اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ١ كانون الأول ٢٠٢٥
في عالم الوظائف، نسمع عن مجتهدين تُكافأ مسيرتهم، أو عن موظفين يُفصلون لإهمالهم المتكرر. لكن هذه القصة تحمل وجهاً آخر لم نتوقعه. موظف قضى سنوات طويلة في شركته، لم يكن يتخيل أن غفوة قصيرة ستقلب حياته رأساً على عقب، وتحوله من مفصول محبط إلى صاحب تعويض ضخم يثير الدهشة. اكتشف تفاصيل الحادثة، والعديد من النصائح وفقاً للباحث والخبير في مجال تطوير الذات، الدكتور صهيب عماد، بحسب سيدتي.
أغرب عقوبة وظيفية في العالم
بدأت الحكاية في شركة صينية تعمل في مجال الصناعات الكيميائية، حيث يعمل مدير قسم أمضى أكثر من عشرين عاماً من الخدمة المخلصة. في إحدى الليالي، وبعد يوم شاق من العمل المتواصل، استسلم الموظف للإرهاق وغلبه النعاس، فنام على مكتبه لمدة ساعة واحدة فقط عند منتصف الليل. غير أن كاميرات المراقبة التقطت هذه اللحظة التي بدت عابرة بالنسبة له، لكنها كانت بداية أزمة كبيرة.
بعد أيام قليلة، استدعته الشركة لتخبره بأن ما قام به يعد خرقاً صارخاً لقواعد الانضباط، وأصدرت قراراً بفصله عن العمل بعد التشاور مع نقابة العمال، مؤكدة في إشعارها أنه رغم عمله منذ عام 2004 فإن نومه على المكتب لا يغتفر. بالنسبة للموظف، بدا القرار قاسياً وغير مبرر، خاصة أنها المرة الأولى ولم يترتب عليها أي ضرر، لذلك قرر رفع دعوى قضائية.
المفاجأة أن محكمة تايكسينغ الشعبية رأت أن الشركة بالغت في العقوبة، وأشادت بالسجل المهني الممتاز للموظف وخدمته الطويلة. المحكمة اعتبرت أن حادثة النوم لا تستحق الفصل من العمل، بل من غير العادل أن تنهي مسيرة موظف بهذه الطريقة. وبناءً على ذلك، حكمت المحكمة بتعويض مالي كبير بلغ 350 ألف يوان، أي ما يعادل نحو 48 ألف دولار أميركي.
لتتحول بذلك ساعة من الغفوة إلى قصة غير متوقعة في عالم الوظائف، حيث فتح النوم باباً لمكافأة مالية ضخمة لم يكن يتخيلها أحد.
فوائد القيلولة أثناء العمل:
يوضح الباحث والخبير في تطوير الذات الدكتور صهيب عماد أن القيلولة القصيرة حين تدار بذكاء تتحول من استراحة عابرة إلى أداة مهنية تعزز التفكير والقرار والعافية. ومن أبرز فوائدها النقاط الآتية:
تعزيز معايرة الانتباه
العقل أثناء العمل يشبه جهازاً حساساً يضعف أداؤه مع تراكم الضوضاء الذهنية والتفكير المتسارع. القيلولة القصيرة تعمل كزر إعادة تشغيل، فتُصفَّى الفوضى الداخلية ويعود الذهن إلى حالة صفاء. عندها يصبح الانتقال بين المهام أكثر سلاسة، ويقل احتمال الوقوع في الأخطاء الصغيرة التي قد تُكلف وقتاً وجهداً مضاعفاً. وهذا يفسر لماذا يعتبرها بعض الخبراء سراً لزيادة الإنتاجية الذكية وليس مجرد راحة جسدية.
ترسيخ التعلم
كل معلومة جديدة تمر عبر ذاكرتك القصيرة تبقى معلقة كمسودة سريعة تحتاج إلى معالجة أعمق. القيلولة تمنح الدماغ فرصة لترتيب هذه المسودات ونقل المهم منها إلى ذاكرة طويلة المدى. النتيجة أنك لا تحفظ المعلومة فحسب، بل تبدأ بفهمها وربطها مع خبرات سابقة. لذلك نجد أن الموظفين الذين يعتادون على قيلولة منتظمة يصبحون أسرع في استيعاب أنظمة جديدة أو تكييف مهاراتهم مع تحديات العمل.
تقوية شرارة الحلول
العقل أثناء اليقظة يعمل غالباً بطريقة خطية، يسير خطوة بخطوة وفق تسلسل محدد. لكن أثناء القيلولة القصيرة يخف النشاط الواعي، فتشتغل الشبكات العصبية المرتبطة بالإبداع والربط غير التقليدي. وهنا بالضبط تحدث القفزات الفكرية. قد تستيقظ لتجد أن المشكلة التي بدت معقدة بالأمس لها الآن حل أبسط وأكثر وضوحاً. هذه اللحظة ليست مصادفة، بل هي نتيجة دخول العقل في وضعية تفكير غير مقيد.
ضبط ميزان الطاقة
نحن نستهلك طاقتنا اليومية غالباً في أول النهار ونظن أن الإرهاق أمر طبيعي مع الساعات المتأخرة. لكن القيلولة تخلق دفعة ثانية من الطاقة النقية، تُعيد توزيع مخزونك الجسدي والنفسي بحيث لا تشعر بالانهيار قرب نهاية الدوام. هذا التوازن لا ينعكس فقط على الأداء المهني، بل أيضاً على علاقاتك اليومية، إذ تصبح أكثر صبراً وهدوءاً عند التعامل مع زملائك أو عملائك، مما يرفع من جاذبيتك المهنية والشخصية معاً.













































