اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ١٢ أيلول ٢٠٢٥
موسكو- باشرت روسيا وحليفتها الكبيرة بيلاروس الجمعة12 سبتمبر 2025، تدريبات عسكرية مشتركة واسعة تثير قلق دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) بعد أيام قليلة على انتهاك مسيرات يعتقد أنها روسية، المجال الجوي البولندي.
وتجرى هذه التدريبات فيما يحرز الجيش الروسي تقدما على الجبهة الأوكرانية ويكثف هجماته الجوية على مدن أوكرانيا بعد ثلاث سنوات ونصف السنة على بدء غزوه لهذا البلد المجاور.
وقبيل بدء المناورات ، أعلنت روسيا فجرا أنها أسقطت خلال الليلة الماضية 221 مسيّرة أوكرانية في واحدة من أوسع الهجمات التي يشنها الجيش الأوكراني منذ بدء النزاع.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان 'بدأت المناورات الاستراتيجية المشتركة بين القوات المسلحة الروسية والبيلاروسية'.
وتتواصل المناورات حتى الثلاثاء قرب مدينة تقع شرق العاصمة البيلاروسية مينسك، على ما ذكرت السلطات البيلاروسية.
وقال الجيش الروسي إن بعض 'التمارين العملية' ستجري أيضا على الأراضي الروسية وفي بحر بارنتس وبحر البلطيق.
وأعربت بولندا وليتوانيا ولاتفيا الأعضاء في الناتو والمجاورة لبيلاروس عن استيائها من هذه التدريبات المقامة قرب حدودها.
وعززت الدول الثلاث التدابير الأمنية وفرضت قيودا على الملاحة الجوية في بعض المناطق فيما أمرت وارسو بإغلاق تام لحدودها مع بيلاروس خلال التدريبات.
وطلبت روسيا الخميس من وارسو 'إعادة النظر بالقرار المتخذ (بإغلاق الحدود) في أسرع وقت' منددة ب 'إجراءات مواجهة'.
وأثار توغل حوالى عشرين مسيرة ليل الثلاثاء الأربعاء في المجال الجوي البولندي والذي اعتبرته وارسو وحلفاؤها متعمدا في حين نفت موسكو ذلك، غضبا في بولندا ووصفته الدول الغربية بأنه استفزاز.
واستعانت وارسو بطائراتها وتلك العائدة لدول حلف شمال الاطلسي لاسقاط المسيرات.
ورأى رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أن ما حصل كان الأقرب 'إلى نزاع مفتوح' منذ الحرب العالمية الثانية.
وأستبعد الجمعة عبر اكس ما ألمح إليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن عملية التوغل قد تكون خطأ بالقول 'كنا نتمنى أيضا أن يكون هجوم المسيرات على بولندا خطأ. لكن لم يكن كذلك. ونعرف ذلك'.
ووصل وزير الخارجية البولندي إلى كييف الجمعة لإجراء محادثات أمنية.
وأكد الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي أن الهدف من المناورات الروسية البيلاروسية 'ليس دفاعيا بالتأكيد' و'لا تستهدف أوكرانيا وحدها'.
وحاولت روسيا تبديد المخاوف المرتبطة بهذه المناورات المسماة زاباد-2025 (غرب-2025) في إشارة إلى أنها تجرى غرب التحالف الروسي-البيلاروسي.
وأكد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أنها 'مناورة مخطط لها ولا تستهدف أحدا'.
- 'مجرد عرض' -
وتنظم مناورات زاباد كل أربع سنوات عادة. ونسخة العام 2025 هي الأولى منذ بدء النزاع في أوكرانيا في شباط/فبراير 2022. وشارك في تدريبات العام 2021 نحو 200 ألف جندي روسي قبل أشهر من بدء الغزو الروسي الواسع لأوكرانيا.
ويتوقع أن يكون حجم المناورات أقل هذه المرة إذ ان مئات آلاف الجنود الروس منتشرون في اوكرانيا.
وأكدت بيلاروس في كانون الثاني/يناير أن 13 ألفا من جنودها سيشاركون في المناورات لكنها عادت لتشير في أيار/مايو إلى مشاركة نصف هذا العدد.
وقال دونالد توسك أن المناروات تهدف إلى محاكاة احتلال ممر سوالكي الممتد على طول الحدود بين بولندا وليتوانيا مع جيب كالينيغراد الروسي غربا وبيلاروس شرقا.
وغالبا ما يعتبر هذا الممر نقطة ضعف للناتو وقد يكون الهدف الأول لهجوم روسي محتمل.
وقال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو إن هذه المخاوف 'سخيفة'.
وأكد وزير الدفاع البيلاروسي قبل فترة قصيرة لوسيلة إعلام رسمية أن مناورات زاباد ابعدت عن حدود بولندا وأوكرانيا 'لخفض التوتر'.
لكن مينسك قالت في آب/أغسطس إن المناورات ستشمل صواريخ فرط صوتية بقدرة نووية من طراز اوريشينك المطورة مع روسيا والتي ستنشر في بيلاروس.
ويرى الكسندر خرامتشيخين المحلل العسكري ومقره في موسكو أن مناورات زاباد 'مجرد عرض' من دون أي مغزى فعلي.
أما فاسيل كاشين المحلل لدى المجلس الروسي للشؤون الدولية المرتبط بالكرملين فيعتبر أن المناورات 'هي استعراض (قوة) وتدريب فعلي على القتال'.
ويقول 'يجب أن نكون جاهزين للدفاع عن بيلاروس أذا اقتضى الأمر'.
وأعلنت بولندا وحلفاؤها إجراء مناورات في أيلول/سبتمبر.
ويرى كاشين أن تنظيم مناورات عسكرية مضادة من جانب روسيا ومن جانب دول في حلف شمال الأطلسي سيتواصل 'كما كانت الحال في فترة الحرب الباردة'.