اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ١٤ كانون الأول ٢٠٢٥
كشفت السلطات الإسبانية عن تفاصيل عملية أمنية معقدة أسفرت عن تفكيك شبكة متخصصة في تهريب المخدرات بالمروحيات بين المغرب وجنوب إسبانيا، في واحدة من أخطر القضايا المرتبطة بالتهريب الجوي خلال الفترة الأخيرة، حيث اعتمدت العصابة على وسائل نقل غير تقليدية لتجاوز الرقابة الأمنية ونقل كميات ضخمة من الحشيش إلى داخل الأراضي الأوروبية.
إعلان رسمي عن تفكيك الشبكة
أعلن الحرس المدني الإسباني، يوم السبت 13 ديسمبر 2025، نجاحه في إنهاء نشاط هذه الشبكة الإجرامية خلال عملية وُصفت بالنادرة، نظراً لاعتمادها على تهريب المخدرات بالمروحيات، وهي وسيلة قليلة الاستخدام بسبب تكلفتها العالية وصعوبة إخفائها مقارنة بالتهريب البحري أو البري. العملية جاءت ضمن حملة موسعة لملاحقة أساليب التهريب الحديثة عبر الأجواء.
حصيلة المداهمات والاعتقالات
أسفرت التحركات الأمنية التي نُفذت بشكل متزامن في مقاطعات مالقة وألميريا ومورسيا عن توقيف ستة أشخاص يُشتبه في تورطهم المباشر في شبكة تهريب المخدرات بالمروحيات. كما تم ضبط أكثر من 650 كيلوغراماً من الحشيش، إضافة إلى مصادرة مروحية واحدة كانت تُستخدم في النقل الجوي، وخمسة أسلحة نارية، ومبالغ مالية نقدية، إلى جانب عدد من المركبات المرتبطة بالأنشطة اللوجستية للشبكة.
آلية التهريب الجوي عبر المتوسط
أظهرت التحقيقات أن العصابة اعتمدت على مروحيات قادرة على التحليق لمسافات طويلة فوق البحر المتوسط، وتحمل في الرحلة الواحدة ما بين 500 و900 كيلوغرام من المخدرات. وبعد الوصول إلى السواحل الجنوبية لإسبانيا، كانت الشحنات تُنقل إلى مزارع ريفية ومستودعات معزولة، قبل إعادة توزيعها براً نحو دول أوروبية أخرى ضمن شبكة تهريب دولية منظمة.
تعاون أمني عابر للحدود
جاءت هذه العملية نتيجة تنسيق أمني مكثف بين الأجهزة المختصة في إسبانيا والمغرب، إلى جانب تعاون استخباراتي مع بلجيكا والسويد. ويعكس هذا التعاون حجم التحديات التي تفرضها شبكات تهريب المخدرات بالمروحيات، والتي باتت تعتمد على امتداد دولي معقد لتأمين مسارات النقل والتخزين والتوزيع.
لماذا يُعد التهريب بالمروحيات استثنائياً
يُعتبر تهريب المخدرات بالمروحيات من الأساليب النادرة نسبياً في المنطقة، نظراً لارتفاع تكلفته التشغيلية وصعوبة إخفاء حركة الطيران، فضلاً عن المخاطر التقنية والأمنية. إلا أن العصابات المنظمة تلجأ إليه أحياناً كوسيلة لتفادي الرقابة البحرية المشددة، خصوصاً مع تشديد المراقبة على الزوارق السريعة ومسارات التهريب التقليدية.
مكافحة التهريب الجوي والطائرات المسيرة
تأتي هذه العملية ضمن سلسلة إجراءات أمنية لمواجهة التهريب الجوي للمخدرات، بما في ذلك استخدام الطائرات المسيرة، حيث سبق للسلطات الإسبانية تفكيك شبكات مشابهة في نوفمبر 2025 كانت تعتمد على الدرونز لنقل شحنات أصغر عبر الحدود. ويؤكد ذلك تطور أساليب التهريب مقابل تطور أدوات المراقبة والتتبع الأمنية.
خلاصة وتوقعات مستقبلية
تمثل عملية تفكيك شبكة تهريب المخدرات بالمروحيات ضربة قوية للجريمة المنظمة في جنوب أوروبا، وتؤكد في الوقت نفسه أهمية التعاون الدولي لمواجهة هذا النوع من الجرائم العابرة للحدود. ومن المنتظر أن تكشف التحقيقات الجارية عن امتدادات إضافية للشبكة، مع استمرار تحديث البيانات الرسمية حال ظهور مستجدات جديدة.













































