اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ٢٢ أيار ٢٠٢٥
شهدت العقود الآجلة لخام برنت تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الخميس، لتستقر بالقرب من مستوى 64.8 دولارًا أمريكيًا للبرميل. يأتي هذا الثبات النسبي بعد سلسلة من الخسائر التي لحقت بأسعار الخام في الجلسة السابقة، وسط ضغوط متزايدة ناجمة عن تنامي المخاوف من وفرة المعروض في الأسواق العالمية، مدفوعة ببيانات أمريكية حديثة حول ارتفاع مستويات المخزون.
زيادة المخزونات الأمريكية تفاجئ الأسواق
أعلنت إدارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة عن ارتفاع مفاجئ في مخزونات النفط الخام بلغ 1.328 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، في تحدٍ واضح لتوقعات الأسواق التي كانت تشير إلى انخفاض محتمل بنحو 1.85 مليون برميل. ولم يقتصر الأمر على الخام فقط، بل سجلت أيضًا مخزونات البنزين ونواتج التقطير ارتفاعات غير متوقعة، ما عزز المخاوف من تراجع الطلب على المدى القصير وزيادة في الإمدادات غير الموجهة إلى الاستهلاك.
ضغوط من الأسواق المالية والعجز الأمريكي
لم تقتصر العوامل السلبية على البيانات النفطية فقط، بل امتدت إلى الأسواق المالية التي شهدت موجة بيع جماعي بسبب تصاعد القلق من تنامي العجز المالي في الولايات المتحدة الأمريكية. هذا الوضع أدى إلى تراجع شهية المخاطرة لدى المستثمرين وتفضيل الابتعاد عن الأصول عالية التقلب، مما زاد من الضغط على أسعار النفط في وقت حرج.
مراقبة حذرة للتطورات الدولية
وفي السياق الجيوسياسي، يتابع المستثمرون عن كثب ما ستسفر عنه الجولة الخامسة من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية إيران الإسلامية، والتي من المتوقع أن تُعقد في نهاية الأسبوع الحالي. تأتي هذه المتابعة في ظل تقارير إعلامية تحدثت عن توجيه كيان الاحتلال الإسرائيلي ضربة عسكرية محدودة داخل الأراضي الإيرانية، ما زاد من حالة الترقب والقلق بشأن احتمالات تأثر الإمدادات النفطية في منطقة الشرق الأوسط.
تهدئة جزئية من المحادثات النووية
رغم التوترات الأمنية، ساهم انخراط الأطراف المعنية في المحادثات النووية في تهدئة بعض المخاوف من حدوث اضطرابات كبيرة في إمدادات النفط. ويأمل المتابعون أن تؤدي هذه المحادثات إلى تقليص التوتر الإقليمي ومنع مزيد من التصعيد، خاصةً وأن أي انقطاع محتمل في الإمدادات قد يؤدي إلى قلب موازين السوق وتحفيز أسعار النفط على الارتفاع مجددًا.
خلاصة المشهد النفطي الراهن
تشير مؤشرات السوق الحالية إلى حالة من التوازن الدقيق بين ضغوط زيادة المعروض وتراجع الطلب من جهة، والمخاوف الجيوسياسية التي تدعم الأسعار من جهة أخرى. في ظل هذا التناقض، يظل مستقبل أسعار النفط رهينًا بتطورات سياسية واقتصادية متسارعة، مما يجعل التحليل الدقيق والمتابعة المستمرة عناصر أساسية في فهم ديناميكيات السوق خلال الفترة المقبلة.