اخبار اليمن
موقع كل يوم -سما نيوز
نشر بتاريخ: ٣٠ تموز ٢٠٢٥
حسبي الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
من قلبٍ يعتصره الظلم، وتختنق فيه الكلمات بالقهر، ونيابةً عن كل جنديٍ منتسب لوزارة الداخلية، أرفع هذا النداء الصادق، والبيان المؤلم، علّه يلامس ضميرًا حيًا لم تُطفئه المصالح، ولم يُخرسه الجبروت.
إلى معالي وزير الداخلية،
إلى قادة الشرط العسكرية،
إلى كل مسؤولٍ يملك القرار، وإلى كل جنديٍ يذوق مرارة المعاناة…
ما هذا العبث الذي يتعرض له الجنود من قبل شركة الإنماء؟ بأي حق تُحتكر مرتبات الجنود في هذه الشركة دون غيرها؟ ولماذا يجبر آلاف الجنود على التعامل مع فروعها فقط، وكأنهم رهائن لا موظفين؟
لقد تحولت هذه الشركة إلى أداة إذلال بدل أن تكون وسيلة صرف، تمارس سياسة الإخضاع والاستغلال، وتستثمر تدهور الوضع المعيشي والاقتصادي لتزيد الطين بلة. الجنود ـ أولئك الواقفون على أبواب الخطر لحماية الوطن ـ أصبحوا يقفون في طوابير الذل، تحت الشمس الحارقة لساعات طويلة، من أجل راتب بسيط لا يأتي إلا كل عدة أشهر، وكأنهم يشحذونه، لا يتقاضونه كحق.
تخيلوا آلاف الجنود، يُرغمون على تسلّم عملة مهترئة، فئة مئتين ريال، لا يقبلها أحد، ولا تكاد تُصرف، فقط لأن الشركة أرادت تصفية ما في خزائنها من أوراق بالية على حساب كرامة العسكر!
ما يحدث ليس مجرد تقصير إداري، بل انتهاك فجّ وصارخ للحقوق الإنسانية، وتعدٍ سافر على كرامة الجندي.
أنتم – يامن في أيديكم القرار – لماذا لا ترفعون المعاناة عن كاهل الجنود، ولماذا تضيفون إلى معاناتهم معاناة جديدة، في وقت لم يعد الشعب يحتمل المزيد.
فأسألكم بالله:
أما تخشون يومًا يُستوفى فيه كل حقٍ مسلوب، ويُسأل فيه كل مسؤول عمّا قدّم أو فرّط؟
أين ستذهبون يوم يُنادى على كل نفسٍ بما قدّمت؟ أين المفرّ من عدالة السماء، حين تُعرض المظالم بلا محامٍ ولا وساطة؟
يا أصحاب القرار، إن كنتم لا تسمعون، فاعلموا أن الله يسمع أنين المظلومين، ويرى صمتكم القاتل.
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.