إلى المرتبات وحتى التضليل الإعلامي.
ورغم ضعف الإمكانات، يواصل المجلس جهوده لضمان بقاء الجنوب صامدًا، ورفع مستوى التنسيق المجتمعي لضمان عدم الانزلاق نحو الفوضى التي يسعى المتربصون لإشعالها من خلال تسللهم إلى المظاهرات الشعبية.
وبهذا الموقف المتوازن بين إدارة الأزمة وفضح جذورها، يثبت المجلس الانتقالي أنه قيادة مسؤولة وقادرة على خوض معركة البقاء بوعي، بعيدًا عن الانفعال، وبالقرب من وجع الشارع الجنوبي وحقوقه المشروعة.
ما يجري اليوم في الجنوب ليس صراعًا على الخدمات فحسب، بل هو معركة وعي، يواجه فيها الشعب مخططًا خبيثًا لإسقاطه من الداخل. وبينما تسعى بعض الأطراف لتحويل وجع الناس إلى ورقة سياسية، يصر الجنوبيون على أن يكون الغضب وقودًا للتغيير، لا وقودًا للفوضى.